ندد عدد من أساتذة الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالجريمة النكراء التي حاول تنفيذها ثلة من الفئة الضالة في مسجد الرضا بمحافظة الأحساء أثناء أداء صلاة الجمعة. ووصفوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية هذه الجريمة بالعمل الفاسد الذي يقصد به أعداء الإسلام زعزعة استقرار وأمن المملكة، وبث الفرقة بين أبنائها، مؤكدين أن مثل هذه الأعمال المنافية للإسلام ما هي إلا فتنة ظاهرة ينبغي الحذر منها، وصيانة أبناء الوطن من الأفكار الهدامة التي يحملها من ينتمون لهذه الطغمة الهدامة. فقد قال وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الاستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن: إن قوى الشر والإرهاب لا تزال تستهدف المصلين وستصطدم أعمالهم بأصول الدين، ثم وحدة الوطن، مثلما حدث في مسجد الرضا الذي مكن الله فيه رجال الأمن من درء الخطر عن المصلين بعد أن كانوا ينوون الإجرام والإفساد ببيت من بيوت الله، وهدر دماء المسلمين فيه. وأضاف: إن أعداء الدين وهذا الوطن المبارك حاولوا أن يصلوا إلى مبتغاهم بإثارة الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن، وتحريك العواطف لتكون وسيلة لشق الجماعة، وخابوا وخسروا وباؤوا بحوبة عملهم وسوء صنيعهم ومكرهم سيكون في نحورهم - بإذن الله - فهذه المحاولة اليائسة والاستهداف المشين تكشف أهدافهم وتعري تصرفاتهم، وهي محاولة فاشلة، وتصرف بائس يائس لن يفت من تماسك وطننا ووحدته ولحمته. وأشار إلى أن أبناء الوطن - ولله الحمد - يدركون من خلال الوقائع والأحداث والمتغيرات وقراءة التأريخ والمؤشرات أن مثل هذه الأعمال المشينة مؤامرة دنيئة، وعمل إجرامي، ومحاولات فاشلة سوف تنتهي وتتلاشى، ويعلو صوت الحق وتجتمع القلوب والأفئدة والمشاعر على رفضها واستنكارها، ومعرفة أبعادها وبواعثها، كما يدركون أن هذا الاعتداء الباغي يعد تعبيرا عن اللحظات الأخيرة التي يعيشها الغارق في الظلمات، وقد حمى الله بلادنا وأوطان المسلمين منهم، وظهر للجميع أن سياسة الحزم ومواقف النصرة التي اتبعها ولاة الأمر كانت بفضل الله تعالى مؤشر الوحدة والاجتماع والتقاء المسلمين على رؤية واحدة، والبلسم الشافي لجراحهم، والخروج من أزماتهم ومشكلاتهم. وبين أن التعامل الأمني المبكر مع الحادثة يعد جزءًا من النجاحات المتوالية لأجهزة الأمن المختلفة التي أثبتت الأحداث الأخيرة أنها من القوة والحيطة والدقة والتفاعل السريع مع أي حدث، والتعاطي مع الموقف بما يفرضه الواجب دون تأثير على إيقاع الحياة العامة، ثم هو مؤشر على وعي المواطن وحيطته ويقظته حتى بات يدرك هذه التحركات ويسهم في وأدها والقضاء عليها وعلى منفذيها. ولفت الدكتور الميمن النظر أن من فضل الله عز وجل ومنته أن السواد الأعظم من المواطنين لا تنطلي عليهم هذه الحيل، وأن ما أعقب هذه الحوادث كان أبلغ رد على من خططوا لها، فقد انقلبت عليهم موازينهم، وارتد عليهم كيدهم، واصطدمت جهودهم الشيطانية بوحدة وألفة وتكاتف وتآزر، ولا أدل عليها من مواقف اللحمة التي أكتها هذه الأحداث وكان القدوة لهم في ذلك ولاة الأمر - أيدهم الله - والعلماء والنخب وجميع أبناء هذا الوطن العزيز. من جانبه، قال أستاذ السنة وعلومها وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الهليل، إن هذه الفئة الباغية أرادت النيل من أمن المملكة واستقرارها، واجتماع كلمة شعبها ووقوفهم خلف ولاة أمرهم، فكان الله لهم بالمرصاد، وبطل ما كانوا يكيدون للأمة. وأضاف: إن في كل حادثة إرهابية نزداد يقينا بأن هؤلاء المفسدين الضالون همّهم الأول والوحيد زعزعة أمن هذا الوطن وإثارة الفرقة بين أبنائه، ولا أدل على ذلك من حادثة مسجد الرضا بمحافظة الأحساء حيث أراد الإرهابيون إثارة