افتتح الأسبوع الماضي في جدة معرض برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي حمل عنوان أسود وأبيض قامت على تنظيمه الوزارة افتتحه المستشار المشرف العام على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الأستاذ سعود الحازمي الذي أشار الى ان المعرض يأتي ضمن اهتمام وزارة الثقافة والإعلام وأحد المعارض المتخصصة التي يتضمنها برنامج الوزارة لهذا الجانب من انشطة وكالة الوزارة للشئون الثقافية تشجيعاً للفنانين والفنانات السعوديين لإبراز أعمالهم المتنوعة والمتعددة بخامات وأساليب معاصرة تواكب التطور والإبداع في الفن التشكيلي، ودعماً للحركة التشكيلية في المملكة والنهوض بالإبداع الفني والرؤى التعبيرية والمفاهيم الجمالية للفن التشكيلي. المعرض احتوى على سبعة وسبعين عملاً بمشاركة خمسة وأربعين فناناً وفنانة تشكيليين بأعمال ذات مضامين مختلفة بأساليب تشكيلية متميزة. أعد للمعرض مسابقة رصدت لها الوزارة جوائز مالية بلغت (75000) خمسة وسبعين ألف ريال تقدم لها مائة وعشرة من الجنسين بلغت أعمالهم 196عملاً شكلت لها لجان من: الدكتورة مها السنان ومحمد المنيف وعبد العزيز الناجم، وتم التحكيم على ثلاث مراحل: الاولى انتقاء اللوحات المناسبة للعرض والمتوافقة مع فكرة المعرض والقيمة الفنية والمرحلة الثانية اختيرت الاعمال المرشحة للفوز والمرحلة الاخيرة حددت فيها اللوحات الفائزة. جاءت الجوائزعلى النحو التالي: الجائزة الأولى: مقدارها (15000) خمسة عشر ألف ريال للفنان محمد الرباط. الجائزة الثانية: ومقدارها (10000) عشرة الآف ريال للفنان سعيد قمحاوي. الجائزة الثالثة ومقدارها(8000) ثمانية آلاف ريال للفنان ابراهيم الخبراني. ومن الجائزة الرابعة إلى الجائزة العاشرة ومقدارها(6000) ستة آلاف ريال لكل من : محمد ال شايع، محمد حيدر، عواطف ال صفوان، زمان جاسم، فهد خليف، نايف سويد، سيما ال عبد الحي. - إلى جانب منح الفائزين شهادات تقدير. الجدير بالذكر أن المعرض يهدف إلى التنوع في التعبير ومنح اصحاب التجارب والخبرات في التعامل باللونين وما ينتج عنه من تضاد وانسجام في وقت واحد لتشكيل الفكرة وتعد تجربة اللونين الابيض والاسود إحدى التجارب العالمية التي تجد الاهتمام والمنافسة. كما تهدف المسابقة للرفع من الذائقة الجمالية وإثراء الفنون البصرية المعاصرة ودعم وتشجيع الفنانين والفنانات السعوديين، وتبادل الخبرات, وقد جاء في شروط المسابقة : مفتوحة للفنانين السعوديين من الجنسين,كما يحق للفنان المشاركة بعدد (3) أعمال فنية على ان يلتزم باللونين الابيض والاسود فقط، كما يجب أن تكون الأعمال المشاركة أصلية وليست مستنسخة، وأن تكون حديثة التنفيذ. الأبيض والأسود وما بينهما. مع ان فكرة المعرض ليست جديدة عربيا وعالميا ومحليا الا ان في هذا المعرض شيء من اكتشاف فهم ما يعنيه مثل هذين اللونين من حساسية وأحيانا منافسة من خلال التضاد بين أبيض مشرق وأسود يراه البعض رمزا للكآبة، وفي جمعهم مغامرة خصوصا لاقناع المتلقي، كما ان فيهم جمالا يمكن ان يتحقق بناء على الموضوع. انتشر اللونان الابيض والاسود ي اعمال الجرافيك (الطباعة) وتطور بناء على استحداث السبل اللونية وخبرات الفنانين جعلوا له مساحة من الاهتمام وإقامة المعارض، كما لا ننسى هنا إبداعات الفنان الفلسطسني مصطفى الحلاج وغيرهم الذين تفردوا بهذا الفن وأبدعوا فيه بأساليبهم التي وصلت العالمية. وقد يتوقع البعض ان فكرة او عناوين المعرض يعني التضاد فقط بطريقة (السيلويت) الذي يستخدم فيه الورق الاسود، بينما نجد ان في عنوان المعرض مساحة كبيرة للابداع بدرجات الاسود في مساحة اللوحة لايجاد نوع من التقارب والانسجام، وليس التضاد القاسي، ويمكن للفنان أن يقدم تحت هذا العنوان إبداعا متنوعا بين الطباعة (والاسكتش ) التخطيط السريع الذي يعتمد على اللون الواحد وليكن اللون الأسود. ونتوقف عند المعرض المشابه الذي يحمل الاسم ذاته والذي أقيم في مصر الشقيقة، وتعددت سبل التعبير التي جمعت التضاد بالانسجام بالمزج بين اللونين من خلال وجود اللون الرمادي. نختم بالقول إنها تجربة تستحق الاهتمام فوجود مثل هذا التوجه من وزارة الثقافة والاعلام ممثلة في وكالة الشئون الثقافية يمكن أن يكون مؤشرا لعناوين ومعارض أخرى تخرج برامجها من الروتين السابق وتكشف قدرات جديدة. جهد مشكور وتعاون مثمر. قام منظمو المعرض بجهد يشكرون عليه ومن بينهم عبود الصمدي صاحب الخبرة الطويلة في اعداد معارض وزارة الثقافة والإعلام التشكيلية في كثير من مدن ومحافظات المملكة، كما ثمن دور الجمعية السعودية للثقافة والفنون على ما قدمته من تسهيلات لإقامة المعرض بقيادة مدير الفرع المسرحي عمر الجاسر، والذي كان لكلا الجهدين القبول والتقدير من الفنانين المشاركين.