هناك من يحجون بدون تصريح وهم بذلك يبهدلون أنفسهم ويؤذون غيرهم، أكتب هذه الأسطر ونحن على مشارف موسم الحج والمسجد الحرام يشهد أعمالاً جبارة وتوسعة عملاقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، مما يتطلب الحد من الزحام وتخفيف عدد الحجاج. الذين يحجون بدون تصريح يلجأون إلى حيل متنوعة وأساليب غريبة يتسللون لواذاً ويذهبون عبر الصحاري والرمال، يهربون من نقاط التفتيش أو يتحايلون عليها، فمنهم من ينزع لباس الإحرام ويلبس ثوباً ليفعل محظوراً من محظورات الإحرام، وبعد ذلك يقدم فدية، لذلك إنني أقول لأولئك الذين يحجون كل عام بدون تصريح، ألم تعلموا أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يحج إلاّ حجة واحدة هي حجة الوداع، ماذا لو أنه حج عدة مرات فما أنتم فاعلون....؟ وعندما سأله الصحابي عن الحج.. أكُلّ عام قال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم.... الحديث، إذاً لماذا تحجون كل عام....؟ تشقون على أنفسكم وعلى غيركم. هناك من يقول (الأجر على قدر المشقة) والله يقول (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وهناك فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بأنّ التصدق بقيمة حج النافلة أفضل من الحج. إذاً فلماذا الإصرار على الحج والزحام، فالأمر يحتاج إلى التخفيف والتوسعة لمن يؤدون الفرض خاصة في ظل التوسعات التي يشهدها الحرم، نريد مزيداً من التفهم والوعي والإدراك للتيسير على الحجاج لأداء مناسكهم. إنّ الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً، وهناك كثير من المسلمين لا يستطيعون الحج أو يشق عليهم فلماذا الإصرار على حِج النافلة في هذا الوقت الذي ينبغي أن نوسع لمن يحج الفريضة .. وفق الله جميع المسلمين وسدد خطاهم.