الابتهاج الذي تحصل عليه الربيع العربي ليس للربيع الديمقراطي، وإنما للتقسيم العربي المنتظر وجعلنا دويلات لأقليات، هذا الابتهاج المبكر من دول مثل إيران وأوروبا وعموم العالم الغربي ومع تطورات أحداث الحرب في سورية وانتشار الإرهاب الداعشي بدأت هذه الدول تدفع الثمن غالياً وليس العرب وحدهم، حيث أخذ في فوضاه صورة أخرى من صور الحرب العالمية الثانية قبل عام 1945م قبل أن تضع الحرب أوزارها. إيران وإن تحوّلت إلى دولة ميلشيات عسكرية تحارب في: سورية والعراق واليمن ولبنان وليبيا؛ أي أنها غرقت في حرب المنظمات والميلشيات وأصبحت عالقة بدأت تأكل النار أطرافها عبر تحرك ما تسميهم الأقليات وهم أغلبية على حدودها، لا يطالبون بالمشاركة السياسية والحقوق المدنية كما كانوا قبل الثورة الدينية عام 1979م زمن الشاه وإنما المطالبة في الانفصال قبل الاحتلال الفارسي، والمطالبة الاستقلال وقيام دولة: كردية، آذارية، تركمانية، عربية أحوازية، بلوشية. وأول المتحركين عسكرياً الأكراد في إيران وسورية والعراق. الذين احتفلوا من أوروبا بالربيع العربي التفكيك العربي لا الديمقراطية والمزيد من الحريات السياسية في سورية وتونس وليبيا واليمن غرقوا أيضاً بموجات عرب اللاجئين وعجم المهاجرين من آسيا وإفريقيا، وغصوا بأكثر من مليوني لاجئ ومهاجر وكما يقال: الحبل على الغارب، أو الحبل على الجرار أو والسفن على البحر. ستستمر الهجرات ما لم يتم معالجة دول الربيع اليمن ليبيا سورية العراق. لن تخرج إيران متعافية من ربيع العرب حتى وإن احتفل البعض منهم باحتلال عواصم عربية لا بد أن تلعق وتتجرّع من ربيع العرب كما تجرّعوه أول مرة زمن الخلافة الراشدة عندما كسرت إمبراطورتيهم، ومثل كأس السم الذي تجرّعوه زمن صدام حسين الذي أسماها حرب القادسية الثانية وحرب المجوس. الإرهاب الذي ضرب بلادنا منذ منتصف التسعينات الميلادية ثم ضرب بلاد العرب منذ أن غزت أمريكاالعراق عام 2003م تحت مبررات غير صحيحة بدأت تتكشّف هذه الأيام، وأخيراً استغلال إيران وروسيا والغرب لما نتج عن ثورات الربيع العربي، هذا الإرهاب، أدركت الدول التي استثمرته أنه سيرتد إلى داخلها، وإيران التي شكلت له مظلة هي أول الخاسرين.