الفتنة وتقويض الأمن واستباحة دماء المسلمين أثناء عبادتهم للمولى عز وجل، وذلك من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي. ونوه الدكتور عبد العزيز الهليل بلحمة الشعب السعودي التي ظهرت في تعاونهم مع رجال الأمن في مقر الحدث نفسه، وفي تنديدهم بمثل هذا العمل الإرهابي، ووقفهم صفًا واحدًا متماسكًا خلف قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - . بدوره أكد عميد كلية أصول الدين رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها الدكتور عبد الله بن محمد الصامل أن ما حدث في مسجد الرضاء بالأحساء أثناء إقامة المصلين لفريضة من فرائض الإسلام يعد عملا إجراميا خبيثا مستنكرا من الجميع، ويعبر عن تساهل هذه الفئة الضالة الخبيثة بدماء المسلمين وبفرائض الإسلام وشعائره وبأماكن العبادة الآمنة. وقال: إن هذه الفئة الخبيثة الضالة تهدف لتفريق الأمة وزرع الفتنة وبث الرعب في قلوب المصلين الساجدين الراكعين، ولا يقوم بهذا إلا شرذمة خبيثة ضالة مضلة، ولكن ولله الحمد والفضل والمنة أبطل الله كيدهم ورد شرهم في نحرهم وفضحهم ومكّن الله لرجال الأمن منهم بوقت قياسي جدا نظرا ليقظة رجال أمننا البواسل وفقهم الله. وأضاف الدكتور عبد الله الصامل: إن بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - قائمة بحمد الله تعالى على هدي من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلَّم - وتفخر بذلك وتعتز به وتدعو إليه، ولن تتضرر بعون الله بمثل هذه الأعمال الإجرامية الخبيثة التي يقوم بها من لا دين لهم ولا عقل ولا مروءة، وأخبر عنهم النبي - صلى الله عليه وسلَّم - بقوله: حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد. وحذر شباب الإسلام من هذا الفكر الخبيث الضال وأن لا يغتروا بأساليبهم المخادعة الخبيثة في سفك الدماء وهتك الحرمات، مستشهدا بقول الله تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}. أما الاستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور بندر بن فهد السويلم فقد وصف هذه الجريمة الإرهابية بالعمل المشين والعدوان الكبير لحرمات الله المعصومة، مبينًا أن محاولة تنفيذ الجريمة في بيت من بيوت الله تعالى من الأمور المحرمة في الشريعة، وتضمنت العدوان على النفوس البريئة، والدماء المعصومة، والقتل جريمة من أعظم الجرائم المتوعد عليها بالنار يوم القيامة، وقال فيها النبي محمد - صلى الله عليه وسلَّم -: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يقتل نفسه بها في نار جهنم، ومن تردى من جبل فهو يتردى منه في نار جهنم). وأكَّد أن الإخلال بالأمن من أعظم الجرائم الموجبة للعقوبات الرادعة، لأن الأمن يظل مطلبا في حياة الناس، ومع الأمن تقوم العبادة لله وحده ويعيش الناس حياتهم في أمن وأمان، ولأهمية الأمن قال تعالى: {الَّذِينَ أمنواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أولئك لَهُمُ الأمن وَهُم مُّهْتَدُونَ} وقد قرن الأمن بعبادته سبحانه ممتنا به على خلقه. وقال: المجرمون أنفسهم أقدموا على إهلاك أنفسهم ونحرها بالاعتداء على مسجد الرضا، وصرعوا أنفسهم مصرع سوء والعياذ بالله، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلَّم - أن الذي يتعدى على نفسه ويقتلها في الدنيا، إنه يعذب في النار بما قتل به نفسه، مبينا أن الإرهاب والقتل والتفجير كلها متحققة في جريمة مسجد الرضا بالأحساء. وشدد على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية وما شاكلها التي اكتوت بلادنا بها لن تزيد أبناء المملكة - بعون الله تعالى - إلا إيمانا بالله تعالى وإيمانا بضلال هؤلاء الإرهابيين وأعمالهم المشينة، ولن تزيدهم إلا تلاحما ووفاء لقيادتنا الرشيدة وبلادنا الغالية وعلمائنا الأجلاء.