وجّه الشاعر والأديب الدكتور إبراهيم العواجي لوماً إلى نادي الرياض الأدبي، عبر إداراته السابقة، «كونه ضيع فرصاً كثيرة كان من الممكن الاستفادة منها في التواصل مع أدباء ومثقفين وأكاديميين كثيرين، كانت تزخر بهم مدينة مثل مدينة الرياض، ولا تزال تضم الكثير منهم ممن لم ينالوا فرصة التعريف بهم وتقديمهم في نشاطات النادي سنين طويلة. جاء ذلك في أمسية شعرية، نظمها «بيت الشعر» في النادي مساء السبت الماضي، للحديث عن تجربته الشعرية وأدارها رئيس النادي الدكتور سعد البازعي وركّز فيها العواجي على قراءة عدد من قصائده، التي انتقاها من دواوين قديمة وحديثة له منها: «الحب مشاع» و «مدي شراعك» و «حلوة أنتِ» و «دولار» وقصيدتان عن الغربة القديمة والجديدة، أشار فيهما إلى أنه لا يعرف على وجه التحديد كيف توظفت لديه الغربة في ثلاثة نصوص بثلاثة أشكال مختلفة. وطالب النقاد ببحث ذلك. كما قرأ العواجي عدداً من قصائد الغزل وأخرى قال انها تصلح لأي مكان وزمان، واصفاً إياها بالقريبة لنفسه، وهي قصيدة «ذمم تباع» من ديوان «قصائد راعفة» وكانت حول احتلال الكويت، ونالت استحساناً لافتاً من الحضور وصفق لها كثيراً. وكشف العواجي عن قصيدتين له عن أحداث تفجيرات مجمع المحيا. في بداية الأمسية، تحدث العواجي حول بداية نشره بعض قصائده في الصحف، مشيراً إلى أن الاديب عبدالله بن إدريس أدرج خمساً من قصائده في كتابه «شعراء معاصرون»، وخلال اللقاء وفي تعليق على أسئلة ومداخلات كثيفة، جاءت عن بداياته الشعرية وتشكلات القصيدة لديه، وعلاقة عمله الرسمي بهجرة النقاد عن دراسة شعره، قال إن الانطلاقة الحقيقية في الشعر كانت بعد عودته من أميركا، بداية السبعينات الميلادية، مشيراً إلى أنه لم يكتب في أميركا سوى ثلاث قصائد، بسبب انشغالات الدراسة والبحث. وحول تأثير عمله الرسمي على كتابته للشعر في مرحلة عمله وكيلاً لوزارة الداخلية، أجاب أن تعامله بشكل مباشر مع معاملات المواطنين وإفرازات المجتمع «جعلتني احتاج في لحظات معينة، خصوصاً في ساعات الفجر الى أن أتنفس شعراً»، مشيراً إلى أن غالبية دواوينه كانت تمثل تلك المرحلة. وقال ان هناك علة لقصته مع الشعر، إذ ان شعره لم يصدر معظمه إلا في الدواوين، إضافة إلى أن منصبه الوظيفي «جعل القراء والنقاد يتحاشون نقدي، إما مهابة المنصب أو أنهم لم يقرأوا ما يستحق أو تجنباً لمجاملتي». وهنا مقاطع من قصيدة «ردي نهاري» التي كتبها العواجي في البحر الميت، وكيف تحولت إلى عروبية خالصة بمجرد دخول الليل عليه وهو يكتبها وإضاءة أنوار العدو المقابلة: «الشمس تسقط في مداها الأرحب/ لكنَّ شمسي داخلي لا تغرب/ يا عينها النجلاء تُرسل في دمي/ نهراً تدفق ضوؤه لا ينضب/ ياهمسها والوجد أدني بعدها/ يُروي ظماء العشق، عشق أعذب/ تحكي لقلبي ما يجول بقلبها/ فتثور في قلمي الصّبابة تكتب شعراً، أليس الشعر أصدقَ شاهد/ إن كان من نبع المحبة يشرب».إلى أن يقول: «وعلى ضفاف الموت غازٍ لم يَهبْ/ أقوامنا ما دامها لا ترهب/ التائهون إلى السراب يلفّهم/ عطش، ومدَّ خداعه كم يخلب/ والفاعلون يشكّلون مصيرنا/ وكأننا رقم بآلة يُحسب».