قبل نحو (سنة تقريباً) كتبت عن تجربة أحد جوامع الرياض، عندما خصص الإمام رقم (واتس اب) يتواصل من خلاله مع المُصلين، للتصويت على موضوع الخطبة المُقترح، من بين (3 مواضيع) يُرشحها ويُعلن عنها مُسبقاً؟! حينها اقترحت أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمحاولة تطبيق الفكرة على بعض (الجوامع) ليشارك الناس في اختيار المواضيع التي تناسب احتياجهم، وظروفهم، واليوم ها أنا أعيد طرح الفكرة من جديد لأنه من المُفترض أن تكون الخطبة متطورة وعصرية في كل أسبوع، لتحاكي وتناقش قضايا المصلين (المُتجددة) بطبيعتها، وهنا أقصد المحتوى لا الشعيرة! رائع جداً أن يعتني (الخطيب) بخطبته، ويحضر لها مُنذ وقت مُبكر، ويسأل جماعة مسجده عن ماذا تريدوننا أن (نتحدث) هذا الأسبوع؟! برأيي أن هذا سيُفعّل دور المسجد أكثر، لتنتقل بذلك (خُطبة الجمعة) من الصيغة الأسبوعية (للخطاب الروتيني)، إلى (الخطاب التفاعلي)، الذي يُفيد الجماعة، ويُناقش أمورهم واهتماماتهم، والظواهر التي يرغبون في مُعالجتها، ويُلبي طموحات الأمة والوطن بعيداً عن تلك الخطب والصيغ (المُعلبة)، فنحن نحتاج خُطب كتبت خصيصاً لكل أسبوع، ولكل منبر، لتناسب حال جماعة المسجد من المُصلين، فهل يمكن أن تكون خطبة الجمعة هذا اليوم في (محافظة الدائر) ببني مالك بجازان والتي شهدت جريمة قتل جماعية بشعة، هي ذاته خطبة الجمعة في أي مكان آخر؟! يجب أن يكون الخطيب مُطلعاً على ظروف وحال (جماعة مسجده) لتكون خطبته مُتناسبة مع احتياج ونفسيات المُصلين فمُفردات الخطاب يجب أن تُراعي هذا الاختلاف والتباين, ويمكن قياس ذلك على ما تمر به الأمة من ظروف وتحديات تتطلب أن يتحول مفهوم (الخطبة) من مُجرد عمل روتيني أسبوعي يقوم الخطيب بأدائه (بذات النبرة) والألفاظ التي تجلب (النعاس) مُنذ سنوات طويلة، إلى (عملية اتصال) احترافية، يُقدم فيها (المحتوى) بطريقة جاذبة ومشوقة، وبأفكار مُنظمة ومُرتبة! ما نحضره ونسمعه يؤكد أن بعض (الخطباء) لم يقرأ ما يقول ويردده، إلا على المنبر الذي يحدثنا منه؟! وعلى دروب الخير نلتقي.