انتقل إلى رحمة الله تعالى خطاط الرس المعروف وهو أحد أفراد أسرة الغفيلي البارزين أحمد بن محمد بن صالح الغفيلي متأثراً بمرضه الذي لم يمهله طويلاً رحمه الله رحمة واسعة وجعل الموت راحة له ولنا جميعاً من كل شر والموت أمر حتمي لا مفر منه قال تعالى: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ (8) سورة الجمعة. وقال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) سورة آل عمران. جعل الله الفقيد من الفائزين بدخول الجنة ومن المزحزحين عن النار وعوَّض أهله وأبناؤه وعموم أسرة الغفيلي الغنية عن التعريف عنه خيراً وأجزل الأجر والمثوبة لكل من شهد الصلاة عليه واتبع جنازته وشارك في تعزية ذويه في فقيدهم الغالي على قلوبهم المكلومة على فراقه وهذه حال الدنيا تجمع وتفرِّق الأهل والأصحاب والخلان والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه ولا نلوم ذوي الأموات على ما يقاسونه من لوعة الفراق على موتاهم لأن هذا مما طُبعت عليه النفوس البشرية وها هو حسان يقول في رثاء الرسول الكريم: فليتنا يوم واروه بملحده وغيبوه وألقوا فوقه المدرا لم يترك الله منا واحداً أبداً ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا وها هي الخنساء تقول في رثاء أبنائها: ولولا كثرة الباكين حولي على قتلاهم لقتلت نفسي وهذا الأمير عبد الله الفيصل يقول في رثاء والده: لا هنت يا راس الرجاجيل لا هنت ولا هان عود في ثرى العود مدفون والله ما حطك بالقبر لكن امنت باللي جعل دفن المسلمين مسنون نكرر الترحم على الفقيد طيب الذكر والسيرة وعلى عموم المسلمين المحسنين منهم والمسيئين، فالجميع يرجون رحمة الله التي وسعت كل شيء وفي هذا يقول أبو نواس لما حضرته الوفاة: إن كان لا يرجوك الا محسن فبمن يلوذ ويستجير المذنب وسبحان الله الذي كلنا إليه راجعون.