أمير جازان: آفاق واسعة من التقدم والازدهار    خادم الحرمين: نعتز بما قدمه أبناء الوطن وما تحقق جعل المملكة نموذجاً عالمياً    أعربت عن تعازيها لإيران جراء انفجار الميناء.. السعودية ترحب بالإجراءات الإصلاحية الفلسطينية    رؤية السعودية 2030 في عامها التاسع.. إنجازات تفوق المستهدفات ومؤشرات توثق الريادة    أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل    381 ألف وظيفة في قطاع التقنية.. 495 مليار دولار حجم الاقتصاد الرقمي السعودي    أمة من الروبوتات    الأردن.. مصير نواب "العمل الإسلامي" معلق بالقضاء بعد حظر الإخوان    تفاهمات أمريكية سورية ومساعٍ كردية لتعزيز الشراكة الوطنية    ينتظر الفائز من السد وكاواساكي.. النصر يقسو على يوكوهاما ويتأهل لنصف النهائي    القيادة تهنئ رئيسة تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    أمير الشرقية: إنجازات نوعية لمستقبل تنموي واعد    الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة    ضبط أكثر من 19.3 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "المنافذ الجمركية" تسجل 1314 حالة ضبط خلال أسبوع    المملكة تفتح أبواب جناحها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025    برعاية سمو وزير الثقافة.. هيئة الموسيقى تنظم حفل روائع الأوركسترا السعودية في سيدني    دفع عجلة الإنجاز وتوسيع الجهود التحولية    فخر واعتزاز بالوطن والقيادة    برشلونة يكسب "كلاسيكو الأرض" ويتوج بكأس ملك إسبانيا    مدرب كاواساكي: قادرون على التأهل    قدامى الشباب ينتقدون نتائج توثيق البطولات    خطى ثابتة نحو مستقبل مُشرق    تقرير يُبرهن على عمق التحوّل    الجبير يترأس وفد المملكة في مراسم تشييع بابا الفاتيكان    إطلاق مبادرة "حماية ومعالجة الشواطئ" في جدة    ترامب يحض على عبور "مجاني" للسفن الأميركية في قناتي باناما والسويس    المملكة تقفز عالمياً من المرتبة 41 إلى 16 في المسؤولية الاجتماعية    اللواء عطية: المواطنة الواعية ركيزة الأمن الوطني    1500 متخصص من 30 دولة يبحثون تطورات طب طوارئ الأطفال    الأميرة عادلة بنت عبدالله: جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان عززت المنافسة بين المعاهد والبرامج    تدشين الحملة الوطنيه للمشي في محافظة محايل والمراكز التابعه    رئيس مركز الغايل المكلف يدشن "امش30"    101.5 مليار ريال حجم سوق التقنية    الحكومة اليمنية تحذر موظفي ميناء رأس عيسى من الانخراط في عمليات تفريغ وقود غير قانونية بضغط من الحوثيين    اكتشاف لأقدم نملة في التاريخ    قدراتنا البشرية في رؤية 2030    تصاعد التوترات التجارية يهدد النمو والاستقرار المالي    الذهب ينخفض 2 % مع انحسار التوترات التجارية.. والأسهم تنتعش    800 إصابة بالحصبة بأمريكا    فواتير الدفع مضرة صحيا    الذكور الأكثر إقبالا على بالونة المعدة    الأهلي يكسب بوريرام بثلاثية ويواجه الهلال في نصف نهائي النخبة الآسيوية    انتهاء محادثات أمريكية إيرانية في عُمان وسط تفاؤل حذر    حين يعجز البصر ولا تعجز البصيرة!    السعودية تعزي إيران في ضحايا انفجار ميناء بمدينة بندر عباس    القيادة تهنئ تنزانيا بذكرى يوم الاتحاد    32 مليون مكالمة ل 911    قوانين الفيزياء حين تنطق بالحكمة    مكافحة المخدرات معركة وطنية شاملة    التحول الرقمي في القضاء السعودي عدالة تواكب المستقبل    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق في المملكة    وزارة التعليم تستعرض منصاتها في معرض تونس الدولي للكتاب 2025    "عبيّة".. مركبة تحمل المجد والإسعاف في آنٍ واحد    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يلتقي مديري عموم الفروع    إمام الحرم النبوي: حفظ الحقوق واجب شرعي والإفلاس الحقيقي هو التعدي على الخلق وظلمهم    إمام المسجد الحرام: الإيمان والعبادة أساسا عمارة الأرض والتقدم الحقيقي للأمم    الشيخ صلاح البدير يؤم المصلين في جامع السلطان محمد تكروفان الأعظم بالمالديف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة انتصرت للمسلمين وأزالت الخطر.. وتوحُّدنا مع قيادتنا سر قوتنا
