أحرز الجمهوري تيد كروز والديموقراطي بيرني ساندرز السبت انتصارين مدويين في جولة الانتخابات التمهيدية، على رغم أن الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون عززا تقدمهما في السباقات نحو نيل ترشيح الحزبين "الجمهوري" و"الديموقراطي" لانتخابات الرئاسة الأميركية. وحقق سيناتور تكساس تيد كروز الذي بات يقدم نفسه باعتباره جدار الصد الأخير أمام ترامب، فوزاً عريضاً على هذا الأخير في ولايتين من أربع هما كانساس وماين، لكن الملياردير ترامب تمكّن من الفوز في لويزيانا، وهي الأهم في انتخابات السبت لجهة عدد المندوبين (29 مندوباً)، وكذلك في ولاية كنتاكي. وفي معسكر الديموقراطيين، وفي حين فازت كلينتون في لويزيانا (45 مندوباً) حيث التكتل الكبير للناخبين الأميركيين من أصل أفريقي الذين ضمنوا فوزها في "الثلثاء الكبير"، حقق الاشتراكي بيرني ساندرز فوزين "متوقّعين" في كانساس ونبراسكا، حيث أن كفة الميزان تميل لصالح ساندرز في الولايات الأقل تنوعاً، وأعطى بذلك دفعاً لحملته بعدما ضعف موقفه كثيراً إثر "الثلثاء الكبير" الذي فازت فيه هيلاري كلينتون في سبع ولايات. لكن على رغم فوز ساندرز، لا تزال كلينتون متقدمة في السباق الى ترشيح حزبها بحصولها على إجمالي 1121 مندوباً، وهي لا تزال في حاجة الى 1262 مندوباً. ويُعتبر كروز "خط الدفاع الأخير" أمام ترامب، وسيعزّز حظوظه في حال لبّى كل من السناتور ماركو روبيو من فلوريدا وجون كاسيش من أوهايو دعوته الى الانسحاب من السباق الانتخابي وتجيير الدعم له. ونال كروز 48.2 في المئة من الأصوات في مقابل 23.3 في المئة لترامب. وحصل روبيو على 16.7 في المئة وكاسيش على 10.7 في المئة من الأصوات. ويزيد استبعاد الناخبين المستقلين الذين ساعدوا في صعود ترامب على الشعور بعدم اليقين في الجولة الأحدث من تصويت الولايات لاختيار المرشحين لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) لاختيار خلف للرئيس باراك أوباما. ومنذ فوزه في سبع من 11 ولاية يوم "الثلثاء الكبير"، يتعرض ترامب لانتقادات شديدة من المؤسسة الجمهورية التي تخشى أن يقود الحزب إلى هزيمة مدوية. وثار غضب التيار الرئيسي من الجمهوريين بسبب دعوات ترامب الى بناء جدار على الحدود مع المكسيك واعتقال 11 مليون مهاجر غير مسجلين وترحيلهم ومنع كل المسلمين بشكل موقت من دخول الولاياتالمتحدة. وكان الملياردير ألغى في اللحظة الأخيرة مشاركته السبت في المؤتمر السنوي للمحافظين الأميركيين المتشددين بالقرب من واشنطن. وكشف استطلاع للرأي نُشرت نتائجه السبت ان 15 في المئة فقط من المشاركين في هذا المؤتمر يدعمون ترشيحه، مقابل 40 في المئة يؤيدون ترشيح تيد كروز و30 في المئة ماركو روبيو وثمانية في المئة لجون كاسيش. لكن أمام القوى المناهضة لترامب نحو أسبوع لوقف رجل الأعمال الذي حصل حتى الآن على تأييد 378 من أصل 1237 مندوباً هو في حاجة إليهم لنيل ترشيح "الحزب الجمهوري" في تموز (يوليو)، متفوقاً على كروز الذي حصل على تأييد 295 مندوباً. وفي 15 آذار (مارس)، يجري التصويت في ولايات فلوريدا وإيلينوي وأوهايو وميزوري ونورث كارولاينا التي يمثلها عدد كبير من المندوبين. وتستخدم ولايتا فلوريدا وأوهايو مبدأ "الفائز يحصل على كل شيء"، وتمنحان تالياً أصوات كل المندوبين للمرشح الفائز بأعلى نسبة من الأصوات، الأمر الذي يجعلهما محطتين مهمتين في التصويت. وإذا فاز ترامب في فلوريدا وأوهايو، فسيصبح من شبه المستحيل وقف مسيرته نظراً إلى ان هناك 358 مندوباً في الولايات الخمس التي ستصوت في 15 آذار (مارس)، بينها 99 في فلوريدا و66 في أوهايو.