سمو أمير منطقة تبوك يستقبل عضو مجلس الشورى احمد الحجيلي    جمعية البر الخيرية بالنويعمة توزع أكثر من 800 سلة غذائية على مستفيديها    17.6 مليار ريال إنفاق أسبوع.. والأطعمة تتصدر    موجز    تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية    الاحتلال يقضم أراضي الضفة.. وفلسطين تطالب بتدخل دولي    في الجولة ال 24 من دوري روشن.. الاتحاد في اختبار القادسية.. وديربي العاصمة يجمع النصر والشباب    في ذهاب ثمن نهائي يوروبا ليغ.. مانشستر يونايتد في ضيافة سوسيداد.. وتوتنهام يواجه ألكمار    ولي العهد يهنئ شتوكر بأدائه اليمين مستشاراً اتحادياً للنمسا    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    محافظ الطائف يشارك فرع وزارة الصحة حفل الإفطار الرمضاني    أفراح البراهيم والعايش بزفاف محمد    بيئة عسير تقيم مبادرة إفطار صائم    حرم فؤاد الطويل في ذمة الله    13 طالباً من «تعليم الرياض» يمثلون المملكة في آيسف 2025    ابنها الحقيقي ظهر بمسلسل رمضاني.. فنانة تفاجئ جمهورها    تفاصيل مهرجان أفلام السعودية ب"غبقة الإعلاميين"    نائب أمير منطقة مكة يشارك الجهات و رجال الامن طعام الإفطار ‏في المسجد الحرام    جمعية التنمية الأهلية بأبها تطلق برنامجي "أفق الرمضاني" و"بساتين القيم"    تحت رعاية خادم الحرمين وحضور علماء من 90 دولة.. انطلاق أعمال مؤتمر» بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»    همزة الوصل بين مختلف الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن.. مركز عمليات المسجد الحرام.. عين الأمن والتنظيم في رمضان    8 فحوصات مجانية بمراكز الرعاية الصحية.. تجمع مكة الصحي يفعل حملة «صم بصحة»    طبيبة تستخرج هاتفًا من معدة سجين    تعليم جازان يطلق جائزة "متوهجون"    فوز برشلونة وليفربول وبايرن ميونخ في ذهاب الدور ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا    الاتفاق يتعثر أمام دهوك العراقي في ذهاب نصف نهائي أبطال الخليج    المملكة تؤكد التزامها بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية    2.8% انخفاض استهلاك الفرد للبنزين    14 تقنية مبتكرة في البيئات الصناعية بالسعودية    مشروع "ورث مصحفًا" يستهدف ضيوف الرحمن بمكة بثمان وعشرين لغة    أمين الجامعة العربية: السلام خيار العرب الإستراتيجي    أهالي الدوادمي يشاركون في تسمية إحدى الحدائق العامة    «سلمان للإغاثة» يوزّع 48 سماعة أذن للطلاب ذوي الإعاقة السمعية في محافظة المهرة    نخيل العلا.. واحات غنية تنتج 116 ألف طن من التمور سنويًا    الاتحاد أكمل تحضيراته    غونزاليس: ندرك قوة الاتحاد    "تعليم الطائف":غداً إيداع أكثر من 4 ملايين ريال في حسابات مديري المدارس    أمير حائل يشهد حفل تكريم الفائزين بمسابقة جزاع بن محمد الرضيمان    تركي آل الشيخ وTKO يعلنان عن إطلاق منظمة جديدة للملاكمة بالشراكة مع "صلة"    بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة يطلق المرحلة الثانية من برنامج التمويل بالوكالة    ترمب وكارتلات المخدرات المكسيكية في معركة طويلة الأمد    محافظ جدة يُشارك أبناءَه الأيتام مأدبة الإفطار    لغة الفن السعودي تجسد روحانية رمضان    الصين تصعّد سباق التسلح لمواجهة التفوق الأمريكي في آسيا    أوروبا تبحث تعزيز قدراتها الدفاعية بعد تعليق الدعم الأمريكي لأوكرانيا    40 جولة لتعطير وتطييب المسجد النبوي    كيف نتناول الأدوية في رمضان؟    