في أمريكا (أم الحريات) يلفت انتباهك منظمة غير ربحية يُطلق عليها (WISER WOMEN) خاصة بتعليم النساء كيفية (التقاعد) من العمل بشكل آمن وحكيم، وكيفية الاستعداد لمرحلة أن تعيش المرأة (كأرملة) بعد وفاة زوجها! نحتاج مثل هذه الفكرة في عالمنا العربي، لكن كل دعوات خفض (سن التقاعد) للمرأة العربية يُنظر إليها بشيء من الريبة، وكأن أصحاب هذه الدعوات لديهم موقف مُسبق ضد عمل المرأة؟ وهذا أمر غير دقيق بالضرورة! خسارة الزوج خسارة (عاطفية مالية) سواءً بسبب الطلاق أو الترمل، وخسارة الوظيفة خسارة (مالية ونفسية)، وهما (مُصيبتان) يجب أن تستعد لهما المرأة بشكل جيد، خصوصاً وأن (مخاطر الترمل) ترتفع عند المرأة بنسبة (واحد) إلى (أربعة) منها عند الرجل، وفي المتوسط تقضي المرأة نحو 15 سنة بهذا المُسمى والحال بعد وفاة زوجها، وهي فترة زمنية مُهدرة للمرأة العاملة، التي يمكنها الجمع بين (تقاعدين) لمواجهة صعوبة الحياة، هذا فيما يخص المرأة العاملة، بينما (ربة المنزل) حكاية أخرى. من الصعوبة أن تقتنع النساء لدينا بأن خروجهن من الوظيفة في سن مبكر هو (أمر رشيد) وقرار حكيم، لا سيما مع ارتفاع نسب البطالة، وحاجة المرأة للاستقرار العائلي والنفسي. تتشبث السعوديات بالوظيفة على اعتبار أنها (حياة داخل حياة)، خصوصاً عندما تشعر المرأة بالوحدة بسبب طبيعة وثقافة المجتمع، وأن الوظيفة هي المتنفس الوحيد الذي تشعر من خلالها بوجودها وكينونتها، وهذا ينطبق كثيراًعلى (الوظيفة الحكومية)، فماذا عن تجربة تقاعد المرأة السعودية في (القطاع الخاص)؟. عمل السعودية في (القطاع الخاص) تجربة حديثة، وهو ما يؤكد حاجتنا إلى مرجعية تثقيفية تساعد (العاملات) على حفظ حقوقهن المهنية، والعملية، والتخطيط السليم لما بعد (التقاعد) أو (الترمل). نحن بحاجة جهة (غير ربحية) تقوم بهذه المهمة، وتسد هذا الفراغ، تماماً مثل حاجتنا لجهة تلعب دور البحث عن وظائف جديدة. وعلى دروب الخير نلتقي.