أكد عدد من أخصائيات التغذية أن واقع التغذية المدرسية ليس جيداًنظراً لقلة الوعي بالتغذية الصحية السليمة سواء لدى الأهالي أو لدى المعلمين والمعلمات. حيث ترى أخصائية التغذية العلاجية أمل كنانة أن تكرار حالات التسمم يدل على أخطاء متعلقة بتصنيع الأغذية المخصصة للطلاب والطالبات أو أخطاء تتعلق بسوء التخزين لهذه الأغذية. وتضيف كنانة:التقييم لحالات التغذية بشكل عام سواء داخل المدرسة أو خارجها تعتبر نوعا ما سيئة بسبب قلة الوعي لدى الأهل وأيضاً قلة الوعي بين المدرسين والمدرسات بالمدارس، لذا يجب زيادة إرشادات السلامة في المقاصف وعمل دورات تدريبية للعاملين بها عن كيفية التعامل مع الاغذية المراقبة الدائمة لها. كما تطرقت كنانة للثقافة الغذائية السائدة حيث يحق للطلاب جلب المواد غير الصحية من البيت مع تقبل المدرسة لهذا الأمر بسهولة وعدم منعهم مع وجود بعض الأغذية التي تباع من قبل المقاصف مثل «الشيبسات» المصنعة بالزيوت المهدرجة والبسكويت الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية والعصيرات ذات الإنتاج الرديء. واقترحت كنانة مراجعة الآلية الخاصة لطريقة نقل المواد الغذائية من مكانها إلى المقاصف المدرسية، مع توفير سيارات مجهزة لنقل المواد الغذائية بسلامة ودون تغيير درجة الحرارة على المواد، وتدريب الموظفين الذين لهم صلة بنقل وتخزين الأغذية، وتوفير المخازن المجهزة التي تحتوي على تهوية خاصة بالمواد المطابقة لمقاييس المخازن،وتوفير المقاصف ذات التهوية الكافية، وتوفير أماكن البيع الكافية لعدم ازدحام الطلبة، مع مراقبة الطلبة وما يتم جلبه من البيت، مع عمل برامج توعوية للطلبة والمدرسين والأهل. في ذات السياق كان رأي أخصائية التغذية رنا الشدي التي تقول: «كانت لي زيارة لبعض من الجامعات التي خصصت لهما شركة احتكرت نشاط التغذية فيهما، وأثناء زيارتنا للمطبخ وجدناه بحالة سيئة جداً. النظافة العامة بالإضافة إلى نظافة المكان والمحتويات والعاملات كانت في حالة يرثى لها، نوعية الأكل والزيوت المطبوخة به رديئة جداً، وعند سؤالي عن سبب هذا التدهور في الوجبات الغذائية أدركت أن غياب المنافسة وانعدام الرقابة سبب كل هذا السوء وهذه الرداءة وفق ما نقل لي من طالبات ومنتسبات هذه الجامعات». وتضيف: «هذا الاحتكار يتكرر في التعليم العام، فقد كانت هناك شركة أغذية شهيرة محتكرة للتغذية المدرسية في عدد من مدن المملكة رغم كل المحاولات من المنتسبين للتعليم العام لإنهاء هذا الاحتكار أو كسر هيمنته على الأقل، وهذا يعبر عن مدى جهلنا بالطريقة التي يتم بها تحضير هذه الوجبات، جودة المكان ونظافته ومدى صلاحيته لأجل هذا نسمع بين وقت وآخر عن حوادث تسمم بين الطلاب والطالبات في مختلف مناطق المملكة. بل إني أسأل: أين هي مقرات شركات التغذية هذه؟ ما هي المطاعم التابعة لها؟ لا أنسى أيضاً نظافة العاملين الشخصية بالإضافة إلى المتعهدين بنقل هذه الوجبات إلى الجامعات والمدارس كيف هي سياراتهم طريقة التخزين وما إلى ذلك». وعن حال التغذية المدرسية اليوم قالت: «للأسف الشديد التغذية في المدارس لا تسر الحال، في المدارس الحكومية والأهلية. فمطاعم المدارس الأهلية الموكلة إليها تجهيز وجبات الطلاب والطالبات لا توفر خيارات صحية للطالب غير ساندويتش مجهول مصدره وعصير من نوعية مجهولة أو بيتزا أو حتى «برجر» على الريق وفي الصباح الباكر الأمر الذي يفسر سبب انتشار السمنة وأعراض مرض السكري بين طلاب هذه المدارس، غير الرسائل الخاطئة التي نوصلها للطالب والطالبة بإمكانية أكل مثل هذا الطعام غير الصحي على الريق». احتكار الشركات لمجال التغذية المدرسية وغياب المنافسة، وانعدام خيارات التغذية أمام الطلاب والطالبات وانحصارها في ساندويتش وعصير من أردأ أنواع الساندويتشات والعصيرات وعدم توفير خيارات أخرى توفر للطالب تغذية تمثل الهرم الغذائي المعروف إذ أن الوجبات لا تتوافق مع احتياجات الطالب الغذائية. وبسؤالها عن كيفية التحسين من القيمة أجابت: «لا بد أن تكون الشركات الموكلة إليها التغذية المدرسية شركات متخصصة في التغذية الصحية وتغذية الطلاب بوجود مسؤول التغذية الذين لا نعدمهم بوجود هذا العدد الكبير من أخصائيي وأخصائيات التغذية العامة الذين تضخهم الجامعات لسوق العمل والذين أصبحت بطالتهم تشكل ظاهرة عامة ويمكن استثمار تعليمهم في هذا المجال الحيوي». - وجبة الطالب لا بد أن تكون مكونة من حليب وفواكه مقطعة محضرة بشكل يحفظ آدمية الطالب تحتوي على النشويات المتمثلة في الساندويتشات التي لا بد أن تحتوي على بروتينات جيدة، فيوم نجد لبنة بالزعتر ويوم نجد ساندويتشات مطعمة بالخضراوات وهكذا. أقترح أيضاً يتم توفير علبة للمكسرات والفواكه المجففة كوجبة خفيفة عوضاً عن علبة الحليب في بعض الأحيان نسأل كثيراً من الطلاب عن سبب عدم تناوله لوجباته المدرسية فيجيب ببساطة: أكل المدرسة لا يعجبني.. لماذا لا نقدم على عمل استبيانات مدرسية نستطيع بها أن نوفر ما يريده الطلاب من وجبات مدرسية. التغذية عندما تكون جيدة يكون استيعاب الطلاب عالياً، بعكس لو أهملنا هذا الجانب فسيكون التغذية السيئة سبب من أسباب تحصيلهم الدراسي السيئ.