محافظ الخرج يشارك رجال الأمن الإفطار في الميدان    "مشروع الأمير محمد بن سلمان" يجدد مسجد القلعة    لأول مرة طالبة من تعليم الطائف تتأهل إلى مسابقة آيسف على مستوى المملكة    وزير الدفاع ونظيره السلوفاكي يناقشان المستجدات الدولية    طارق طلبة مديراً لمكتب «عكاظ» بالقاهرة    5 نصائح لضبط أعصابك في العمل    أمير جازان يستقبل منسوبي الأمارة المهنئين بشهر رمضان    التسامح.. سمة سعودية !    4 ملايين فحص لنقل الدم بالمناطق    وزير الدفاع يبحث مع نظيره السلوفاكي المستجدات    محافظ الطائف يشارك قادة ومنسوبي القطاعات الأمنية بالمحافظة الإفطار الرمضاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة انتصرت للمسلمين وأزالت الخطر.. وتوحُّدنا مع قيادتنا سر قوتنا
أكدوا أن خادم الحرمين الشريفين أعاد هيبة العرب والمسلمين.. علماء وقضاة وأكاديميون ل«الجزيرة» (3-3):
نشر في الجزيرة يوم 08 - 05 - 2015

أكد أصحاب الفضيلة من القضاة وطلبة العلم وعدد من الأكاديميين أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله انتصرت للمسلمين، وأزالت الخطر المحدق بالأمة ومقدساتها.
وأشاروا في أحاديثهم إلى أن «عاصفة الحزم» كشفت زيف المبطلين وعوار المفسدين، والشائعات تفتِّت الصّف، وتوقع الهزيمة المعنوية. وإن «إعادة الأمل» في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، وهي مرحلة جديدة للأمن والاستقرار والشرعية في اليمن.
ونبّه المشاركون من أهل الرأي إلى أهمية اللحمة الوطنية وزيادة التكاتف والتآزر وقت الأزمات لمواجهة المعتدين والمتربصين بالوطن.
المواقف التاريخية
بداية، يوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن المملكة العربية السعودية بلاد الخير، وقبلة المسلمين، ومركز القوة، ومحل أنظار المسلمين؛ ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً؛ وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن، ويحقق اللحمة الوطنية حفاظاً على الوحدة الوطنية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله . ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، وأن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الضلال المبين؛ فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت. مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي عانى منه المسلمون كثيراً، ومشيراً إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية، أرادت تعكير صفو حياتهم حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين. ونوه د. السديس بموقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، انتصاراً لإخواننا في اليمن، فكانت «عاصفة الحزم» دحراً للمفسدين وردًّا لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم، ودفعت الظالم بحمد الله وتوفيقه. وإن تلك المواقف التاريخية الشجاعة تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين. مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر، ورفعوا الرؤوس، خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم، ومشيراً إلى أن الله تعالى قد أتم علينا نعماءه بالحزم والنصر والتمكين، بفضل الله تعالى، ثم بفضل المواقف التاريخية لقادة بلادنا. مؤكداً أن تلك الانتصارات تستلزم الحرص على تحقيق العبادة لله تعالى؛ لتتحقق منظومة الإسلام العليا. مبيناً أن إحقاق الحق وجلب الخير ودفع الشر هو منهج الدين الإسلامي العظيم الذي لا مكان فيه لسفك الدماء، إلا لرد وصد المعتدين على الدين والأمن والأمان. واختتم معالي الدكتور السديس بتأكيد أن نصر دين الله هو سبب التمكين والنصر، ومشدداً على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية، انتصاراً للأمة وإعادة للأمل في النفوس، وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.
