لولوة الحمود فنانة تشكيلية سعودية تعد حالة استثنائية في الساحة التشكيلية العربية فكراً وتقنية وبعد نظر في هدفها الإبداعي تحمل هويتها الإسلامية تنظر إلى مساحات لم تكن تعني شيئا عند الكثير من الفنانين فيما يخص التاريخ وتفاصيله البصرية المتعلقة بالثقافة المحلية خاصة والعربية لتعميم سبل البحث والتقصي في ثرائهما الإسلامي الثري، فكانت الزخرفة الإسلامية وتطويع الحرف العربي بتنوّع مواضيعه هي الهدف واتجاه بوصلتها نحو الشهرة، اعتمادا على نظرة تتكئ على علوم الرياضيات والحسابات والقياسات التي تحتاج فيها عند تكوين الكتلة الزخرفية الممزوجة بروحانية الدين، حصلت لولوة عبد الرزاق الحمود على بكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود سنة 1988، وعلى بكالوريوس في التصميم الجرافيكي والسمعي البصري، من الكلية الأمريكية في لندن سنة 1997، وعلى الماستر في تصميم الاتصال، مع تركيز على الفن الإسلامي، من كلية الفنون والتصميم في لندن، سنة 2000. تعمل الحمود مستشارة فنية وخبيرة تصميم هويات للشركات، وتتلقى طلبات استشارة من متاحف ومعارض وشخصيات ومؤسسات بارزة. وقد نظمت أحداثاً ثقافية منذ سنة 1999، وشاركت في معارض فنية في لندن ومدن أخرى منذ 2001. وفي سنة 2008. مسيرة الفنانة لولوه الحمود مليئة بالطموح والنجاحات منذ أن وضعت أولى خطواتها في مجال الفنون واليوم يمكن لنا اقتناص بعض مما تناولته في إجاباتها للكثير من الحوارات أو اللقاءات الصحفية والتلفزيونية بدءاً من انطلاقتها بثلاثة معارض شخصية وثلاثة معارض ثنائية إضافة إلى مشاركتها في المعرض العالمي في الشارقة ضمن مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية ومعرضها الذي أقامته هذا العام في غاليري نايلا للفنون تحت عنوان (SUBLIMk) كأول معرض شخصي تقيمه في المملكة «هو أول معارضها الشخصية في السعودية،، حيث تطرح من خلال معارضها كثيراً من التساؤلات والتأمل في لغة الوجود والنظر عن قرب للعلاقة بين عناصره، وما هو التجريد وما هو المسلم به، ما هو المعتاد وما هو المبتكر؟، ورأت أن بهذا الطرح سعي كما تشير في تصريحاتها إلى بناء الصورة حسب فهمنا لها، متجاوزا بذلك تطابق الرؤية أو عدمها، مطالبة بالتواصل في البحث عن لغة جديدة يترابط فيها الهندسة والجمال والإيمان. كما يتواصل حضور الفنانة لولوة الحمود المحلي والعالمي حيث شاركت في العديد من المعارض الدولية في لندن، كوريا، هونغ كونغ، ألمانيا، الصين، الدوحة، باريس، دبي، نيويورك، سويسرا، بيروت، وبعض المتاحف العالمية. كما قامت بتنفيذ العديد من الشعارات وكذلك ما أبدعته في تصميم 118 جدارية داخل جناح المملكة في معرض اكسبو الدولي الصين 2010م، تقول : تتنقل الفنانة لولوة الحمود بعملها بين لندنودبي وذلك لظروف تنفيذ إبداعاتها في الاستوديو في لندن،إضافة إلى برامجها التي تقدمها خدمة للفنانين، من خلال مؤسستها التي تعنى بالاهتمام بفن الفنانين المواهب الواعدة أو تنظيم المعارض. جسر العبور إلى العالمية