أكدوا أن خادم الحرمين الشريفين أعاد هيبة العرب والمسلمين.. علماء وقضاة وأكاديميون ل«الجزيرة» (3-3):
نشر في الجزيرة يوم 08 - 05 - 2015

أكد أصحاب الفضيلة من القضاة وطلبة العلم وعدد من الأكاديميين أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله انتصرت للمسلمين، وأزالت الخطر المحدق بالأمة ومقدساتها.
وأشاروا في أحاديثهم إلى أن «عاصفة الحزم» كشفت زيف المبطلين وعوار المفسدين، والشائعات تفتِّت الصّف، وتوقع الهزيمة المعنوية. وإن «إعادة الأمل» في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، وهي مرحلة جديدة للأمن والاستقرار والشرعية في اليمن.
ونبّه المشاركون من أهل الرأي إلى أهمية اللحمة الوطنية وزيادة التكاتف والتآزر وقت الأزمات لمواجهة المعتدين والمتربصين بالوطن.
المواقف التاريخية
بداية، يوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن المملكة العربية السعودية بلاد الخير، وقبلة المسلمين، ومركز القوة، ومحل أنظار المسلمين؛ ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً؛ وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن، ويحقق اللحمة الوطنية حفاظاً على الوحدة الوطنية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله . ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، وأن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الضلال المبين؛ فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت. مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي عانى منه المسلمون كثيراً، ومشيراً إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية، أرادت تعكير صفو حياتهم حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين. ونوه د. السديس بموقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، انتصاراً لإخواننا في اليمن، فكانت «عاصفة الحزم» دحراً للمفسدين وردًّا لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم، ودفعت الظالم بحمد الله وتوفيقه. وإن تلك المواقف التاريخية الشجاعة تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين. مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر، ورفعوا الرؤوس، خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم، ومشيراً إلى أن الله تعالى قد أتم علينا نعماءه بالحزم والنصر والتمكين، بفضل الله تعالى، ثم بفضل المواقف التاريخية لقادة بلادنا. مؤكداً أن تلك الانتصارات تستلزم الحرص على تحقيق العبادة لله تعالى؛ لتتحقق منظومة الإسلام العليا. مبيناً أن إحقاق الحق وجلب الخير ودفع الشر هو منهج الدين الإسلامي العظيم الذي لا مكان فيه لسفك الدماء، إلا لرد وصد المعتدين على الدين والأمن والأمان. واختتم معالي الدكتور السديس بتأكيد أن نصر دين الله هو سبب التمكين والنصر، ومشدداً على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية، انتصاراً للأمة وإعادة للأمل في النفوس، وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.
قرار مدروس
وذكر معالي الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض أن القرارات المتعلقة بمصير الأمة ومصالح البلاد سلماً أو حرباً لا تصدر إلا بعد دراسة الجوانب كافة المتعلقة بهذا القرار؛ لذا عندما رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الشروع في «عاصفة الحزم» بمعاونة دول الخليج والدول المؤيدة فذلك لما لهذا القرار من آثار عظيمة وكبيرة على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وعلى سلامة ووحدة اليمن الشقيق ونصرة الشرعية المعترف بها. ومن هنا جاء قرار مجلس الأمن مؤيداً لعاصفة الحزم. وهذا القرار التاريخي أجمعت عليه الدول من منطلق نصرة الحق وسلامة أمن دول الخليج.
