العنوان أعلاه اقتبسته من ابني الدكتور محمد بن سعد في رسالة يشير فيها إلى تفشي ظاهرة التعصب للأندية في الوسط الرياضي السعودي في الآونة الأخيرة بشكل لافت للنظر، فكان ردي الآتي: من حق أي إنسان تشجيع أي فريق، لكن يحبذ من دون عنصرية، من دون شخصنة المسميات وتوجيهها لشرائح من مجتمعنا. التشجيع شيء إيجابي، لكن بشرط أن يكون بروح رياضية. ولا شك أن الاتحاد والأهلي والهلال والنصر والاتفاق والشباب والوحدة أندية عريقة، وتستحق الدعم والمساندة والتشجيع، ولها محبوها، والأهم أنها أندية محلية وطنية.. هذه حقيقة، فالغالبية تعرف أن ما تفعله وما تقوم به أثناء مؤازرة فرقها ضد الفرق الأخرى خطأ، وفيه تعصب مقيت. كرة القدم يا سادة لعبة للمتعة، فمشاهدة مجرياتها إمتاع للنظر بألعاب فنية وكرات مرسومة وأهداف جميلة.. شيء يدخل الفرحة والبهجة، ويسعد المتابع المشاهد. وعند نهاية المباراة لا بد من تقبُّل النتيجة أياً كانت، التي لا تخرج عن (فوز أو هزيمة أو تعادل)، وهي نتائج تسري على كل الفرق.. فإن هُزم فريقك المفضل اليوم فغداً سيفوز، وهكذا دواليك.. لم يخلق ولن يخلق الفريق الذي لا يُهزم أبداً.. منتخب الأرجنتين القوي خسر مرة من منتخب كولومبيا الضعيف ب5/ صفر، والبرازيل منتخب سحرة الكرة أكل 7 أهداف من ألمانيا، يا جماعة ترى تضيعون وقتكم.. أنا مثلاً أدعي بل أزعم أنني من أكبر متابعي كرة القدم.. سافرت حتى لأمريكا لمشاهدة ومتابعة كأس العالم في عام 94، وحضرت بطولات عربية وآسيوية وإفريقية وعالمية في مصر وسوريا ولبنان وتونس ولندن وكل دول مجلس التعاون، ثم كل البطولات التي أُقيمت في المملكة حضرتها في الملعب، سواء بحكم عملي صحفياً أو من باب حبي لهذه اللعبة. أول مباراة شاهدتها كان عمري حينها 9 سنوات فقط. ما كنت أشوف أرضية الميدان؛ فصعدت على كتف أحد أقاربي؛ لكي أتفرج وأشوف هدفاً أسطورياً لسعيد لبان فنان الوحدة -رحمه الله- الذي سجله من الكورنر في ملعب الصبان بجدة أمام الهلال. ومع هذا، ظلت الكرة عندي محصورة في الملعب، والتنافس في فهمي لابد أن يكون شريفاً رغم أن فريق الاتحاد الذي لا أتعاطف معه أذاقنا المر، أو الهلال والأهلي، حتى هزما الوحدة كثيراً. ما كنت أشوف المباريات اللي تقام أمام الاتحاد في ذلك الحين.. أروح أنا وصديقي لساحة العدل في المعابدة، ونرجع المغرب نسأل بعدها وقلبي يتقطع، كم انهزم الوحدة إشفاقاً ورغبة في أن لا تكون الهزيمة ثقيلة. ومع هذا أحترم الاتحاد وأحترم الأهلي والهلال وكل الأندية السعودية كمنافسين، بل أشجعهم، وأفرح لهم عند نيل أو حصد أي بطولة إقليمية أو عربية وعالمية. وسلامتكم.