قرار مدروس
وذكر معالي الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض أن القرارات المتعلقة بمصير الأمة ومصالح البلاد سلماً أو حرباً لا تصدر إلا بعد دراسة الجوانب كافة المتعلقة بهذا القرار؛ لذا عندما رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الشروع في «عاصفة الحزم» بمعاونة دول الخليج والدول المؤيدة فذلك لما لهذا القرار من آثار عظيمة وكبيرة على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وعلى سلامة ووحدة اليمن الشقيق ونصرة الشرعية المعترف بها. ومن هنا جاء قرار مجلس الأمن مؤيداً لعاصفة الحزم. وهذا القرار التاريخي أجمعت عليه الدول من منطلق نصرة الحق وسلامة أمن دول الخليج.
وأيضاً هذا القرار أظهر هيبة العرب والمسلمين؛ ولذلك سيكون له آثار مستقبلية كبيرة. وفي نفس الوقت هو رد المملكة على من يفكر في زعزعة بلادنا وبلاد دول الخليج.
الصلف والغرور
ويؤكّد فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ سعيد بن بريك القرني، أن ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله من قرار بتدخل عسكري في اليمن لإنقاذ الشعب اليمني من غدر وبطش العصابة الحوثية هو قرار صائب وحكيم، جاء في الوقت المناسب؛ فأثلج الصدور، وزرع الأمل في النفوس.
وقال الشيخ القرني إنه بُذلت محاولات عدة لثني الحوثيين عن مخططاتهم التوسعية والإجرامية التي مارسوها ضد الشعب اليمني بإيعاز من ملالي طهران، وما يهدفون إليه أيضاً من نشر الفوضى في دول الخليج بصفة عامة، إلا أنهم لم يستجيبوا لداعي الحق، بل تمادوا في صلفهم وغرورهم.. ومن منطلق القيام بواجب الجوار، واستجابة لنداء عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن، ولعدم توقف الحوثيين عن إجرامهم، بل تمادوا في غيهم وعنادهم وسفك دماء الأبرياء في اليمن.. جاءت «عاصفة الحزم» لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وكبح جماح أذيال الصفوية وقطع دابرهم.
سائلاً الله - جل وعلا - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما فيه خير البلاد والعباد، وأن ينصر جنودنا البواسل نصراً عاجلاً على أعداء الملة والدين.
حصن واقٍ
ويقول مفتي منطقة القصيم الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح إن «عاصفة الحزم» منذ انطلاقتها اتسمت بالحكمة، وتجلت فيها الرحمة، فكانت قوة من غير عنف، وليناً من غير ضعف، واضحة الأهداف ودقيقة التنفيذ واثقة الخطوات، ولم تكن مزايدة ولا مباهاة ولا مفاخرة ولا ذات أجندات خفية.. مشيراً إلى أن عاصفة الحزم أوصلت رسالة للعالم أجمع أن في الأمة رجالاً أوفياء لن يتأخروا لحظة عن الدفاع عنها حين يستشعرون الخطر ويلمحون النذر. لافتاً النظر إلى أنها كانت حصناً واقياً، حمى الأمة من أطماع الذين يبنون أمجادهم على مكتسبات غيرهم؛ إذ عصفت بمخططاتهم، وتهاوت بها أحلامهم، وتبددت أوهامهم.
وقال: كلنا ثقة بالله ثم بحكمة وحنكة قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قرار بدء العاصفة وفي قرار الختام.. فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. داعياً المولى - عز وجل - أن يحمي بلادنا، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن ينصرنا على من عادانا.
المنهج الثابت
ويشيد المدير العام لفرع وزارة العدل بمنطقة القصيم الشيخ عبدالله بن محمد المطيويع بالنتائج والمخرجات التي تحققت بعد انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل»، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بحزمه ومثاليته أثبت للعالم أنه رجل المواقف الصادقة، لافتاً النظر إلى أن المملكة تسير دائماً على منهجها الثابت القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وأشار إلى أن المملكة سعت بعد تحقيق «عاصفة الحزم» أهدافها إلى إعادة الأمل وإعمار اليمن الشقيق، وفتح باب الحوار بين الأطراف السياسية الشرعية في اليمن، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على نجاح عاصفة الحزم، وداعياً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده الكبيرة في نصرة الأشقاء في اليمن، وإعادة الاستقرار في ربوع بلادهم.
