كنتُ متابعًا لقلمه قبل عشر سنوات وما بعدها، حتى تم تنصيبه وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ومتابعتي السابقة كانت لقلمه الكبير شعرًا ونثرًا في ملحق جريدة المدينة يوم الأربعاء، لأن بعض أساتذة الجامعات يبتعدون عن جو تخصصاتهم التي سهروا ليالٍ لأجل الحصول على المرتبة العلمية، بينما الدكتور السبيّل لم يبتعد حتى عن الكلمة الجميلة التي يضيء بها تلك الجريدة. وتمضي الأيام والليالي على مسير القافلة العلمية مع هذه الشخصية، حتى تسنّم منصب الوكالة ليكون الشخصية العملية التي لم يخبو ضوؤها عن الأعين، متابعًا عن بُعد الحركة الدؤوبة لهذا الرمز الفاعل في الحركة الثقافية. التقيته أكثر من مرّة مقدمًا لي خدماته دون أن يعرفني، فتارة في مبنى الوزارة وعلى درجها يصافحني مبتسمًا وكأنه يعرفني مخاطبًا إياي إذا كانت لي حاجة فيقضيها لي.. وتارة أخرى في أكثر من معرض كتاب في مدينة الرياض، حيث تراه متجولاً من دار نشر إلى أخرى سائلاً إياهم إن كانوا يشكون شيئًا، أو يطلبون شيئًا.. مازجًا خدماته بابتسامة غير متكلّفة.. وصادقًا في سؤاله.. لا أطيل في الثناء على هذه الشخصية، فشعاع الشمس لا يحتاج إلى دليل.. ولكني أختم كلامي بأن الدكتور السبيّل (رجل العلم والعمل)، حفظه الله لهذا الوطن حاضنًا للثقافة حتى بعد استقالته التي هي لغزٌ يحتاج إلى حل.