أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن ما نعيشه اليوم من أحداث، تتمثل في قيام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- لنصرة المظلوم وردع الظالم والدفاع عن الشرعية في اليمن أعادت للأمتين الإسلامية والعربية هيبتها وقوتها وعزتها، فنحن نعيش في حالة إيجابية تحقق من خلالها عدد من المنطلقات الشرعية، مبيناً أهمية التأصيل الشرعي والتركيز على الأسس والمنطلقات الشرعية في كل القضايا التي تحصل لاسيما في النوازل وفي المستجدات وفي الأزمات. ووجه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس رسائل أولها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قال فيها: بوركت هذه المساعي والمواقف التاريخية الشجاعة، وثانيها إلى أبناء الشعب اليمني فعليهم الاتحاد والقوة وجمع الكلمة والصف والالتفاف حول الشرعية وعدم الإصغاء لكل الشائعات المغرضة التي تأتي من أجندات تريد الشر باليمن والعدوان له ولأهله، وثالثها لرجالنا البواسل أن يسدد الله رميهم وأن ينصرهم بنصره سبحانه وتعالى. وقال في حديث تلفزيوني أجرته معه القناة الأولى في تلفزيون المملكة العربية السعودية: "إن الأمة دائماً تحتاج إلى أن تربط الناس بالمنطلقات الشرعية والأسس التي من خلالها يبنى عليها أي عمل والمملكة بما منّ الله عليها من نعمة العقيدة وتحكيم الشريعة والعناية بهذا الدين ونصرة قضايا المسلمين لها ثوابت ولها نظام تسير عليه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن-رحمه الله - وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- ومنطلقاتها ومواقفها ليست فقط منطلقات سياسية أو شخصية وإنما عقائدية وشرعية، ومنها هذه المواقف العظيمة في نصرة إخواننا وأشقائنا في اليمن من خلال عاصفة الحزم، مشيراً إلى أن هذه المواقف التاريخية التي هي قرارات حكيمة وشجاعة وموفقة من ولاة أمرنا - حفظهم الله- جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وبين أن عاصفة الحزم قرار تاريخي جاء في وقته، وضرورة شرعية ومصلحة وطنية وحاجة إقليمية وموقف لم يأت إلا يوم أن استنفدت جميع الطرق والحلول السلمية والمحاولات، ونتابع والعالم كذلك يتابع تلك الجهود التي بذلتها المملكة وأشقاؤها دول الخليج والدول الإسلامية قاطبة في الحوار مع هذه الفئة ولكن لم تجدِ فكان لابد من الحزم وردع المعتدي. وشدد على أن المملكة وحدودها وأمنها، أمن الحرمين الشريفين، ومكة والمدينة، لها حصانتها واستقرارها وأمنها ولا يمكن التسامح لمن أراد أن يخرق هذا الأمن أو يهدده، مبينا أن هذه المواقف التاريخية تحقيق للمصالح العظمى وللتعاون على البر والتقوى ولدعم الجوار والوحدة الإسلامية، فالمملكة لم تتخذ هذا الموقف إلا بعد أن استنفدت الحلول السلمية، والدعوات الإصلاحية. وحذر كل من يريد أن يصطاد في الماء العكر أو يشوه الصورة لأن هذه المواقف الحازمة التاريخية ستقطع الطريق أمام أعداء هذا الدين وأعداء اليمن والمملكة وأعداء الخليج، فليس أمامهم إلا بث الشائعات المغرضة والأكاذيب فيجب أن نحذر منهم، مفيداً أن عاصفة الحزم هي بارقة الأمل التي ستعيد لليمن أمنه ووحدته، واستقراره. وأوضح الدكتور السديس أن وقوف قادة دول التحالف بجانب المملكة والمشاركة في عاصفة الحزم يدل على اطمئنان الشعوب وثقتهم في قادتهم وهذا يجعل الجميع يتفرغ للبناء وللاعمار وللتنمية للحفاظ على الأمن والاستقرار لرعاية المقدرات والمكتسبات لينشغل الجميع بالرسالة العظيمة، رسالة هذا الدين في وسطيته واعتداله ورحمته ورفقه وإظهار الصورة المشرقة كذلك إظهار الأمة الإسلامية بثوب العزة والكرامة والقيام بواجباتها تجاه إخواننا المظلومين في كل مكان، ولهذا، مواقف المملكة الحمد لله مواقف عظيمة منذ الإمام المؤسس وإلى اليوم، موقفها مع قضية فلسطين، موقفها من إخواننا في العراق، موقفها من إخواننا في بلاد الشام الذين يقتلون وفي ليبيا، وما عاصفة الحزم إلا أنموذج مشرق لما قامت عليه المملكة من ثوابت ومنطلقات أساسية وشرعية وتاريخية منذ عهد الإمام المؤسس إلى اليوم.