أثناء زيارته لنجران في عام 1427ه وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء نادٍ أدبي يخدم شريحة المثقفين والأدباء في المنطقة الزاخرة برموز الثقافة، ووجه خادم الحرمين بتخصيص مبلغ 5 ملايين ريال لإنشاء مقر متكامل لنادي نجران الأدبي. وصدر قرار وزير الثقافة والإعلام في 16 /8 /1428ه والمبني على موافقة المقام السامي بإنشاء النادي، وتم افتتاحه في حي الأمير مشعل إلى جانب مركز النقاهة الطبي. ويحتوي المقر على مكاتب الإداريين وقاعة محاضرات وخيمة ثقافية للقاء مثقفي المنطقة، ومكتبة تحوي الجديد من الكتب والدوريات الثقافية والأدبية. وأشار رئيس النادي سعيد آل مرضمة، إلى تشكل عدد من اللجان بالنادي، وهي اللجنة المنبرية ولجنة المطبوعات واللجنة الاستشارية واللجنة الإعلامية ولجنة الشعر والسرد واللجنة النسائية، مبيناً أن نادي نجران الأدبي والثقافي عمل خلال عام كامل على وضع برامج ثابتة تسجل له بين الأندية الأدبية. وكانت انطلاقة النادي من خلال مهرجان قس بن ساعدة الأول، الذي رعاه الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير المنطقة السابق، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، وحشد كبير من المثقفين والمثقفات على مستوى المملكة والعالم العربي، وأشاد الجميع بالتميز الذي وصل إليه النادي خلال تنظيم هذا المهرجان الذي احتوى على العمل الأول من نوعه بين فعاليات الأندية الأدبية، من خلال ملحمة الأخدود (شعب النار والجنة)، التي قام بتأليفها الكاتب صالح زمانان، وأخرجها المخرج سلطان الغامدي وشارك فيه حوالي 150 ممثلاً من داخل وخارج المنطقة. ونظم خلال المهرجان معرض للكتاب الدولي لنشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع باختلاف الأجناس والأعمار، وشاركت في المعرض المقام على هامش المهرجان حوالي 20 دار نشر، من الإمارات ومصر واليمن ولبنان وبعض دور النشر السعودية، ولاقى المعرض إقبالاً جماهيرياً متميزا لاقتناء الكتاب بكل أنواعه. وكان معرض الفنون التعبيرية حاضراً بقوة من خلال اللوحات الفنية والنحت لعدد كبير من فناني وفنانات المنطقة، الذين قدموا أعمالاً متميزة أظهرت ما تملكه المنطقة من كوادر متميزة في هذا المجال، وخلافاً لذلك كانت أوراق العمل متميزة وشارك فيها ثلة كبيرة من المتخصصين حول شخصية (قس بن ساعدة) و(الخط المسند) و(حركة الشعر في نجران). كما أقام النادي على هامش المهرجان فعاليات نسائية متعددة تنوعت في أمسية قصصية وقراءة في الأدب الفرنسي. وكان لحضور المهرجان عديد من الزيارات للمواقع الأثرية التي تحكي تاريخ نجران منذ أقدم العصور مثل (مدينة الأخدود الأثرية، ومتحف الأخدود، وقصر الإمارة التاريخي). وسعى النادي خلال العام الثاني إلى مواصلة هذه المسيرة من خلال تنظيم مهرجان قس بن ساعدة الثاني، وطرح أفكارا جديدة تضم تطوير أوراق العمل وتوحيدها في محور واحد وهو عن عبد يغوث الحارثي، يتنافس فيه الباحثون، وتقدم أوراق العمل المميزة من خلال ما يصل للنادي ونتائج التحكيم التي رصدت من قبل مجلس إدارة النادي. وتم توسيع دائرة معرض الكتاب الدولي من حيث المساحة وعدد دور النشر المشاركة ليشمل أكثر من 50 دار نشر من دول عربية وأجنبية، والتركيز على دور النشر الخليجية، التي