مكّنت حملة اعتقالات واسعة تشنها السلطات الأمنية التونسية ضد الارهابيين، من اعتقال 12 شخصاً من بينهم امرأة، كانوا يعتزمون التسلل إلى ليبيا للانضمام إلى جماعات مسلحة هناك. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان أصدرته مساء أول من أمس، أن وحدات الحرس الوطني في محافظة مدنين (جنوب شرق) «أوقفت 12 شخصاً من بينهم امرأة في منطقة الشهبانية التابعة لمدينة بن قردان، كانوا على متن حافلة نقل عام». وقال المعتقَلون وفق اعترافات أولية أنهم كانوا يعتزمون «التسلل إلى الأراضي الليبية بمساعدة مهرّب وبالتنسيق مع إرهابي تونسي في ليبيا». وأوضحت الداخلية أن «الاعتقال جاء عقب ورود معلومات استخباراتية تفيد باعتزام مجموعة إرهابية في معتمدية جبنيانة في محافظة صفاقس (جنوب) التوجه إلى القطر الليبي للالتحاق بالمجموعات الإرهابية»، علماً أن مئات التونسيين يتلقون تدريبات في معسكرات للارهابيين في ليبيا. ويأتي اعتقال العناصر ال12 ضمن إطار حملة اعتقالات واسعة تنفذها الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية عقب هجوم سوسة في حزيران (يونيو) الماضي، الذي أسفر عن مقتل 38 سائحاً أجنبياً غالبيتهم بريطانيون، وبعد هجوم آخر شنّه إرهابيان على متحف باردو في العاصمة التونسية في آذار (مارس) الماضي، أسفر عن مقتل 21 سائحاً أجنبياً وعنصر أمن تونسي. وكان وزير الدولة للأمن التونسي رفيق الشلي ذكر أن مهاجمي باردو وسوسة تدربوا معاً في معسكر ارهابي يشرف عليه تنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا في مكان قريب من صبراتة، وهي بلدة تقع على مقربة من الحدود مع تونس. يُذكر أن السلطات التونسية بدأت ببناء ساتر ترابي وخندق عازل بطول 220 كيلومتراً على الحدود الجنوبية التي تفصل تونس عن ليبيا لمنع تسلل الارهابيين وتهريب السلاح بعد الهجوم على منتجع سوسة السياحي الذي اعتُبِر أكثر الهجمات دمويةً في تاريخ البلاد. وعبّر أهالي محافظتي مدنين وتطاوين الحدوديتين (أقصى جنوبتونس) عن اعتراضهم على بناء الساتر الترابي الذي اعتبروه تهديداً حقيقياً لمصدر رزقهم، حيث يعمل عدد كبير من أبناء المناطق الحدودية في التجارة (سواء عبر التهريب أو المنافذ الرسمية) بين تونس وليبيا. في المقابل، يرى مسؤولون تونسيون أنه من حق بلادهم حماية حدودها مع ليبيا التي تشهد صراعاً مسلحاً وفوضى وتزايد نفوذ جماعات متشددة قريبة من تنظيم «داعش»، فيما تشير تقارير اعلامية وحكومية إلى أن غالبية عمليات تهريب الأسلحة والمقاتلين تتم عبر الحدود التونسية الليبية. وتفيد تقارير للأمم المتحدة بأن عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات ارهابية وخصوصاً في ليبيا وسورية والعراق، بلغ أكثر من 5500 عنصر. في سياق متصل، اعتقلت وحدات أمنية يومي الخميس والجمعة الماضيَين، 18 شخصاً «يُشتبه في انضمامهم إلى تنظيمات ارهابية» وفق بيان لوزارة الداخلية التونسية. وتمكنت وحدات الحرس الوطني (الدرك) الثلثاء الماضي، من تفكيك خلية في محافظة الكاف (شمال غرب) تتألّف من 5 أشخاص كانت تخطط لتنفيذ هجمات.