نحتاج معرفة هل (خطبة الجمعة) خطاب فردي وحق لمن يعتلي المنبر؟ أم هي (خطاب للمجتمع) برمته؟ ومن المصلحة تحديد (المواضيع) التي يحتاجها من خلال خطة تضمن تناول ال(52 خطبة) في العام الواحد، لكافة المواضيع والقضايا التي تهم الناس في حياتهم؟!. الخطبة (عملية اتصالية) أسبوعية، تطوير (محتواها) مطلب وضرورة، وقد حدثتكم سابقاً عن تجربة أحد الخطباء في الرياض عندما خصص (واتس اب) لاستقبال اقتراحات المُصلين حول اختيار موضوع الخطبة القادمة، والتصويت على (ثلاثة مواضيع) مُقترحة, وبرأيي أن هذا تفاعل مطلوب مع (المنبر)، يجعله أكثر تأثيراً على المُصلين؟. من الأفكار الأخرى لتطوير (المحتوى) إطلاق بعض الدول (للخطبة الموّحدة) على هذا الأساس، ولكل دولة مُبرارتها؟ ما بين ضمان وصول الفكرة والقضية المراد طرحها لكافة شرائح المجتمع، وما بين القضاء على العشوائية، والاجتهادات الفردية، وطرح بعض القضايا من منظور (الخطيب) وحده؟!. هذه الأيام تشهد مصر جدالاً واسعاً حول إقرار فكرة (الخطبة المكتوبة) التي تنوي وزارة الأوقاف اعتمادها هناك، الآراء مُتباينة حول جدواها؟ وفوائدها؟ الواضح أن كثير من علماء الأزهر يعترضون عليها لأسباب عدة في ثاني أسبوع من تجربتها؟ ولكن أجمل ماقيل في هذا الموضوع أن (الخطبة المكتوبة) لا تقيّد الإمام بالالتزام بنصها، ويمكنه الاجتهاد من خلالها؟!. هناك حاجة لتجديد (الخطاب الديني) في كل (منابر الجُمع) ليحقق هذا اللقاء الأسبوعي هدفه، ويتناسب محتواه مع التطورات العصرية والتغيرات التقنية والحياتية والظروف المُعاشة، لا يمكن القول إن كل (الخطباء) على مستوى واحد من الخبرة، والقدرة على اختيار الموضوع، والاجتهاد، والاستنباط، والفصاحة؟!. إعادة تقييم ومُراجعة أداء (الخطباء)، ومنح من يحتاج منهم لدوارات تطويرية في (الكتابة)، و(فنون الإلقاء)، و(طرق التأثير) مطلب وضرورة، مع عدم تجاهل تجارب الآخرين في هذا المضمار؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.