دار المفردات للنشر أحمد بن سليمان اللهيب «إذا كانت التجربة الحيوية هي الباعث الرئيس للموهبة الشعرية، فإن الثقافية - بجميع أنواعها - تمثّل عاملاً مساعداً في تجلية التجربة وإبرازها. والسعي الدؤوب وراء الثقافية إنما يأتي بصناعة الوقت أولاً. وتنوّع القراءة ثانياً. والبدء من الأسس والركائز الأولى ثالثاً. إن الشاعر المثقف يستطيع أن يغوص في بحار لا ساحل لها، وأن يستنشق أصنافاً من الزهور والورود لا مثيل لها، ويستطيع أن يفجّر من شفتيه ألوانًا من المعاني، وأن يمازج بين الثقافات، فحيناً يستظل ظلال الثقافة العربية، وتارة يقف شامخاً ينبش في أضبار الثقافة الغربية، لا يحتقر صغيراً ولا يستعظم كبيراً، بل خطواته معزّزة بثقة النفس الممزوجة بالتواضع لكل ما هو جدير بذلك، والتطلع الدائم للمعرفة في كل آن، آخذاً برقاب التشوق واللهفة لكل ثقافة تعلي من فكره».