سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قرأت المقالة المعنونة ب(بائعو المسك، لا نافخو الكير) لكاتبها الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المنشورة في صحيفتكم يوم الجمعة 16-12-1435ه.. واسمحوا لي أن أعلّق على تلك المقالة قائلة: إني لأتعجب من أحدهم، كيف يصفو يومه! وهو يقضيه تذمراً وتشاؤماً وقنوطاً، لا يذكر إلا السيئ ولا ينطق إلا بالغيبة والاستهزاء والتنابز، يمشي بين الناس بالفتنة والتحريض ويعتقد في نفسه أنه حقق نصراً مؤزراً، والطامة أن يتقوّل على الناس ويختلق أموراً لم تكن.. وليتنا ندرك أمر الكلام عند الله؛ فالكلمة الواحدة قد تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في النار كما أن كلمة التوحيد تنجيه من النار. وقد حثّنا ديننا الحنيف على الكلمة الطيِّبة وحسن الكلام وطيّبه والتفاؤل بدل التشاؤم والقنوط فقال الله تعالى: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} (83) سورة البقرة. وقال سبحانه: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (53) سورة الإسراء. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، ولا صخّاباً في الأسواق، والكلمة الطيِّبة تسر السامع وتؤلّف القلوب وتحدث أثراً طيباً في نفوس الآخرين، كما أن الكلم الطيب يصعد إلى الله قال تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} (10) سورة فاطر. ويكفينا أن الكلمة الطيِّبة صدقة، فإن ثقل لسانك عن قول الطيِّب فلزوم الصمت أولى، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت). وأطيب الكلام كلام الله وذكر الله، فلا تجعل لسانك يفتر من هذا وتذكّر قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق. فكما على المرء أن ينتقي من يخالل، عليه أن ينتقي ما يقول، ولنكن «بائعي مسك لا نافخي كير».