مسؤوليتنا عظيمة
وترى الدكتورة عواطف بنت عبدالعزيز الظفر، أستاذ التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أن قرار «عاصفة الحزم» قرار شرعي، يتوافق مع تعاليم الإسلام. ومسؤوليتنا عظيمة، يتحملها العلماء والدعاة وطلبة العلم والمربون وكل فرد بالمجتمع.. وهي مسؤولية جمّة وكبيرة، تتضمّن التأييد تأييداً كاملاً، وأن يفهم الجميع ما يراد لهم وما يكاد لأمتهم. وهناك دعوة وُجهت إلى علماء المسلمين شرقاً وغرباً من خلال اتحاد علماء إفريقيا، تنص على عودة الشعوب الإسلامية إلى كتاب الله ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتبصيرهم وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة للصيد المستهدف والدعوة إلى وحدة الصف ورعاية مصالح المسلمين. فالدولة رعاها الله تصدت للأعداء الحوثيين.
وتلاحم جميع أبناء الخليج الواحد للمحافظة على سيادة اليمن الشقيق؛ لذا واجبنا جميعاً أن نقف صفاً إلى صف، والدفاع بكل ما نملك، والتيقظ التام فكرياً لما يقال وما ينشر.
ضربة قاسية
وتقول الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ اللغويات المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إن عاصفة الحزم ضربة قاسية، أفاق عليها من اتهمنا بالضعف من أن نحمي أنفسنا، والعجز عن أن ندافع عن أرضنا، والهوان من أن نرد كرامتنا، لنقول له إن لنا عزة تأبى أن تهان، وأرضاً حق لها أن تصان، وتاريخاً يأبى لنا أن نضام.. لذا فإن مسؤولية العلماء والدعاة أن يزرعوا روح الفخر والكرامة أننا تحت راية حكومة أبية، حملت على عاتقها حماية شعبها ضد التجبر والغطرسة والضلال. كما أن من واجب العلماء والدعاة زرع روح الثقة بالله ثم بالنفس ثم بالقيادة بأننا منصورون - بإذن الله - فما ظلمنا ولا اعتدينا، بل رددنا عدوان طاغية غشيم. ولنحذر من الشائعات والترويج لها؛ فهي وسيلة خبيثة من العدو لبث الرعب بيننا. والأعظم من ذلك هو وحدتنا وتوحدنا حول قيادتنا؛ فهو أقوى نصر لنا أمام عدونا. هذه الأمور هي من أهم القضايا التي لا بد أن يعمل عليها المخلصون من علماء ودعاة، وذاك رباط قوي وجهاد نؤجر عليه كما يؤجر المرابطون على الجبهة. حقاً فكلنا في جهاد؛ يحتاج منا إلى النية الصادقة والحب الخالص لهذه الأرض التي وهبتنا من خيرها الكثير؛ فلها قلوبنا وفاء وأرواحنا فداء.
المواقف التاريخية
بداية، يوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن المملكة العربية السعودية بلاد الخير، وقبلة المسلمين، ومركز القوة، ومحل أنظار المسلمين؛ ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً؛ وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن، ويحقق اللحمة الوطنية حفاظاً على الوحدة الوطنية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله . ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال، وأن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الضلال المبين؛ فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير، أو التساهل والتخلي عن الثوابت. مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي عانى منه المسلمون كثيراً، ومشيراً إلى ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية، أرادت تعكير صفو حياتهم حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى، فأخلوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين. ونوه د. السديس بموقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين، انتصاراً لإخواننا في اليمن، فكانت «عاصفة الحزم» دحراً للمفسدين وردًّا لعدوانهم، فحققت الشرعية والأمن، ونصرت المظلوم، ودفعت الظالم بحمد الله وتوفيقه. وإن تلك المواقف التاريخية الشجاعة تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين. مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر، ورفعوا الرؤوس، خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم، ومشيراً إلى أن الله تعالى قد أتم علينا نعماءه بالحزم والنصر والتمكين، بفضل الله تعالى، ثم بفضل المواقف التاريخية لقادة بلادنا. مؤكداً أن تلك الانتصارات تستلزم الحرص على تحقيق العبادة لله تعالى؛ لتتحقق منظومة الإسلام العليا. مبيناً أن إحقاق الحق وجلب الخير ودفع الشر هو منهج الدين الإسلامي العظيم الذي لا مكان فيه لسفك الدماء، إلا لرد وصد المعتدين على الدين والأمن والأمان. واختتم معالي الدكتور السديس بتأكيد أن نصر دين الله هو سبب التمكين والنصر، ومشدداً على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم، حثّ عليه الكتاب والسنة، ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية، انتصاراً للأمة وإعادة للأمل في النفوس، وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.