وأيضاً هذا القرار أظهر هيبة العرب والمسلمين؛ ولذلك سيكون له آثار مستقبلية كبيرة. وفي نفس الوقت هو رد المملكة على من يفكر في زعزعة بلادنا وبلاد دول الخليج.
الصلف والغرور
ويؤكّد فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ سعيد بن بريك القرني، أن ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله من قرار بتدخل عسكري في اليمن لإنقاذ الشعب اليمني من غدر وبطش العصابة الحوثية هو قرار صائب وحكيم، جاء في الوقت المناسب؛ فأثلج الصدور، وزرع الأمل في النفوس.
وقال الشيخ القرني إنه بُذلت محاولات عدة لثني الحوثيين عن مخططاتهم التوسعية والإجرامية التي مارسوها ضد الشعب اليمني بإيعاز من ملالي طهران، وما يهدفون إليه أيضاً من نشر الفوضى في دول الخليج بصفة عامة، إلا أنهم لم يستجيبوا لداعي الحق، بل تمادوا في صلفهم وغرورهم.. ومن منطلق القيام بواجب الجوار، واستجابة لنداء عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن، ولعدم توقف الحوثيين عن إجرامهم، بل تمادوا في غيهم وعنادهم وسفك دماء الأبرياء في اليمن.. جاءت «عاصفة الحزم» لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وكبح جماح أذيال الصفوية وقطع دابرهم.
سائلاً الله - جل وعلا - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما فيه خير البلاد والعباد، وأن ينصر جنودنا البواسل نصراً عاجلاً على أعداء الملة والدين.
حصن واقٍ
ويقول مفتي منطقة القصيم الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح إن «عاصفة الحزم» منذ انطلاقتها اتسمت بالحكمة، وتجلت فيها الرحمة، فكانت قوة من غير عنف، وليناً من غير ضعف، واضحة الأهداف ودقيقة التنفيذ واثقة الخطوات، ولم تكن مزايدة ولا مباهاة ولا مفاخرة ولا ذات أجندات خفية.. مشيراً إلى أن عاصفة الحزم أوصلت رسالة للعالم أجمع أن في الأمة رجالاً أوفياء لن يتأخروا لحظة عن الدفاع عنها حين يستشعرون الخطر ويلمحون النذر. لافتاً النظر إلى أنها كانت حصناً واقياً، حمى الأمة من أطماع الذين يبنون أمجادهم على مكتسبات غيرهم؛ إذ عصفت بمخططاتهم، وتهاوت بها أحلامهم، وتبددت أوهامهم.
وقال: كلنا ثقة بالله ثم بحكمة وحنكة قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قرار بدء العاصفة وفي قرار الختام.. فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. داعياً المولى - عز وجل - أن يحمي بلادنا، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن ينصرنا على من عادانا.
المنهج الثابت
ويشيد المدير العام لفرع وزارة العدل بمنطقة القصيم الشيخ عبدالله بن محمد المطيويع بالنتائج والمخرجات التي تحققت بعد انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل»، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بحزمه ومثاليته أثبت للعالم أنه رجل المواقف الصادقة، لافتاً النظر إلى أن المملكة تسير دائماً على منهجها الثابت القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وأشار إلى أن المملكة سعت بعد تحقيق «عاصفة الحزم» أهدافها إلى إعادة الأمل وإعمار اليمن الشقيق، وفتح باب الحوار بين الأطراف السياسية الشرعية في اليمن، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على نجاح عاصفة الحزم، وداعياً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده الكبيرة في نصرة الأشقاء في اليمن، وإعادة الاستقرار في ربوع بلادهم.
