تعمل الولاياتالمتحدة على مكافحة الإرهاب، ولكنَّ للأمريكيين مفهومًا خاصًا بهم للإرهاب، فهم يصنّفون الإرهابيين حسب مصالحهم والنظرة الأيدلوجية الأمريكية، بل بصورة أدق حسب المفهوم الإستراتيجي الأمريكي، وحتى هذه اللحظة فإنَّ الإرهابيين الذين تستهدفهم أمريكا هم المتطرفون السنَّة من القاعدة وتبعاتها من جبهة النصرة في سوريا ودولة العراق وشام وقاعدة المغرب في شمال إفريقيا والشباب المسلم في الصومال، وقاعدة اليمن والجزيرة في اليمن وطالبان في أفغانستان وهم فعلاً يستحقّون المواجهة وإعلان الحرب عليهم؛ لأنهم ببساطة يحاربون المسلمين في تلك البلدان واستهداف مصالح أمريكا تأتي في الدرجة الثانية، وكل جيوش القاعدة لم توجه أيّ عملية للكيان الإسرائيلي وتخصَّصوا في تنفيذ العمليات الإرهابية في الدول الإسلاميَّة. في المقابل تصمت أمريكا عن الجماعات الإرهابيَّة الأخرى وبالذات ما يسمى بحزب الله ومليشيات حسن نصر الله والمليشيات الطائفية في العراق، لواء أبوالفضل العباس، ومنظمة بدر وجيش الإمام في البحرين، وقد أدَّى تركيز الأمريكيين على مواجهة الجماعات الإرهابيَّة السنية وغض النظر عن الجماعات الإرهابيَّة الشيعية وإلى تقوية الثانية وجعلها تفرض نفوذها وهيمنتها على لبنانوالعراقوسوريا، وإذ حجبت أمريكا مساعدات من الأسلحة غير الفتَّاكة وحتى المساعدات الإنسانيَّة عن الجيش السوري الحر، وعن هيئة الأركان السورية المعارضة بحجة الخوف من تسرب الأسلحة إلى الكتائب الإسلاميَّة المتطرفة، فيما تتدفق الأسلحة والمقاتلون للجماعات الإرهابيَّة الشيعية وهذا ما أخل بميزان القوى وأدى إلى تفوق الإرهابيين الطائفيين القادمين من لبنانوالعراق واليمن والبحرين. ومع هذا لم تصنَّف هذه الجماعات الإرهابيَّة ضمن قائمة المنظمات الإرهابيَّة التي تصدرها أمريكا. في حين تقوم هذه الجماعات بغزو واحتلال سوريا التي ستتعاظم بعد فتوى كاظم الحائري أحد المرجعيات الشيعية المقيمة في قم بإيران، وهذا المرجع الشيعي العراقي له مقلدون كثر في العراق وإيران، وقد «أفتى» بضرورة توجه المقاتلين الشيعة للقتال إلى جانب جيش بشار الأسد، ولا ندري إلى أيّ أساس اعتمد هذا المرجع في دعوته لقتال الشيعة إلى جانب بشار الأسد الذي لم يعرف التزامه بالدين، بل هو مارق يقتل شعبه ويستهدف الأطفال والعجزة والنساء، والحائري الذي يرفع شعار الدفاع عن المظلومين يعاكس التوجُّه المذهبي له وللمراجع الشيعية، فهو يناصر الظالم الجائر بشار الأسد ويدعو إلى إرسال المقاتلين لقتل المظلومين من الشعب السوري وهو ما يؤكد السير خلف التوجُّهات الطائفية ودعم الأطماع العنصرية للصفويين، الذين يقيم الحائري بين ظهرانيهم.