في إطار الحرب على الجماعات المسلحة، نفذت وحدات الأمن الحدودي وفرق أمنية عمليات تمشيط واقتحام لعدد من الكهوف والمنازل المهجورة ومغاور في محافظات الجنوب على غرار كل من قبلي وتطاوين وقابس ومدنين وذلك بحثا عن عناصر ارهابية ومهربين لهم علاقة بالخلايا الإرهابية المتحصنة بالجبال والمرتفعات. فبعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بوجود تحركات لعناصر إرهابية لا تزال تتنقل بحرية في مناطق قريبة من بنقردان. وكان مصدر أمني كشف أنه على أثر أحداث بن قردان ( فجر يوم 7 مارس الماضي) تمكنت عناصر إرهابية شاركت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الهجوم الإرهابي يومها، من الفرار من المدنية الحدودية والاختفاء داخل مغاور وكهوف ومنازل مهجورة قريبة من مكان الهجوم الإرهابي الذي استهدف بن قردان الحدودية وهو ما جعل عمليات التمشيط تتواصل بحثا عن الإرهابيين الفارين أو الذين ساهموا في دعمهم لوجستيا .كما تواصل القوات الأمنية والعسكرية ملاحقة مهربين متورطين في عمليات تهريب لصالح العناصر الإرهابية وشبكات تسفير الشباب نحو بؤر التوتر، وأشار ذات المصدر إلى أنه ثبت أن 4 مهربين كباراً كانوا على علاقة مباشرة بعناصر إرهابية وقاموا بمساعدتهم على التسلل سواء من الجانب الليبي نحو تونس او العكس وهو ما جعل الحملات وعمليات التمشيط تطال المهربين. وقالت مصادر إعلامية إنه تم إغلاق عدد كبير من المسالك التي كان يستعملها الإرهابيون للتسلّل من التراب الليبي نحو تونس وخاصة على مستوى مدينة بن قردان، حيث تتجنب العناصر الإرهابية استعمال مسالك سرية تمر عبر مدينة رمادة نظراً لطول المسافة التي تفصل المدينة الحدودية عن باقي المناطق عكس مدينة بن قردان التي يعتبر موقعها إستراتيجياً بالنسبة للخلايا الإرهابية ومافيا التهريب. وكانت وزارتا الداخلية والدفاع اتخذتا إجراءات مباشرة وغير مباشرة للتصدي لأي محاولة لتنفيذ هجوم ثان على المدن الحدودية بين الجانبين التونسي والليبي ومن بينها نشر فرق خاصة من الحرس الحدودي وتركيز نقاط عسكرية للسيطرة على مسالك التهريب.