أكد طبيب مختص أن 90% من أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تعود إلى عوامل وراثية بحتة، وتتمحور النسبة المتبقية في أسبابها إلى عوامل عصبية، كالإصابات خلال الحمل أو إصابات في أثناء الولادة كنقص الأكسجين. وأوضح الدكتور عبد الله البحراني، استشاري أعصاب أطفال وطب أطفال في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، أن سبب الاضطراب يكون اختلالاً في التنقلات العصبية في خلايا الدماغ « الدوبامين والنورادرينالين» من حيث نقص كمية الموصلات، حيث إن هناك ثلاثة أنواع لهذا الاضطراب يتمثل النوع الأول منها في تشتت الانتباه، وهو العرض المهيمن على سلوك الطفل، ويعد أكثر انتشاراً عند الفتيات، أما النوع الثاني فهو فرط الحركة والاندفاعية وهذا النوع أكثر انتشاراً لدى الذكور، فيما يكون النوع الثالث مشتركاً ويعتبر النوع الغالب والأكثر انتشاراً. وبين الدكتور البحراني، خلال تنظيم جمعية «افتا» لدعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالمنطقة الشرقية التي يترأسها رجل الأعمال سلمان الجشي، مؤخرا لبرنامج مرشد «افتا» الذي يعقد للمرة الأولى بالمنطقة الشرقية، ان معنى «افتا» (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه) هو اضطراب عصبي بيولوجي يولد به الطفل، ويؤدي إلى أعراض رئيسية تشمل فرط الحركة، والاندفاعية، وتشتت الانتباه، إلى جانب أعراض أخرى ثانوية كضعف الثقة بالنفس. وقال البحراني، في المحاضرة التي قدمها بحضور رئيس لجنة المتطوعين بالجمعية عبد العزيز المقيطيب، وعدد من المهتمين، ان نسبة الأطفال المصابين في مدينة الدمام تبلغ نحو 16.7%، أما في مدينة الرياض فتبلغ النسبة نحو 12.6%، حيث لا يوجد تحليل مختبري معين أو أشعة خاصة تبين إذا ما كان الشخص مصاباً ب»افتا» أو لا، ولكن هناك نحو أربع صفات لابد من ان تتوفر جميعها في الشخص ومن ثم الدلالة من خلالها على ان هذا الشخص مصاب، وذلك عن طريق متخصصين في هذا المجال كأطباء الأطفال، والأسرة والمجتمع، وأطباء المخ والأعصاب، بالإضافة إلى أطباء الأمراض النفسية. وأكد البحراني، أن هناك سمات إيجابية للمصابين ب»افتا» تتمثل في أنهم مبدعون، ويجدون حلولاً جديدة ومبتكرة، ويمكن الاستفادة من نشاطهم، إلى جانب أنه يمكنهم انجاز أكثر من مهمة في وقت واحد، مشيرا إلى انه يمكن علاج المصابين ب «افتا» عبر العلاج الفعال الذي يتضمن العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي من خلال تعديل سلوكيات الطفل بواسطة أساليب وإستراتيجيات تستعمل من قبل الأهل داخل البيت وخارجه لتحسين سلوكياته وتصرفاته، وكذلك العلاج التربوي الذي يتمحور حول تحسين قدرات الطفل على التحصيل العلمي والأكاديمي وعلاقاته في المجتمع من خلال استراتيجيات متبعة من قبل الأهل والتربويين.