مسؤوليتنا عظيمة
وترى الدكتورة عواطف بنت عبدالعزيز الظفر، أستاذ التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أن قرار «عاصفة الحزم» قرار شرعي، يتوافق مع تعاليم الإسلام. ومسؤوليتنا عظيمة، يتحملها العلماء والدعاة وطلبة العلم والمربون وكل فرد بالمجتمع.. وهي مسؤولية جمّة وكبيرة، تتضمّن التأييد تأييداً كاملاً، وأن يفهم الجميع ما يراد لهم وما يكاد لأمتهم. وهناك دعوة وُجهت إلى علماء المسلمين شرقاً وغرباً من خلال اتحاد علماء إفريقيا، تنص على عودة الشعوب الإسلامية إلى كتاب الله ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتبصيرهم وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة للصيد المستهدف والدعوة إلى وحدة الصف ورعاية مصالح المسلمين. فالدولة رعاها الله تصدت للأعداء الحوثيين.
وتلاحم جميع أبناء الخليج الواحد للمحافظة على سيادة اليمن الشقيق؛ لذا واجبنا جميعاً أن نقف صفاً إلى صف، والدفاع بكل ما نملك، والتيقظ التام فكرياً لما يقال وما ينشر.
ضربة قاسية
وتقول الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ اللغويات المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إن عاصفة الحزم ضربة قاسية، أفاق عليها من اتهمنا بالضعف من أن نحمي أنفسنا، والعجز عن أن ندافع عن أرضنا، والهوان من أن نرد كرامتنا، لنقول له إن لنا عزة تأبى أن تهان، وأرضاً حق لها أن تصان، وتاريخاً يأبى لنا أن نضام.. لذا فإن مسؤولية العلماء والدعاة أن يزرعوا روح الفخر والكرامة أننا تحت راية حكومة أبية، حملت على عاتقها حماية شعبها ضد التجبر والغطرسة والضلال. كما أن من واجب العلماء والدعاة زرع روح الثقة بالله ثم بالنفس ثم بالقيادة بأننا منصورون - بإذن الله - فما ظلمنا ولا اعتدينا، بل رددنا عدوان طاغية غشيم. ولنحذر من الشائعات والترويج لها؛ فهي وسيلة خبيثة من العدو لبث الرعب بيننا. والأعظم من ذلك هو وحدتنا وتوحدنا حول قيادتنا؛ فهو أقوى نصر لنا أمام عدونا. هذه الأمور هي من أهم القضايا التي لا بد أن يعمل عليها المخلصون من علماء ودعاة، وذاك رباط قوي وجهاد نؤجر عليه كما يؤجر المرابطون على الجبهة. حقاً فكلنا في جهاد؛ يحتاج منا إلى النية الصادقة والحب الخالص لهذه الأرض التي وهبتنا من خيرها الكثير؛ فلها قلوبنا وفاء وأرواحنا فداء.
المواقف التاريخية
بداية، يوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن المملكة العربية السعودية بلاد الخير، وقبلة المسلمين، ومركز القوة، ومحل أنظار المسلمين؛ ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً؛ وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن، ويحقق اللحمة الوطنية حفاظاً على الوحدة الوطنية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله . ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، وأن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الضلال المبين؛ فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت. مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي عانى منه المسلمون كثيراً، ومشيراً إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية، أرادت تعكير صفو حياتهم حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين. ونوه د. السديس بموقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، انتصاراً لإخواننا في اليمن، فكانت «عاصفة الحزم» دحراً للمفسدين وردًّا لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم، ودفعت الظالم بحمد الله وتوفيقه. وإن تلك المواقف التاريخية الشجاعة تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين. مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر، ورفعوا الرؤوس، خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم، ومشيراً إلى أن الله تعالى قد أتم علينا نعماءه بالحزم والنصر والتمكين، بفضل الله تعالى، ثم بفضل المواقف التاريخية لقادة بلادنا. مؤكداً أن تلك الانتصارات تستلزم الحرص على تحقيق العبادة لله تعالى؛ لتتحقق منظومة الإسلام العليا. مبيناً أن إحقاق الحق وجلب الخير ودفع الشر هو منهج الدين الإسلامي العظيم الذي لا مكان فيه لسفك الدماء، إلا لرد وصد المعتدين على الدين والأمن والأمان. واختتم معالي الدكتور السديس بتأكيد أن نصر دين الله هو سبب التمكين والنصر، ومشدداً على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية، انتصاراً للأمة وإعادة للأمل في النفوس، وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.
