يعد الفنان الطليعي آندي وارهول من أهم فناني حركة البوب الأمريكية، التي انتقلت لاحقاً لبريطانيا ومن بريطانيا للعالم، ومن المواضيع الجاذبة للجمهور التي عمل عليها أندي وارهول هي أعماله الفنية المتعلقة بالشهرة والمشاهير في الولاياتالمتحدة. الطريقة الساخرة لرؤية هول تندرج تحت نقد واضح حول الفن في الولاياتالمتحدة، وكيفية تحوله لمشاريع تجارية ما أفقده المتعة والتذوق والعدالة في التقييم، فأعماله الشهيرة تتعلق حول الاستهلاكية أو الرأسمالية، وتكرار لبعض المشاهير مثل مارلين مارنو مع جاكي كيندي زوجة الرئيس الأمريكي جون إف كيندي، الذي تم اغتياله في الحدث المشهور في العام 1963م. كما يسخر آندي من عالمه بشكل لا يستفز أحد، بمعنى أن أعماله تحتفي بالوضع الأمريكي الفني في الستينات والسبعينات، وعن طريق التعمق في مضامينها، نجد أن هناك سخرية من الوضع التجاري البحت الذي تتصف فيه الحركة الفنية الأمريكية خصوصا منذ عصر ريجان المعروف بالتحول نحو الانفتاح الاقتصادي، وعدم تدخل الدولة في الاقتصاد، وهو ما يعرف بالليبرالية الجديدة، فملخص أعماله يدور حول الشهرة والهوس، الأعلام وتكرار المواد، الإنتاجية والاستهلاكية مقابل العمق والتذوق. أما تصريحاته، فنعي من خلالها المعاني العميقة من أعماله، ومن خلال مقابلته نجد أنها تعلق على العالم الغربي بشكل ناقد، ساخر وأحياناً غاضب، إذ يسخر هول دائما من ظاهرة الروح التجارية التي ألقت بظلالها على الفن الأمريكي، التي ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، حيث يسخر - أيضا - من خلال تصريحاته الإعلامية من الأفراد المشهورين في الولاياتالمتحدة، فالعلاقة بين الفن وهول ليست متعلقة برؤية متجردة لأعماله أو بالشكل الخارجي لفنونه، فعندما نرى عملاً له خصوصا فترة البوب نعلم أن الشكل ليس إلا وسيلة لتمرير محتوى، بمعنى آخر لا نحتاج للوقت والمعرفة للخروج باستنتاج يؤكد أن معنى أعماله متعلق بالنقد والتعليق على الوضع الفني الأمريكي في ذلك الوقت، والمرتبط بشكل كلي بالمادية. باختصار إذا كنت تريد أن تعرف كل شيء عن الفنان آندي وارهول، كل ماعليك فعله هو مجرد إلقاء نظرة على ما يقدمه، وربطه بتصريحاته، إذ يقول هول في أحد مقابلاته: «الجميع يعيش بنفس الآلية والشكل، نحن مجرد آلات في عصرنا هذا» فما هو الاختلاف بيننا وبين المجتمع الشيوعي» ويقصد هم بالطبع المجتمع الرأسمالي، ولا ننس مقولته الشهيرة التي تتكرر في عصرنا اليوم، وهو كل شخص بيننا سيحظى بمدة ربع ساعة من الشهرة، وهذا التصريح موجود اليوم خصوصاً مع وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنتج مشاهير كل يوم سواء من خلال مقاطع فيديو شهيرة لهم، أو من خلال أدوات أخرى مثل الكيك أو السناب شات.