يعتبر يوم الثلاثاء الكبير، يوم الغد، الأول من مارس، من أهم المحطات في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية، وهنا نتحدث عن انتخابات الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، وغني عن القول أن هناك عشرات الأحزاب السياسية في الولاياتالمتحدة، مثل حزب الحرية، وحزب الخضر، وحزب الدستور، وغيرها، ولكن التركيز الإعلامي ينصب كله على متابعة هذين الحزبين.. ويعتبر كل واحد منهما مؤسسة قائمة بذاتها، بتاريخ عريق، وأموال طائلة، ومكاتب على المستوى الفيدرالي، وعلى مستوى الولايات، والمقاطعات، ورغم ترشح آلاف السياسيين عن الأحزاب غير الرئيسية للانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم يسبق أن فاز برئاسة أمريكا أي سياسي لا ينتمي إلى الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري، ما يعني أن أي سياسي يطمح لرئاسة الإمبراطورية الأمريكية عليه أن ينتمي إلى هذين الحزبين، وإلا فإن فرصته بالفوز تعتبر شبه معدومة، كما حصل للمرشح روس بيرو، في انتخابات ماضية، فقد كان عدم انتمائه لأحد الحزبين الرئيسيين هو العائق الذي حرمه من الفوز بالرئاسة، رغم شعبيته الجارفة. أهمية يوم الغد، أي الثلاثاء الكبير، وهو المرحلة الخامسة للانتخابات التمهيدية، تكمن في أن التصويت للمرشحين من الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري، سيكون في اثني عشرة ولاية، ومقاطعة واحدة، أما الولايات فهي: ألاباما وأركانساس وجورجيا وماسيشيوستس ومينيسوتا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرمونت وفرجينيا وألاسكا وكولورادو، بالإضافة لمقاطعة ساموا الأمريكية.. ولعلكم تذكرون أن التصويت في المراحل الأربع السابقة كان يتم في ولاية واحدة فقط لكل مرحلة، ويبدو من خلال قراءة المزاج الشعبي العام، واستطلاعات الرأي، ونتائج المراحل السابقة، أن المرشح الجمهوري، دونالد ترمب سيكتسح المشهد، في ظل منافسة من النجم الصاعد، السيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، والسيناتور الآخر من تكساس، المحافظ تيد كروز، أما في الجانب الديمقراطي، فرغم أن المرشح الإشتراكي، السيناتور برني ساندرز، يتمتع بشعبية كبيرة، إلا أن لغة الأرقام تسير لصالح المرشحة الأشهر، هيلاري كلينتون، فهي تتقدم عليه بفارق كبير بعدد المندوبين حتى الآن. لقد جرت العادة أن يكون يوم الثلاثاء الكبير حاسماً في مسيرة المرشحين، فبعد نهاية التصويت، وفرز النتائج، سينسحب حتماً بعض المرشحين، ولن يكون صعباً على المتابع للحراك السياسي الأمريكي أن يتوقع نقلة كبرى للمرشح الجمهوري دونالد ترمب، وللديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي لم تتوقع أبداً أن تكون في منافسة شرسة مع أي مرشح آخر في حزبها، وهذا لا يعني نهاية السباق، فالمرشحان الجمهوريان، ماركو روبيو، وتيد كروز، سيواصلان السباق، وخصوصاً الأول، والذي تدعمه المؤسسة الجمهورية ضد الحصان الرابح، دونالد ترمب، كما لا يتوقع أن ينسحب المنافس الوحيد لهيلاري كلينتون، السيناتور برني ساندرز، لأن شعبيته في تصاعد، ولأنه محارب عتيد فهو يهدف، بالدرجة الأولى، إلى فضح ممارسات الأحزاب السياسية الرئيسية، وفضح من يدعم مرشحيها من اللوبيات المتنفذة، فلنواصل المتابعة، وننتظر مفاجآت يوم الغد.