قرار مدروس
وذكر معالي الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض أن القرارات المتعلقة بمصير الأمة ومصالح البلاد سلماً أو حرباً لا تصدر إلا بعد دراسة الجوانب كافة المتعلقة بهذا القرار؛ لذا عندما رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الشروع في «عاصفة الحزم» بمعاونة دول الخليج والدول المؤيدة فذلك لما لهذا القرار من آثار عظيمة وكبيرة على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وعلى سلامة ووحدة اليمن الشقيق ونصرة الشرعية المعترف بها. ومن هنا جاء قرار مجلس الأمن مؤيداً لعاصفة الحزم. وهذا القرار التاريخي أجمعت عليه الدول من منطلق نصرة الحق وسلامة أمن دول الخليج.
وأيضاً هذا القرار أظهر هيبة العرب والمسلمين؛ ولذلك سيكون له آثار مستقبلية كبيرة. وفي نفس الوقت هو رد المملكة على من يفكر في زعزعة بلادنا وبلاد دول الخليج.
الصلف والغرور
ويؤكّد فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ سعيد بن بريك القرني، أن ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله من قرار بتدخل عسكري في اليمن لإنقاذ الشعب اليمني من غدر وبطش العصابة الحوثية هو قرار صائب وحكيم، جاء في الوقت المناسب؛ فأثلج الصدور، وزرع الأمل في النفوس.
وقال الشيخ القرني إنه بُذلت محاولات عدة لثني الحوثيين عن مخططاتهم التوسعية والإجرامية التي مارسوها ضد الشعب اليمني بإيعاز من ملالي طهران، وما يهدفون إليه أيضاً من نشر الفوضى في دول الخليج بصفة عامة، إلا أنهم لم يستجيبوا لداعي الحق، بل تمادوا في صلفهم وغرورهم.. ومن منطلق القيام بواجب الجوار، واستجابة لنداء عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن، ولعدم توقف الحوثيين عن إجرامهم، بل تمادوا في غيهم وعنادهم وسفك دماء الأبرياء في اليمن.. جاءت «عاصفة الحزم» لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وكبح جماح أذيال الصفوية وقطع دابرهم.
سائلاً الله - جل وعلا - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما فيه خير البلاد والعباد، وأن ينصر جنودنا البواسل نصراً عاجلاً على أعداء الملة والدين.
حصن واقٍ
ويقول مفتي منطقة القصيم الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح إن «عاصفة الحزم» منذ انطلاقتها اتسمت بالحكمة، وتجلت فيها الرحمة، فكانت قوة من غير عنف، وليناً من غير ضعف، واضحة الأهداف ودقيقة التنفيذ واثقة الخطوات، ولم تكن مزايدة ولا مباهاة ولا مفاخرة ولا ذات أجندات خفية.. مشيراً إلى أن عاصفة الحزم أوصلت رسالة للعالم أجمع أن في الأمة رجالاً أوفياء لن يتأخروا لحظة عن الدفاع عنها حين يستشعرون الخطر ويلمحون النذر. لافتاً النظر إلى أنها كانت حصناً واقياً، حمى الأمة من أطماع الذين يبنون أمجادهم على مكتسبات غيرهم؛ إذ عصفت بمخططاتهم، وتهاوت بها أحلامهم، وتبددت أوهامهم.
