في البداية يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه اضطرابا عصبيا، سلوكيا ناتجا عن خلل في بنية ووظائف الدماغ، يؤثر على السلوك والأفكار والعواطف ويتمثل هذا الاضطراب في ارتفاع مستوى النشاط الحركي لدى الطفل بصورة غير مقبولة وغير هادفة وغير موجهة تفوق الحد الطبيعي الموجود لدى الأطفال في سنه، ويصاحب ذلك نقص في الانتباه والتركيز، وفي حالة عدم تشخيصه وعلاجه فإنه يؤدي إلى تأثيرات عكسية على نواح عديدة من حياة المصاب اجتماعية وأكاديمية وسلوكية وتعرض فيه الأعراض الثلاث بنفس الدرجة فرط الحركة وتشتت الانتباه والاندفاعية، وتتلخص أسباب هذا الاضطراب في العوامل الوراثية حيث بينت الدراسات بأن نسبة 90% من الأطفال المصابين به يوجد بين أفراد أسرهم مصاب بهذا الاضطراب، بالإضافة إلى نقص بعض الوصلات الكيميائية العصبية بالمخ وأيضاً نقص نضج المخ وتلف المخ الناتج عن تعرض الأم لمواد ضارة أثناء فترة الحمل إما بسبب التدخين أولعسر الولادة أو نقص الأكسجين بالإضافة إلى الإكثار من تناول السكريات والمشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافيين، وقد تكون العوامل الاجتماعية والنفسية لها أيضاً دور في ذلك كتفكك الأسرة وسوء التربية والخصومات بين الوالدين، بالإضافة إلى انخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة انتشار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يبلغ مابين 3- 4% بين الأطفال عموماً، كمابينت دراسة في مستشفى الملك خالد الجامعي بأن نسبة 12.6% من مراجعي العيادة النفسية مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومن أهم أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه يلاحظ على الطفل حركة كثيرة حتى أثناء الجلوس ويوصف بأنه دائم النشاط والانشغال بشيء آخر ويصعب عليه الانسجام والانتظام مع الآخرين، كما يصعب أن يحتفظ بتركيزه لفترة كافية ويبدو كأنه لا يستمع كثيراً حينما يخاطب مباشرة ويسرح كثيراً ويفشل في إنهاء العمل المطلوب منه إذا كان يحتاج تركيزا ويواجه صعوبة في ترتيب أغراضه ويتشتت انتباهه بسهولة وينسى كثيراً يحاول أن يجيب قبل إتمام السؤال الموجه له ويتكلم أكثر من المعتاد، ويقاطع ويتدخل في حديث الآخرين. وأخيراً يثير القلق بسبب اندفاعه في أي سلوك خطر، ومن أهم طرق العلاج الأدوية عن طريق الطبيب المتخصص والعلاج السلوكي المعرفي والذي يهدف إلى التعامل مع الجوانب الفكرية والسلوكية للطفل المصاب بغرض توجيه الانتباه والتركيز وتعديل السلوك باستخدام تقنيات التعديل السلوكي والمعرفي للطفل ووالديه وأيضاً الإرشاد النفسي التربوي وذلك عن طريق إرشاد وتوجيه الوالدين في كيفية التعامل مع الطفل المصاب في المنزل والمعلمين في كيفية التعامل معه في المدرسة وتدريبه على المهارات الاجتماعية على حسب حاجته.