تزامن وجود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مع بدء أعمال وزراء خارجية الدول العربية التي تحتضنها القاهرة مقر جامعة الدول العربية .. وجود كيري الذي أجرى مباحثات مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، سيستفيد منه وزراء الخارجية العرب والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقد يلتقي ببعض منهم، كما أنّ وجوده وانعقاد الاجتماع الوزاري، سيدعم كلٌّ منهما المواضيع التي سيبحثها الوزير الأمريكي ويناقش الوزراء العرب، وفي مقدمتها التصدي للإرهاب الذي يعم المنطقة العربية وأن يبرز على الواجهة التصدي لتغوُّل داعش، إلاّ أنّ هناك العديد من «الدواعش» من المتطرفين في الشيعة والسنَّة على حدٍّ سواء، فبالإضافة إلى داعش في سورياوالعراق، هناك القاعدة والنصرة وجماعة الإخوان المسلمين، الذين لا يزالون يدعمون وينفِّذون الأعمال الإرهابية في مصر، أما على الجانب الآخر من المتطرفين الشيعة، فبالإضافة إلى حزب الله أكبر الجماعات المذهبية المتطرفة وأكثرهم إرهاباً، هناك الحوثيون في اليمن وما يسمّى بأنصار الحق ومليشيات أبي الفضل العباسي ومنظمة بدر وعصائب الحق في العراق، وهو ما يتطلّب التعامل مع جميع هذه المنظمات والجماعات الإرهابية التي إذ ما تُركت نمت وتغوّلت، وأصبحت جيوشاً تهدِّد استقرار الدول العربية وبالذات التي باتت مستهدفة من قوى إقليمية معروفة، وتواطؤ واضح من قوى دولية. وزراء الخارجية العرب إن التقوا في القاهرة بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أو التقوه في عواصم بلدانهم التي سيزور بعضها، لا بد أن يطرحوا عليه رؤية شاملة للتصدي للإرهاب بكلِّ صورة واتجاهاته، فلا يمكن تصنيف داعش كعنوان لإرهاب ومتطرف السنّة، ولا يمكن أيضاً تصنيف إرهاب المليشيات المذهبية الشيعية كحزب الله والمليشيات العراقية والحوثيين، بأنهم يمثلون السنّة أو الشيعة، فكل التنظيمات الإرهابية لا تمثل الإسلام ولا المذاهب الإسلامية، بل هي أورام سرطانية يجب على جميع الدول العربية والدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وحتى روسيا والصين، التعاون والتصدي لكلِّ هذه الجماعات الإرهابية، ولا يجب أن تحارب جماعة وتترك جماعة، فالجميع إرهابيون وجميعهم يجب التخلُّص منهم، وهذا هو ما يجب أن يوضَّح ويُعلن بكلِّ صراحة للوزير الأمريكي، ولكلِّ ممثلي الدول الكبرى الأخرى.