تقول الفنانة لولوة الحمود إن وصولها إلى العالمية كانت بلوحة تحمل أسماء الله الحسنى، مع أنها كما تقول لم تفكر في موضوع العالمية أو الشهرة فالفن الجيد كما تؤكد يتعدى الحدود الجغرافية والثقافية، إلا أن ما وجدته من اهتمام ودعوات لمعارض ومتاحف عالمية لعرض واقتناء لوحاتها وأمامي مشوار طويل وجهد كثير للوصول للأفضل دائما. هذا الحضور العالمي بأسلوبها المتميز العائد من اقتناص روح الفن الإسلامي الأصيل والمعتادة وإعادة صياغته بروح معاصرة وكأنها بهذه التكوينات تتعامل مع حالة من البحث المتعمق في التأثير النفسي قبل البصري ما حقق للكثير من أعمالها بالنجاح والاقتناء من بينها عملها «لغة الوجود» الذي يعتبره الكثير من نقاد الفن من أبرز الأعمال الفنية المعاصرة السعودية عالميا نتيجة ما أوجدته الفنانة من شفرات جديدة للحروف العربية التي لها علاقة بعلم الرياضيات والفيزياء ومنه كتابة أسماء الله الحسنى وجعلته نهجا وأسلوبا جديدا بنته على مبادئ الفن الإسلامي، ليس بتكرار ما عرف من إبداعات إسلامية، بل بإضافة أسلوب عصري اعتمادا على الفكرة وارتباطها بما سبق وإخراجها بشكل حديث لم يسبق عمله، فالعالمية تعتمد على البحث في العمل الفني وليس فقط نتائجه. ومن يتابع بدايات توجه الفنانة لولوة الحمود فسيجد أن دراستها واهتمامها بالخط العربي الذي تقول عنه أنه لا يزال أسمى أنواع الفن الإسلامي مذكرة بأنه وصل لأوج عظمته أيام العثمانيين. مع رأيها وأسفها حول من شوه الحروف دون علم أو دراسة واخترع كتابة تخلو من التناسق وليس لها أصول أما الخط بالفن فهناك إبداعات كثيرة استحقت التقدير عالميا. كلمات موجزة من يقرأ لقاءات وحوارات التي تجرى مع الفنانة لولوة الحمود يجد أنها تنتقيها بدقة ونجد نحن فيها البلاغة والحكمة والمعنى، من ذلك هذه المختارات مما اجتزأنا من بعض تلك الحوارات. _ أتبع مدرسة الفن الإسلامي الذي يحمل في طياته العلاقة بين المحدود واللامحدود والوحدة والتعدد، وهي لغة يُعنى بها علما الهندسة والرياضيات. _ الظواهر الكونية تستدعي التأمل لنفهمها، وأعمالي تعني بلغة الكون والإيمان بخالقه. _ الفن له رسالة سامية _ التأمل بلغة الوجود والنظر عن قرب للعلاقة بين عناصره تدفعني للتساؤل، ما هو التجريد وما هو المسلم به، ما هو المعتاد وما هو المبتكر؟،. _ ما نراه الآن في المعارض الفنية العالمية قد لا يتعدى الإعلان والرغبة في صدمة الآخرين. _ الفن لا حدود له وليس بالضرورة أن يقتصر على اللوحة ولكن المعلوم أن للفن سلما يتدرج به الفنان. _ أعمالي ليست سهلة القراءة وتستدعي أن يقف المتلقي أمامها طويلا ليفهم مغزاها ويقرأها من خلال تركيباتها. _ للحرف والشكل الهندسي البسيط معان تعبّر عن الإيمان وعن العلاقة بين المخلوق والخالق». _ أعمالي تعنى بالغموض البصري وتتناول علاقتها بين الوحدة والتعدد. _ أرمز إلى التداخل الأبدي بين المعرفة والإيمان والحب، تستهويني الهندسة كشكل مجرد يحرر اللغة الخفية للكون والخلق من خلال تجاوز مظهرها الخارجي.