تخلص أهالي الفلوجة من مطرقة داعش فوقعوا على سندان الحشد الشيعي. شهود العيان الذين رصدوا دخول عناصر الحشد الشيعي لمدينة الفلوجة بعد تخليص قوات الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب، وهي عناصر عسكرية عراقية، وبعدهم دخلت قوات الشرطة الاتحادية وبعد كل هذه القوات تدفقت عناصر الحشد الشيعي الذين أعادوا للعراقيين الصورة المأساوية التي قرؤوها في كتب التاريخ عن هجوم جيوش التتار عند اجتياحهم للمدن الإسلامية، إذ يعمدون إلى حرق تلك المدن ونهب وتحويل منازلها ويقتلون من تقع عليه أيديهم. عيسى ساير العيساوي قائمقام قضاء الفلوجة وهو أعلى منصب لحاكم إداري للمدينة، وهو بالتالي يمثل الدولة العراقية، سجل شهادته التي تناقلتها وكالات الأنباء المحلية العراقية والدولية والتي يقول فيها: «إن مدينة الفلوجة تتعرض لدمار كبير في البنية التحتية وعمليات حرق وتدمير للمنازل والمحلات التجارية التي تعرضت من قبل تدمير وحرق إلى عمليات نهب وسرقة أمام أعين ومتابعة القوات الحكومية، وأن الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي بما فيها الإعدامات الميدانية يقوم بها عناصر تابعة للحشد الشيعي». ويؤكد الحاكم الإداري للفلوجة أنه تم إبلاغ القيادات العليا بهذه الانتهاكات والجرائم، ولكن ليس هناك رادع ولم تتوقف وهي مستمرة وزادت بأن تم حرق العديد من المساجد والقبض على عدد كبير من المواطنين من قبل عناصر الحشد وتم إعدام عدد منهم في الساحات أمام أهاليهم. مدينة الفلوجة التي تواصل إرسال نداءاتها واستغاثاتها إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي حيث يعلن قائمقام الفلوجة وحاكمها الإداري عيسى العيساوي أن أهالي المدينة ومن تبقى منهم يعيشون رعباً حقيقياً، وأنهم إضافة إلى الجوع والسكن في العراء يواجهون عدواناً آثماً من عناصر الحشد الشيعي الذي يقودهم هولاكو الحشد هادي العامري، ومع أن حيدر العبادي رئيس الوزراء وبصفته القائد العام للقوات المسلحة قد أصدر أوامر نافذة واجبة التنفيذ الفوري تقضي بسحب جميع قطعات الجيش العراقي، وقوات مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، ومليشيات الحشد الشيعي من الفلوجة، وتسليمها للشرطة المحلية ومسلحي العشائر خلال 48 ساعة، والتي جاءت للحد من انتهاكات المليشيات التي طاولت أرواح وممتلكات المدنيين إلا أن فصائل المليشيات رفضت مغادرة الأحياء التي تمركزت فيها، بزعم الخشية من عودة عناصر تنظيم (داعش) إلى المدينة وقامت عناصر المليشيات بتكثيف لعمليات الحرق والنهب التي تمارسها في الفلوجة منذ أيام عدة ما أوقع العديد من جرائم وانتهاكات أمام قطعات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية المتواجدة في المدينة، وهو ما أكده مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكغورك بقوله: إن 20 بالمائة من مليشيات الحشد الشيعي تخضع للتوجيهات الإيرانية، مبيناً خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي الليلة الماضية، أن نسبة من عناصر المليشيات لا يخضعون لسيطرة الحكومة العراقية، كما أشار إلى ظهور الحشد الشيعي في المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها ما أرعب سكان تلك المناطق.