تتميز بتوسع مطبوعاتها وقوة توزيعها والتركيز على تنوع توجهات النشر ما بين الثقافية والأدبية وما يهم المتخصصين في شتى المجالات، وكان للطفل في جنبات المعرض ما يهتم به لتوسيع مداركه وثقافته، من خلال أركان خاصة تعتني به. وفي خطوة تطويرية للعمل خلال المهرجان، تم تقديم عدد من الفعاليات المختلفة مثل الأمسيات الشعرية والعروض السينمائية. كما سعى المهرجان في دورته الثانية إلى دعوة أكبر عدد من المثقفين والمثقفات العرب، وتضمن المهرجان معرضاً للصور القديمة لمنطقة نجران لأحد المصورين الفرنسيين (تشيكوف)، الذي زار منطقة نجران قبل 50 عاماً لتوثيق تاريخ نجران بصورة أوضح، ومحاولة تأصيل الحاضر بالماضي من خلال حديث الصور المشاركة. وقال آل مرضمة، إن النادي سارع خلال الأيام السابقة لوضع بصمة خاصة به لطباعة كتبه وتوزيعها بطريقة مختلفة، من خلال اتفاقية مع مؤسسة أروقة للطباعة والنشر، التي لها باع متميز في الطباعة والترجمة والنشر، وشاركت مع النادي في تنظيم معرض الكتاب الذي أقيم خلال مهرجان قس بن ساعدة. وأقيم حفل لتوقيع الاتفاقية في قاعة النادي اليوناني في القاهرة، بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين من السعودية ومصر واليمن والسودان، الذين أشادوا بأهمية وفعالية اتفاقية التعاون والشراكة بين نادي نجران الأدبي والثقافي ومؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، التي من خلالها يمنح النادي حق طباعة ونشر وتوزيع جميع إصداراته لمدة 3 سنوات، كما تتضمن الاتفاقية طبع ونشر الكتب المترجمة المقترحة وكذلك تنسيق الدورات وورش العلمية في جمهورية مصر العربية، وتشمل الاتفاقية ترجمة بعض الكتب السعودية إلى اللغات المختلفة في شكل «انطولوجيات».ومثل نادي نجران الأدبي الثقافي في هذه الاتفاقية رئيس مجلس الإدارة سعيد بن علي آل مرضمة، الذي أوضح من جهته سعادته بهذه الخطوة التي خطط لها النادي جيداً لنشر مطبوعاته بصورة أوسع، خاصة مع التعاقد مع مؤسسة نشطة كمؤسسة أروقة، وستكون باكورة أعمال هذه الاتفاقية 10 إصدارات لكتاب من منطقة نجران وكتاب سعوديين وعرب.وبلغت إصدارات النادي بعد هذا التوقيع حوالي 28 إصداراً، ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 40 إصداراً تزين المكتبة السعودية والعربية. عمل مجلس الإدارة الحالي على استغلال المكرمة الملكية السامية، التي جاد بها الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكانت الفرصة لنادي نجران الأدبي لبناء مقر مستقل، وتمت ترسية المشروع على شركة متخصصة بمبلغ 12045000 ريال، يشتمل المبنى على صالة كبرى رجالية ونسائية تتسع ل 700 شخص، مجهزة بتقنيات حديثة وتكون حاضنة لأنشطة النادي المختلفة. كما توجد مكتبة تضم عديدا من الإصدارات والكتب التي بيد المثقف والمثقفة الاستفادة منها واستعارة الكتب، وهناك مكاتب إدارية وصالة اجتماعات. ويواكب المبنى الجديد الواقع على طريق المطار تطلعات المثقف والمثقفة النجرانية وينتظر أن يتم تسليمه نهاية شعر شعبان المقبل. تم تشكيل لجنة نسائية بنادي نجران الأدبي بقيادة رفعة القشانين، لمواكبة التطور الأدبي والثقافي، ويتم من خلال اللجنة تقديم عديد من المحاضرات والندوات والدورات التدريبية المتخصصة للعنصر النسائي بالمنطقة.