ترجم 52 فنانا وفنانة، التلاحم والتنافر بين «الأبيض والأسود»، في لوحات عكست قدرة الشباب على العمل الإبداعي، إذا ما توفرت وتهيأت لهم الظروف المناسبة. وفي مضمار الرسم الحر والنحت، وضع مكتب رعاية الشباب بالدمام، كل الإمكانيات أمام الشباب، تحت شعار «الأبيض والأسود»، ليترجموا بالريشة والأزاميل والمطارق الخشبية 144 عملا فنيا مرسوما ومنحوتا، يستمر عرضها لمدة ستة أيام، في إطار دعم هذه الأعمال وتلك الفئة. وأكد المعرض الذي افتتحه مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية خالد العقيل، على الدور التي تقوم به جمعيات الثقافة والفنون باحتوائها مواهب الوطن، في جميع فئاته، حيث عزز المطالبة بالمزيد من الرعاية والاهتمام، لما توفر فيه من رؤية فنية مجسدة أحلام وطموح الفنانين والفنانات من خلال أعمال اتسمت بالدقة والرؤية الجمالية من خلال فكرة اتسمت بالغرابة وأظهرت قدرة اللونين المتضادين على إظهار الموضوع بتعابير عبر عدة مدارس فنية. وجاء المعرض بروح الفنانين والفنانات الشباب ومطعما بالخبرة من الكبار، ولتكون العلامة البارزة في المعرض هي التعامل القوي والتمكن في البورتريه، والظاهر في أعمال الفنانات من خلال رسم «وجوه الأطفال، وكبار السن»، بأقلام الرصاص والفحم، والألوان الزيتية والإكريلك وأحبار الطباعة، وجميعها يضمها اللونان الأسود والأبيض. كما انتقل البعض إلى استخدام الملامس في الإضافات على بعض الأعمال التي استخدمت من خلالها ألوان الإكريلك والألوان الزيتية. وحول آلية المعرض أوضحت مقررة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون في الدمام والمشرفة على المعرض الفنانة شعاع الدوسري أن هذين اللونين لا يلقيان الاهتمام من خلال المعارض والمناسبات الفنية، لذا خصصت هذه الفكرة وهي الأولى من نوعها في المنطقة الشرقية، يتم من خلالها الاطلاع على إمكانيات الرصاص والفحم والأحبار، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لمشاركة الفنانين والفنانات والموهوبين، والتأكيد على أهمية الرسم والتظليل بالرصاص كبداية لكل موهبة فنية، بالإضافة إلى نشر الثقافة الفنية. ولم ينحصر المعرض على مجرد صور ممهورة بتواقيع المشاركين والمشاركات، بل حملت أيضا صبغة التوجيه والإرشاد، من خلال محاضرة قدمها الدكتور صالح الزاير عن «ألفة وتضاد..الأبيض والأسود»، حيث شرح من خلالها أن: «الرسم عبارة عن وضع الفكرة، وهي دراسة رغم وجود وسائل وضع الفكرة. ومصممو الحاسب والمعماريون يعتبرون الرسم باليد والقلم هو أساس الرسم، وأنه استخدم أخيرا مونو برنت إحدى تقنيات الطباعة، التي تقوم علي فكرة التجريب بالرسم علي المسطح الطباعي المعروف باسم سطح القالب، والطباعة منه مباشرة، وهو لا يحتاج إلا لأفكار يمتلكها الفنان بداخله. وركز الزاير على أن الأبيض والأسود يربطان العمل الفني بوصفه عملا جماليا، كما تطرق خلال حديثه عن تعريفات «الرسم» حسب مفهوم الفنانين، مستعرضا بعض لمحات من تاريخ فن الرسم وأعمال العديد من الفنانين العالميين، وموضحا تعريفات الرسم.