أكَّد استشاري علم نفس وسلوكيات أسرية، مدرب معتمد لنظرية تريز من الهيئة الوطنية الأمريكية الدكتور ماجد علي قنش أن السعوديات أكثر إقبالاً من الرجال على عيادات الطب النفسي، لكن العادات والتقاليد تحد كثيرًا من المقبلين على العلاج النفسي، وعن ذلك يقول د. قنش «العادات والتقاليد التي تكونت في المجتمع السعودي خصوصًا، والعربي عمومًا، بأن الذهاب إلى الطبيب النفسي للمجانين فقط، وهذا يمثّل له عيباً، خشية أن أحدًا يعيبه من الإخوان أو الأصدقاء أو المجتمع بشكل عام». ويضيف د. قنش «الطبيب النفسي هو إنسان مثله مثل الطبيب البشري، والمرض النفسي أخطر من المرض العضوي، لأن المرض العضوي يؤثّر على الشخص نفسه فقط، بينما المرض النفسي يؤثّر عليه وعلى كل محيطه الذي يعيش فيه، عائلته، عمله، مجتمعه، فالطبيب النفسي أو المعالج السلوكي يفك عقدة مرَّت لمريض في زمن ماض، بينما في المجتمع تلفق به كل التهم، أي واحد مجرم ممكن أن يطلق عليه مريض نفسي، لكنَّ المريض النفسي إنسان عادي جدًا، في ضوء حل مشكلة بين زوج وزوجته أو أم وأطفالها، مشكلة نفسية، أو سلوك غير سوي، وهذا يعتبر من الأمراض النفسية». وعن كيفية التخلص من النظرة السلبية إلى كل من يذهب إلى الطبيب النفسي، يقول د. قنش «أولاً التوعية، نقول يا إخوان، يا أخوات الطبيب النفسي مثله مثل الطبيب العضوي، وليس كل من يراجع الطبيب النفسي مجنونًا، والتوعية بكل الطرق هي الحل لذلك. وعن المواقف المحرجة التي تعرَّض لها د. قنش يقول «مرَّت بي مواقف كثيرة خصوصًا من النساء مثل أن تقسم على إحداهن ألا يخرج هذا الكلام لأحد، أو أن تشترط عدم ذكر قصتها لأي وسيلة إعلامية سواء باسمها أو من دون اسمها، وكذلك المشاكل الجنسية التي تصادف الرجال، وهي تمثّل لهم مشكلة كبيرة جدًا، يؤكّد على عدم معرفة أي إنسان بمشكلته، ويبدو حريصًا جدًا ومتخوفًا من أن يعرف عن مشكلته أحد، وأنا في كل مرة أؤكد أن الأمانة تقتضي عدم كشف أسرار المرضى، حتى يطمئن المريض، ويتقبل العلاج». أظهرت نتائج بحث أن 3.720.000، بينما بالبحث عن كلمة Psychiatrist وهي ترجمة «طبيب نفسي» بالإنجليزية، ظهرت 9.010.000 نتيجة بحث، أي نحو ثلاثة أضعاف نتائج البحث العربية، وهذا يعكس مدى رغبة الغرب في البحث عن الطب النفسي، أو حتى في مجال الاختصاصيين، فالأبحاث النفسية باللغة الإنجليزية أكثر من العربية، منذ بدأت مدرسة سيجموند فرويد للتحليل النفسي، وكذلك علم النفس السلوكي، ومدرسة الجشتالت، ووصولاً إلى مدارس علم النفس الحديثة التي تعتمد على التنويم الإيحائي والتعامل مع المريض النفسي وفق مناهج حديثة تبعد كل البعد عن الصورة الكوميدية للشخصية ال«مهتزة» التي رسمتها الدراما العربية عن الطبيب النفسي، أو الشخص المحتال الذي يستغل أسرار مرضاه لابتزازهم، فالواقع مختلف تمامًا عن الدراما الكوميدية.