قال الشاعر السعودي إبراهيم زولي إن إشكالية المبدع في المملكة وفي الوطن العربي بصورة عامة أنه مَن يكتب نصوصه، وهو مَن يراجعها ويدققها إملائيًا ولغويًا ونحويًا، وهو مَن يذهب للتعاقد مع دور النشر وهو مَن يقوم بتوزيع عمله، وهو بالطبع مَن يدفع من قوته ثمن الإصدار، مؤكداً أن هذه حالة لا تحترم الكتابة، ولا تقيم شأناً للكاتب، مشيراً إلى أن بحث الشعراء السعوديين عن دور نشر عربية لنشر أعمالهم يظهرهم أشبه بالأيتام على مأدبة اللئام. ويضيف زولي: في الوقت الذي أقامت بعص الأندية الأدبية نشراً مشتركاً مع دور نشر عربية، اشتبشرنا خيراً، وظن أكثر المثقفين أن ذلك هو الحل، للجشع المادي الذي تمارسه ومارسته تلك الدور على أدباء المملكة ردحاً من الزمن، وأن ذلك سيكون النهاية لذهنية اقتسام الغنيمة التي كان وما زال ينتهجها بعض الناشرين، أو الوراقين بتعبير أدق مع مثقفينا، غير أن المؤلفين السعوديين كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار، وهذا ما كان من أدبي نجران ورئيسه في احتجاز كتبي داخل مستودعات النادي، ولم يقم بإرسالها عبر أي ناقل، ولم يقم حتي بإحضارها لمعرض الرياض للكتاب خلال دورتين، كما تفعل الكثير من دور النشر العربية، وعلى الرغم من مناشداتي ومراسلاتي التي انتهت برد غريب وعجيب، قال لي فيه: إن البريد لا يصل من نجران إلى جيزان. وكأن جيزان في جزر الواق واق، أو كأننا نعيش في القرن التاسع عشر، وليس في دولة حديثة، تمتلك كل مقومات الحضارة والمدنية، ولك أن تتصور أن كاتبة سعودية، قالت إن داراً سورية قامت بإرسال نسخ من عملها عقب اندلاع الحرب، فكيف لا تصل كتب من نجران إلى جيزان وهما في منطقة واحدة. وتابع زولي: مؤسسة ثقافية بموظفيها، وطاقمها الإداري، ورئيس يتقاضى راتباً شهرياً، وميزانية تصل إلى مليون ريال، ناهيك عن المكرمة الملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، التي بلغت عشرة ملايين، كل ذلك، ولا يستطيع النادي إرسال طرد مع أي مخرج بضائع بمبلغ زهيد لا تتجاوز تكلفته ثلاثين ريالاً؟! مع أنني قلت في مراسلاتي لرئيس النادي سعيد مرضمة، أنا سأتكفل بهذا المبلغ «الباهظ» والذي لن يتجاوز ثلاثين ريالاً. ليس من عنوان لهكذا حالة إلا التهاون، وعدم الجدية في التعاطي مع الشأن الأدبي والثقافي.