قرار مدروس
وذكر معالي الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض أن القرارات المتعلقة بمصير الأمة ومصالح البلاد سلماً أو حرباً لا تصدر إلا بعد دراسة الجوانب كافة المتعلقة بهذا القرار؛ لذا عندما رأى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الشروع في «عاصفة الحزم» بمعاونة دول الخليج والدول المؤيدة فذلك لما لهذا القرار من آثار عظيمة وكبيرة على أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وعلى سلامة ووحدة اليمن الشقيق ونصرة الشرعية المعترف بها. ومن هنا جاء قرار مجلس الأمن مؤيداً لعاصفة الحزم. وهذا القرار التاريخي أجمعت عليه الدول من منطلق نصرة الحق وسلامة أمن دول الخليج.
وأيضاً هذا القرار أظهر هيبة العرب والمسلمين؛ ولذلك سيكون له آثار مستقبلية كبيرة. وفي نفس الوقت هو رد المملكة على من يفكر في زعزعة بلادنا وبلاد دول الخليج.
الصلف والغرور
ويؤكّد فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ سعيد بن بريك القرني، أن ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله من قرار بتدخل عسكري في اليمن لإنقاذ الشعب اليمني من غدر وبطش العصابة الحوثية هو قرار صائب وحكيم، جاء في الوقت المناسب؛ فأثلج الصدور، وزرع الأمل في النفوس.
وقال الشيخ القرني إنه بُذلت محاولات عدة لثني الحوثيين عن مخططاتهم التوسعية والإجرامية التي مارسوها ضد الشعب اليمني بإيعاز من ملالي طهران، وما يهدفون إليه أيضاً من نشر الفوضى في دول الخليج بصفة عامة، إلا أنهم لم يستجيبوا لداعي الحق، بل تمادوا في صلفهم وغرورهم.. ومن منطلق القيام بواجب الجوار، واستجابة لنداء عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن، ولعدم توقف الحوثيين عن إجرامهم، بل تمادوا في غيهم وعنادهم وسفك دماء الأبرياء في اليمن.. جاءت «عاصفة الحزم» لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وكبح جماح أذيال الصفوية وقطع دابرهم.
سائلاً الله - جل وعلا - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما فيه خير البلاد والعباد، وأن ينصر جنودنا البواسل نصراً عاجلاً على أعداء الملة والدين.
حصن واقٍ
ويقول مفتي منطقة القصيم الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح إن «عاصفة الحزم» منذ انطلاقتها اتسمت بالحكمة، وتجلت فيها الرحمة، فكانت قوة من غير عنف، وليناً من غير ضعف، واضحة الأهداف ودقيقة التنفيذ واثقة الخطوات، ولم تكن مزايدة ولا مباهاة ولا مفاخرة ولا ذات أجندات خفية.. مشيراً إلى أن عاصفة الحزم أوصلت رسالة للعالم أجمع أن في الأمة رجالاً أوفياء لن يتأخروا لحظة عن الدفاع عنها حين يستشعرون الخطر ويلمحون النذر. لافتاً النظر إلى أنها كانت حصناً واقياً، حمى الأمة من أطماع الذين يبنون أمجادهم على مكتسبات غيرهم؛ إذ عصفت بمخططاتهم، وتهاوت بها أحلامهم، وتبددت أوهامهم.
