حينما تقعُ عينا أيِّ مُسْلِم على مَشْعَرِ عَرَفات اليوم، يتلمسُ قلبَهُ ويتحسّسه، وهو يرى في بعض المجتمعات، مشاهدَ تدمير، وذبْح، وإحراق، فلا يلبثُ أن يردد: يا ربَّ عرفات: أَجِرْ أفرادَها وجماعاتِها مِن أساليبَ رخيصةً، يتمتعُ دعاتُها بعقليةِ الوَهْم، ويتعاملونَ بلغة سكاكين جزارين، تُرِكُوا ضحايا في كل أرض، وتحوّلُوا إلى كُتْلَةٍ من: لحم، ودم، بعد أنْ أُشْبِعُوا ركلاً، وجَلْداً، وإهانةً، وذُلاّ. يا ربَّ عرفات: في عالم اليوم أطفالٌ قُتِّلُوا، ونساءٌ تَرَمّلن، وذُلُّ اتسعَ، وكرامةٌ أُهِينَتْ، ومشاعِرُ تَجَمّدَتْ، فمَنْ لهؤلاء يا ربَّ عرفات غيرُك؟ مَنْ يُقِيلُ عَثَرَاتِهم سواك؟ مَنْ يُضّمِّدُ جراح نسائهم إلا أنتَ؟ أولئك ياربَّ عرفات أصبحُوا أغراباً في أوطانهم، سجناءَ في بيوتهم، الحربُ غدت بالنسبة لهم لُغْزَاَ، والسلامُ أيضاً لُغْزَا وأيُّ لغز!!. إن فيهم من اضطربت أمامهم الصورة، وليس لهم يا رب عرفات إلا إياك، فأنقذهم من مرحلة تشتت، وضياع، وهوان، ومُدَّهُمْ بعونٍ منك يُنْجِيهم، ورحمةٍ منك تنقذهُم من فظائع" يهتز لها الضمير الإنساني خجلاً وألماً، في ظل تخاذل وتقاعس، ذوي النوايا المريبة، والعاجزين عن الفِعْل والعمل". يا ربّ عرفات: هؤلاء عبادُك أتَوْكَ وكبرياءُ بعضِهم بيعتْ في أسواق النخاسة، أنتَ أعلمُ بحالهم، ومآلهم، وأنت المحور الذي يهرولون إليه، وأنت يا ربّ عرفات لا تخفى عليك فداحة ما يخيفهم، وما يعانونه من تردي أحوالهم، بعد أن استنسر البُغَاثُ بأراضيهم، وأُكِلُوا يَوْمَ أُكِلَ الثًّوْرُ الأبيض، ولم يبق لهم ملاذ آمن إلا أنت، لإنقاذهم من ظُلْم اقتصادي، وحَيْف اجتماعي فحوِّلْهُم يا ربّ عرفات من الاستهواء إلى الانتماء، واجعل تدمير أعدائهم في تدابيرهم. يا ربّ عرفات. الصراعُ الجديد اتحدَ مع الصراع القديم، وأنتجَ الاثنان مزيداً من التفكك، ومزيداً من التحدي، يزدادان اتساعاً وعُمْقَا، واحتكاراً وهيمنةً، واستعلاءً وتَجَبُّراً، وتمركزاً في مواقع خلفية وأمامية، وأنتَ يا ربّ عرفات، جعلْتَ استقرار الإنسان، والرُّكون إليه، حقاً من حقوقه الأساسية، وأنت ياربَ عرفات قلتَ في مُحْكَم كِتَابِك: " أُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " اللهم هؤلاءِ عِبَادُك، أتَوْك مِن كُلِّ فَجٍّ عميق، فامنُنْ عليهم بالاستجابة، إنك يا ربَّ عرفات على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير. [email protected]