ياقدس يامدينة الصلاة هكذا أتانا ذلك الشاعر وهو يصفها بمدينة الصلاة كأن الارتباط بينها وبين المسجدين علاقة أزلية لاتنتهي اسمع ذلك الشاعر الذي يقول: غنيت مكة أهلها الصيدا والعيد يملأ أضلعي عيدا فرحوا فلألأ تحت كل سما بيت على بيت الهدى زيدا هكذا يأتينا شاعرنا ليقول: أناديك ياموطن الأنبياء ويامنبع الطهر مهد الإخاء إن وجود ذلك الرابط الروحي الأزلي هو العلامة الصادقة على ما لهذه المدن الثلاثة من ارتباط قوي تزيده الأيام قوة وتماسكاً. أناديك يا موطن الأنبياء ويامنبع الطهر مهد الإخاء أناديك يا "قدس" من "طيبة" نداءً زكياً شجي النداء بصوت جهيرٍ عميق المدى يرتله الكون نحو العلاء سواد الظلام ألا فانجلي برحمةِ رحمات ربّ السماء إلام الصرِاع وقهر الحروب؟ ونحن نعيش حياة الفناء ؟ أيا "قدس" طوبى فلا تشتكي عذاب الحياةِ وظلم البغاء يعيش ضحاكاً بكِ الأقوياء ويعلو نواحاً بكِ الضعفاء ويُشربُ ماءٌ بها آسناً فتغدو حسارى كبود ظماء فكيف رويّ الصدى شربهُ مزيجاً مشوباً بماء الدماء ؟ أخي وابن عمي تعالا نواري سرابيل ليلٍ طويلِ الرداء حياة السعادة لا تُرتَجى بغير سلام يصد البلاء وإن السعادة في روحها من "الرب" ليست من الفرقاء علينا التزام دروب الهدى نصونُ الحقوق ونمحو الشقاء بمنٍّ من اللَه وعداً حباني بنصر لحق نضير الجناء "بطيبة" و"القدس" خلف الغيوب يجلجلُ صوتي فلبوا النداء و"مكة" تهفو إلى عزمة تزيل الظلام وتوري الضياء بمهد الرسالة شعّ الهدى بجذوة حق بليج السناء هوى "القدس" يسري نعيم المنى تردد آياتِ غار "حراء" أديم يفوح بعطر السماء سنى فجره من هدى الأنبياء رسالة ربّ خبير بصير بكل النوايا بدون خفاء ضياء الرسالة فيه الخلاص لكل الخلائق عرس الضياء تزغرد للعرس كل الديار وترفع راياتها ما تشاء إله السلام إليك الدعاء من القلب نذرف دمع الرجاء عسى الله يلهِمُ كل الورى طريق الهدى ودروب الصفاء فتصفو القلوب وتضوي العقول بنور السلام وفيض الرخاء وتشدو المحافل في بهجة بمزمار "داوود" حق يضاء وعدلٍ يجسد فصل الخطاب سلام العباد بكل جلاء تزقزق فيه الطيور بحب فينسجه الجيل أسمى إخاء ويصدح فينا نشيد السعادة بين الأنام بأحلى الغناء ويشرق فينا نهار السلام وتسمو ربانا بطمس العداء فَيَرشْفُ من كأسها كوننُا رحيقاً من الله أحلى سِقاء ويستاف منه شذى رسله "محمد " و"موسى" و"عيسى" سواء رسالة ربّ خبير بصير بكل النوايا بدون خفاء أتانا بها "أحمد" رحمة لكل الورى صفوة الأنبياء خلقنا الإله لكل البلايا ليعرف في الخلق حسن الأداء ليحيا الخلائق طوراً جديداً حياة الجزاء بدار البقاء شديد العقاب لمن يعتدي رحيم غفور مجيب الدعاء فهيا بنا نلتزم بالهدى وصون الحقوق ومحو الشقاء ليضفي علينا إله الوجود بأندى الرضاء وأزكى العطاء ويقرر بنا "أحمد" عينه و"عيسى" و"موسى" مع الأنبياء المدينة المنورة