يروي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائدألسنتهم).. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالاً يهوى بها في جهنم).. وقال ابن عثيمين رحمه الله (الكلمة الطيبة طيبة بذاتها طيبة بغاياتها.. الطيبة بذاتها كالذكر وافضل الذكر قراءة القرآن.. اما الطيبة بغاياتها فهي الكلمة المباحة كالتحدث مع الناس بقصد ادخال السرور عليهم مما يقربك من الله عز وجل.. يقول الله سبحانه وتعالى (إليه يصعد الكلم الطيب) يعني الذكر والتلاوة والدعاء. وفي صورة البقرة يقول المولى جل شأنه (وقولوا للناس حسنا) وفي سورة الاسراء (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة اللسان وطيب الكلام فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ. والكلمة الطيبة من شعب الايمان.. فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.. إلى آخر الحديث.. فما احوجنا في هذا الزمان إلى الكلمة الطيبة التي تعبر عن المؤمن الحقيقي الذي يتقي الله ويعرف حدود الشرع والاسلام وتعاليم سنن النبي صلى الله عليه وسلم.. الكلمة الطيبة تؤلف بين قلوب الناس وتوحدهم في العمل الصالح وفعل الخير واسعاد البشر.. وأيضا الكلمة الطيبة تزيل الاحتقان وتمنع الاحقاد وتجمع كلمة المسلمين وتوحد كلمتهم وهي الفانوس السحري لحل اصعب المشكلات بصفاء القلوب ونقاء السرائر.. والله تعالى يقول في سورة الاسراء (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا) أي أن الله تعالى يأمرنا أن نقول في تحاورنا وتخاطبنا الكلام الحسن الطيب لكي لا يفسد الشيطان فيما بيننا ويدخل العداوة والخصام لقلوبنا. وروى البخاري ومسلم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة) وليعلم المؤمن أن الكلمة الطيبة تدخل صاحبها الجنة حيث يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :في الجنة غرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها لمن اطاب الكلام واطعم الطعام وادام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام. وروى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. إن الكلام الطيب هو من سمات المؤمن الذي يراعي الله في كل كبيرة وصغيرة وفي سلوكياته وتصرفاته وكل تعاملاته وعلاقاته مع الآخرين.. فهو يسر السامعين ويؤلف القلوب ويكون له اثرا طيبا في نفوس الناس بل انها تفتح أبواب الخير والأعمال الصالحة.. فيقول المولى عز وجل (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون). وهكذا أخي المسلم فان الكلمة الطيبة لأخيك ثوابها ثواب الصدقة تطيب بها القلوب تمسح الدموع وتصلح بين الناس وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.. وتهدي ضالاً وتعلم جاهلاً وتذكر غافلاً وتنشر دعوة. ادعوك ياربي أن تجعل كلماتي.. تنفعني يوم العرض عليك. للتواصل 6930973