بعد الضربات الجوية الموفقة لطيران التحالف الدولي الذي كان للطيارين العرب الأولوية والدور الكبير فيها، بدأت المليشيات والمنظمات الارهابية -حتى التي لم يحن بعد استهداف مواقعها وبالذات المليشيات المذهبية الشيعية الممثلة بحزب الله وعصائب أهل الحق ومجاميع الارهابيين من الحوثيين اليمنيين ومليشيات أبي الفضل العباس وغيرهم من الذين امتهنوا القتل والارهاب واستهداف المسلمين حسب انتماءاتهم الطائفية- يتحسسون رقابهم كما يقولون، إذ إن الدور القادم سيكون باتجاههم، فبعد داعش والنصرة وخرسان وغيرهم من المليشيات الارهابية التي تصنف كجماعات سنية، يرى العديد من المحللين والاستراتيجيين أنه ولكي يتم القضاء تماماً واجتثاث الارهاب لابد من تصفية المليشيات الطائفية المضادة أولاً في سورية، ثم متابعتها في العراق ولبنان وحتى اليمن، فبعد اتساع مساحة الجرائم الطائفية بدءاً من سورية مروراً بلبنان ثم العراق واليمن حصل إجماع دولي وتأييد اقليمي على القضاء على كل صور الارهاب المذهبي الذي تلبس رداء الاسلام والإسلام بريء منه، والبدء في مواجهة داعش والنصرة وخرسان لأن هذه المنظمات أصبحت أكثر خطورة وتحولت إلى جيوش دول، فكان لابد من القضاء عليها، لإلغاء أي مبرر لوجود المليشيات الأخرى، إذ كانت مليشيات حزب الله وعصائب أهل الحق ومليشيات أبي فضل العباس تتحجج بوجود مقاتلين أجانب من المكون الطائفي الآخر في سوريا، وأنهم حضروا إلى سوريا للدفاع عن (العتبات المقدسة الشيعية) فإن دورهم سيكون قد انتهى بالقضاء على المليشيات الطائفية التي كانوا يقولون إنها تهدد مقدساتهم، ولهذا فإن لم يعودوا من حيث أتوا تكون قوات التحالف لهم بالمرصاد للقضاء عليهم، وهو نفس الموقف تجاه نظام بشار الأسد الذي جلب الارهاب إلى سوريا، وخلق بيئة شعبية لاحتضان المقاتلين الارهابيين، والهدف هو تنقية المنطقة من المليشيات والمنظمات الارهابية وكذلك الأنظمة القمعية والطائفية التي شجعت وجلبت الارهابيين لأرض العرب.