وقال: كلنا ثقة بالله ثم بحكمة وحنكة قائدنا وإمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قرار بدء العاصفة وفي قرار الختام.. فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. داعياً المولى - عز وجل - أن يحمي بلادنا، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن ينصرنا على من عادانا.
المنهج الثابت
ويشيد المدير العام لفرع وزارة العدل بمنطقة القصيم الشيخ عبدالله بن محمد المطيويع بالنتائج والمخرجات التي تحققت بعد انتهاء عملية «عاصفة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل»، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بحزمه ومثاليته أثبت للعالم أنه رجل المواقف الصادقة، لافتاً النظر إلى أن المملكة تسير دائماً على منهجها الثابت القائم على كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وأشار إلى أن المملكة سعت بعد تحقيق «عاصفة الحزم» أهدافها إلى إعادة الأمل وإعمار اليمن الشقيق، وفتح باب الحوار بين الأطراف السياسية الشرعية في اليمن، مهنئاً خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على نجاح عاصفة الحزم، وداعياً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على جهوده الكبيرة في نصرة الأشقاء في اليمن، وإعادة الاستقرار في ربوع بلادهم.
مسؤوليتنا عظيمة
وترى الدكتورة عواطف بنت عبدالعزيز الظفر، أستاذ التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أن قرار «عاصفة الحزم» قرار شرعي، يتوافق مع تعاليم الإسلام. ومسؤوليتنا عظيمة، يتحملها العلماء والدعاة وطلبة العلم والمربون وكل فرد بالمجتمع.. وهي مسؤولية جمّة وكبيرة، تتضمّن التأييد تأييداً كاملاً، وأن يفهم الجميع ما يراد لهم وما يكاد لأمتهم. وهناك دعوة وُجهت إلى علماء المسلمين شرقاً وغرباً من خلال اتحاد علماء إفريقيا، تنص على عودة الشعوب الإسلامية إلى كتاب الله ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتبصيرهم وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة للصيد المستهدف والدعوة إلى وحدة الصف ورعاية مصالح المسلمين. فالدولة رعاها الله تصدت للأعداء الحوثيين.
وتلاحم جميع أبناء الخليج الواحد للمحافظة على سيادة اليمن الشقيق؛ لذا واجبنا جميعاً أن نقف صفاً إلى صف، والدفاع بكل ما نملك، والتيقظ التام فكرياً لما يقال وما ينشر.
ضربة قاسية
وتقول الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ اللغويات المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إن عاصفة الحزم ضربة قاسية، أفاق عليها من اتهمنا بالضعف من أن نحمي أنفسنا، والعجز عن أن ندافع عن أرضنا، والهوان من أن نرد كرامتنا، لنقول له إن لنا عزة تأبى أن تهان، وأرضاً حق لها أن تصان، وتاريخاً يأبى لنا أن نضام.. لذا فإن مسؤولية العلماء والدعاة أن يزرعوا روح الفخر والكرامة أننا تحت راية حكومة أبية، حملت على عاتقها حماية شعبها ضد التجبر والغطرسة والضلال. كما أن من واجب العلماء والدعاة زرع روح الثقة بالله ثم بالنفس ثم بالقيادة بأننا منصورون - بإذن الله - فما ظلمنا ولا اعتدينا، بل رددنا عدوان طاغية غشيم. ولنحذر من الشائعات والترويج لها؛ فهي وسيلة خبيثة من العدو لبث الرعب بيننا. والأعظم من ذلك هو وحدتنا وتوحدنا حول قيادتنا؛ فهو أقوى نصر لنا أمام عدونا. هذه الأمور هي من أهم القضايا التي لا بد أن يعمل عليها المخلصون من علماء ودعاة، وذاك رباط قوي وجهاد نؤجر عليه كما يؤجر المرابطون على الجبهة. حقاً فكلنا في جهاد؛ يحتاج منا إلى النية الصادقة والحب الخالص لهذه الأرض التي وهبتنا من خيرها الكثير؛ فلها قلوبنا وفاء وأرواحنا فداء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.