وقال: كلنا ثقة بالله ثم بحكمة وحنكة قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قرار بدء العاصفة وفي قرار الختام.. فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. داعياً المولى - عز وجل - أن يحمي بلادنا، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن ينصرنا على من عادانا.
المنهج الثابت
ويشيد المدير العام لفرع وزارة العدل بمنطقة القصيم الشيخ عبدالله بن محمد المطيويع بالنتائج والمخرجات التي تحققت بعد انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل»، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بحزمه ومثاليته أثبت للعالم أنه رجل المواقف الصادقة، لافتاً النظر إلى أن المملكة تسير دائماً على منهجها الثابت القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وأشار إلى أن المملكة سعت بعد تحقيق «عاصفة الحزم» أهدافها إلى إعادة الأمل وإعمار اليمن الشقيق، وفتح باب الحوار بين الأطراف السياسية الشرعية في اليمن، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على نجاح عاصفة الحزم، وداعياً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده الكبيرة في نصرة الأشقاء في اليمن، وإعادة الاستقرار في ربوع بلادهم.
مسؤوليتنا عظيمة
وترى الدكتورة عواطف بنت عبدالعزيز الظفر، أستاذ التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أن قرار «عاصفة الحزم» قرار شرعي، يتوافق مع تعاليم الإسلام. ومسؤوليتنا عظيمة، يتحملها العلماء والدعاة وطلبة العلم والمربون وكل فرد بالمجتمع.. وهي مسؤولية جمّة وكبيرة، تتضمّن التأييد تأييداً كاملاً، وأن يفهم الجميع ما يراد لهم وما يكاد لأمتهم. وهناك دعوة وُجهت إلى علماء المسلمين شرقاً وغرباً من خلال اتحاد علماء إفريقيا، تنص على عودة الشعوب الإسلامية إلى كتاب الله ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتبصيرهم وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة للصيد المستهدف والدعوة إلى وحدة الصف ورعاية مصالح المسلمين. فالدولة رعاها الله تصدت للأعداء الحوثيين.
وتلاحم جميع أبناء الخليج الواحد للمحافظة على سيادة اليمن الشقيق؛ لذا واجبنا جميعاً أن نقف صفاً إلى صف، والدفاع بكل ما نملك، والتيقظ التام فكرياً لما يقال وما ينشر.
ضربة قاسية
وتقول الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ اللغويات المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إن عاصفة الحزم ضربة قاسية، أفاق عليها من اتهمنا بالضعف من أن نحمي أنفسنا، والعجز عن أن ندافع عن أرضنا، والهوان من أن نرد كرامتنا، لنقول له إن لنا عزة تأبى أن تهان، وأرضاً حق لها أن تصان، وتاريخاً يأبى لنا أن نضام.. لذا فإن مسؤولية العلماء والدعاة أن يزرعوا روح الفخر والكرامة أننا تحت راية حكومة أبية، حملت على عاتقها حماية شعبها ضد التجبر والغطرسة والضلال. كما أن من واجب العلماء والدعاة زرع روح الثقة بالله ثم بالنفس ثم بالقيادة بأننا منصورون - بإذن الله - فما ظلمنا ولا اعتدينا، بل رددنا عدوان طاغية غشيم. ولنحذر من الشائعات والترويج لها؛ فهي وسيلة خبيثة من العدو لبث الرعب بيننا. والأعظم من ذلك هو وحدتنا وتوحدنا حول قيادتنا؛ فهو أقوى نصر لنا أمام عدونا. هذه الأمور هي من أهم القضايا التي لا بد أن يعمل عليها المخلصون من علماء ودعاة، وذاك رباط قوي وجهاد نؤجر عليه كما يؤجر المرابطون على الجبهة. حقاً فكلنا في جهاد؛ يحتاج منا إلى النية الصادقة والحب الخالص لهذه الأرض التي وهبتنا من خيرها الكثير؛ فلها قلوبنا وفاء وأرواحنا فداء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.