أعزي نفسي وأعزي أسرة الغفالا الغالية في أحد أحبتهم من ذوي المكانة والجاه فيهم المرحوم - إن شاء الله تعالى - صالح بن عبد الله الغفيلي الذي وافاه الأجل المحتوم الذي كتبه المولى سبحانه على الخلق أجمعين. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. نسأل الله أن يجعل الفقيد من الفائزين بدخول الجنة ومن المزحزحين عن النار هو وجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة وماتوا على ذلك. كما نسأله تعالى أن يلهم ذوي الفقيد وأهله وأبناءه وإخوانهم وجميع المحزونين على فراقه الأبدي الصبر والاحتساب، وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والخلان والجيران والبقاء والخلود لخالق الوجود وحده. ولو كان البقاء لأي حي لكان رسول الله حياً مخلداً ونقول للمحزونين على فراقه الأبدي في الحياة الدنيا أما التلاقي في الآخرة فأمره إلى الله لكن المبشرات تدل على إمكانيته، أخذاً من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}..الآية. وما على الحريصين على لقاء أحبتهم في الآخرة إلا الاجتهاد في الطاعة التي لا تنال غنائم الآخرة إلا بها. ولا نلوم ذوي الأموات على ما يقاسونه من لوعة الفراق على أحبتهم، لأن هذا من طبيعة النفس البشرية وها هو حسان - رضي الله عنه - يقول في رثاء الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: فَلَيْتَنا يوْمَ وَارَوْهُ بِمَلْحَدِهِ وغيبوهُ، وألقوا فوقهُ المدرا لمْ يَتْرُكِ اللَّهُ مِنّا بَعْدَهُ أحَداً ولمْ يُعِشْ بعدَنا أُنْثى ولا ذَكَرَا وها هي الخنساء تقول في رثاء أبنائها: ولولا كثرة الباكين حولي على قتلاهم لقتلت نفسي وها هو الأمير عبد الله الفيصل يقول في رثاء والده: لا هنت يا راس الرجاجيل لا هنت ولا هان عود في ثرى العود مدفون والله ما حطك بالقبر لكن آمنت باللي جعل دفن المسلمين مسنون نكرر الترحم على الفقيد طيب الذكر والسيرة وعلى عموم المسلمين المحسنين منهم والمسيئين فالجميع يرجون رحمة الله التي وسعت كل شيء، وفي هذا يقول أبو نواس لما حضرته الوفاة: إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المذنب وخير ما نقول في مثل هذه المواقف: {إنا لله وإنا إليه راجعون}.