(قصيدتي بوح راعف بين يدي الراحل الطيب صالح) لك ظهري المنصوب روضني إذا ما شئت هذا كاهلٌ أعيا الرياحَ الهوجَ غالَبَ منكبيه وما رأى في الأرض بداً للمثول مدي لسانك يا خناجر ما استطعت و دججي بالسُّم ما اسطاع المسامُ فإنني علمته أدبَ الفداء وزدتُ في الدرس الفصول هو لوحي المحفوظ تسكب شمسُه الآياتِ في جسدي فأشرق حرةً سمراءَ أُشرِب من عناقِ الشمس ناصيتي قوىً سفعت ظماء الريح وابتغت الهطول أسفت لياليَّ الشكولُ وهزني نبأ ارتحالك في بروقٍ خلبٍ رعناء تسألها هدى من بعد أن كنت الهدى ولكل ضِّليل رسول من يشتري يا ناسُ حنجرة تهذبها الجراح وزغردت للغبن مرغمة وأرهقها الثكول قبروك يا صداحُ أهدوا الجرح منسأة فهشت من علٍّ أمجادَك العظمى وضاعت في رُكام الحزن يا قلبي مئاربك العظيمة فافتُرشت الدمع في وجعٍ وأُلحفت الذهول عدد نوارسك التي لُفظت وأحرقها التغربُ تشتهي أنفاسَ أرضك غرسها من بعد أن نضِجت مياسِمُهُ أذابته البغاثُ الغيرُ في منقارها عمراً وأهدَته القليل النصف راحَ مُقطبَ الأحلام خلَّف غصنه متوسدًا يَبسَ العروق وتاركاً عشقَ القماري التي سجدت لوقع هديلها الدنيا فآلمنا الرحيل هذا بكاءُ عزيزةٍ أكلت بنيها والمهاجرُ مرةٌ باعوا لها عمرًا وأحلامًا يداً خرجوا شبابا يهصرون القلب عادوا يسألونك هل لنا شبرٌ يضم رفاتنا بالحب يحتضن الكهول من يشتري في الليل أسئلةً تسلم وجهها لغد تكحل بالظنون وهدها فرطُ العويل من يشتري ثقةَ الدماء إذا استوت خوفاً على جودي محنتنا وقد نطق الصَّليل من يترك الأسبابَ عند نزولها تختالُ في أعصابنا تختارُ ناَي إيابنا فاترك جنابَ الحزنِ وارتق فتقنا غِّلق سطورَ الحرب وافتح صفحةً بيضاءَ واقترح الحلول من أنت يا فوق الطوائفِ والتحزُّب لو دروا من أنت يا لغةً تحير في معاجمها الألي تركوا لها التبويب والترقيم والقول البتول ما بين فكيهم أراك وقد أعدوا في خريطتك الجميلة مُديةً ومراهماً قد خدَّروك على شفا الكلمات هم شهدوا بأن بنيك من نصب المقاصل ثم صاروا في الشهود من العدول يا من يجيدون التملق لا أجيد الدهن بالكلمات هذا موطني فليشنقوا حرفي إذا شاءوا فلي لغتي ولي ناسوتي الأنقى ولي في كل شبرٍ قطرةٌ من بيعة الشهداء تأبى أن تزول كفَّنتُ أسئلةً قضت تركت صلاحياتِها للبوم يشهر قبحه والخوفُ قد قرع الطبول ودعت قافيةَ المناحة والنواقيسَ الخجولةَ خطوَ ميعاد جهول أن لا أدلل موطني فخذوا نخاسةَ مربدي وخذوا الدموع فإنني حرمت في شعري النخاسة والبكاء على الطلول