قبل عدة أيام، انتهى التصويت في ولاية نيوهامشير، المحطة الثانية للانتخابات التمهيدية للحزبين الرئيسين، الجمهوري والديمقراطي، لاختيار مرشحي الحزبين للانتخابات الرئاسية 2016، وقد جاءت النتائج مختلفة تماماً عن انتخابات المحطة الأولى، ولاية أيوا، ففي الجانب الجمهوري، فاز دونالد ترمب، وعوّض خسارته في ولاية أيوا، وفي مفاجأة جديدة، حل حاكم ولاية أوهايو، جون كاش ثانياً، وجاء السناتور تيد كروز، والذي حقق المفاجأة الأكبر، وفاز على دونالد ترمب في أيوا في المرتبة الثالثة، كما عاد نبض الحياة، إلى حد ما، لجيب بوش، والذي حل رابعاً، وهذا يعتبر انتصاراً كبيراً له، في ظل أدائه الرديء، أما السيناتور ماركو روبيو، والذي حقق أرقاماً جيدة في أيوا، فقد جاء في المرتبة الخامسة، إذ تعثر في مناظرة هامة، وكان لهذا التعثر دور كبير في تقييم الناخبين له، وتساؤلات عما إن كان جاهزاً لمنصب الرئيس، وربما أنه سيكون لهذا التعثر ما بعده في المحطات التالية. في الجانب الديمقراطي، خسرت هيلاري كلينتون خسارة كبيرة أمام منافسها الوحيد، برني ساندرز، بأكثر من عشرين نقطة، وهي خسارة فادحة لها، خصوصاً وأنها بالكاد فازت عليه في انتخابات ولاية أيوا، وحدث كل هذا، على الرغم من أن ساندرز يبلغ الرابعة والسبعين من العمر، ولكنه يتألق بشكل كبير، حيث إن رسالته تتمحور حول ملل الشعب الأمريكي من سيطرة اللوبيات، والشركات على الحراك السياسي، وهذا طرح يروق لتيارات الوسط واليسار، والشباب من الجنسين، ولذا فإن معظم المصوتين لساندرز هم في معظمهم من طلاب الجامعات، الذين تغمرهم الحماسة، ويروق لهم التغيير، ومع ذلك فإنّ السباق في أوله، ويعلمنا التاريخ السياسي لأمريكا بأنّ المرشحين، أصحاب البرامج السياسية المشابهة لبرنامج ساندرز، لا يعمرون طويلاً في سباق الانتخابات، ولنا عبرة بأسماء كبيرة من هذا النوع، حاولت مراراً وتكراراً أن تصل للرئاسة دون جدوى، مثل السياسي البارز من أصول لبنانية، رولف نادر، وعضو الكونجرس، الدكتور جون بول، وغيرهما كثير . الآن ستنتقل الانتخابات للجنوب الأمريكي، والمحطة التالية ستكون ولاية جنوب كارولينا، وتعتبر من الولايات المحافظة، فهي الولاية التي حدثت فيها جريمة القتل المروعة، قبل فترة قصيرة، حينما أطلق شاب أبيض النار على مجموعة من السود، أثناء تواجدهم في كنيسة عريقة، فقتل مجموعة منهم، ويصعب التكهن بالنتائج، ولكن المؤكد هو أنّ نتائج انتخابات هذه الولاية ستكون هامة جداً لأبرز المرشحين، الجمهوري دونالد ترمب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، خصوصاً هيلاري، فهي تترنح، بعد هزيمتها الكبيرة في نيوهامشير، فلنتابع سوياً، ليتواصل الحديث.