حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ, المسلمين من اتباع المنابر السياسية أو الحزبية أو الطائفية في الحج.. وقال سماحته في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض أمس: إياكم أن يكون حجكم للمنابر التي أفكارها سيئة والآراء الضالة والأفكار المنحرفة والطائفية البغيضة, اجعلوه حجاً لله خالصاً لله ليكون حرماً آمنا مطمئناً، والتزموا بالأنظمة واللوائح التي وضعت لأجل التيسير للحجيج في تنقلاتهم، فاحفظوها واتقوا الله في أنفسكم واخلصوا لله عملكم وتقربوا إلى الله بما يحبه من الأقوال والأعمال, تقربوا إلى الله بما يحبه من الأقوال والأعمال فإنكم في بلد عظيم في بلد مبارك عظم الله شأنه ورفع ذكره ومن دخله كان آمنا , وحذر من الإساءة فيه فقال (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) , فبمجرد أن يفعل السوء في الحرم مهما كان فإن الله يعاقب على فاعل السوء». وأضاف: « الأصل أن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها, لكن في الحرم من أراد بسوء أو نوى شراً بالأمة أو ضررا، فإن الله ينزل العقوبة مهما كان حاله, فاحذروا رحمكم الله من ذلك وإياكم أن تتبعوا في الحج منابر سياسية أو حزبية أو طائفية, فلتخلصوا لله فإنه طاعة لله وذكر لله , ألا تسمعون الله يقول (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين، ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو اشد ذكرا). وقال سماحة المفتي «أيها المسلمون هذه عبادة لله وطاعة لله , إياكم أن يكون حجكم للمنابر التي أفكارها سيئة والآراء الضالة والأفكار المنحرفة والطائفية البغيضة, اجعلوه حجاً لله خالصاً لله ليكون حرماً أآنا مطمئناً والتزموا بالأنظمة واللوائح التي وضعت لأجل التيسير للحجيج في تنقلاتهم فاحفظوها والتزموا بها فإنها وضعت لأجل راحتكم واستقراركم، فاحمدوا الله على هذه النعمة واشكروه على هذا, وادعوا الله لولاة هذا البلد الكريم بالتوفيق والسداد والعون على كل خير على ما قدموه من جهود عظيمة لما فيه خير للإسلام والمسلمين». وعليكم استغلال فضل هذه الأيام المباركة من ذي الحجة, بالعمل الصالح لأن ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر المباركة. وقال سماحته : « أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى, عباد الله إنكم في أيام مباركة وأيام لها فضلها وشأنها ألا وهي عشر ذو الحجة, هذه الأيام التي أقسم الله بها في كتابه العزيز, قال تعالى (والفجر وليال عشر)، هذه الأيام هي الأيام المعلومات التي قال الله فيها (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)، وهذه الأيام العمل الصالح فيها خير من العمل في سائر الأيام, يقول - صلى الله عليه وسلم - : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر, قالوا ولا الجهاد في سبيل الله, قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. هذه الأيام اجتمع فيها أمهات العبادة من الصلاة والصيام والصدقة والعمرة والحج وتلاوة القرآن والتنفيس عن المكروبين وتيسير أمر المعسرين وإعانة المدينين على قضاء ديونهم. وأضاف سماحته : « في هذه الأيام المباركة، يوم عرفة الذي هو من خير الأيام الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم - : خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي يوم عرفة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد , وهو على كل شيء قدير. هذه الأيام المباركة لها فضل عظيم وشأن كبير, فعظموها رحمكم الله كما عظمها ربكم - جل وعلا - وعظمها نبيكم - صلى الله عليه وسلم -, ومن الأعمال في هذه العشر الأضاحي في اليوم العاشر من هذا الشهر ألا وهو عيد النحر فإن الأضاحي مشروعة في هذا اليوم العاشر من ذي الحجة, والأضاحي هي سنة مؤكدة وهذه الأضاحي شعيرة من شعائر الدين قال تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب), هذه الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ذلكم أن الله - جل وعلا - لما اتخذ إبراهيم خليلا أراد أن يحفظ قلبه من التعلق بغير الله مهما كان ذلك, وأرى الله إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل, قال الله - جل وعلا - (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر) , أي لا متفكراً ولا متردداً, اعمل ما شئت ونفذ أمر الله فيّ, فلما أسلما الأب والابن في تنفيذ هذا الأمر العظيم , قال إسماعيل لأبيه: يا أبتاه اغمض وجهك عن مصرعي وغض عينيك عن دمي، وإذا رجعت إلى أمي فأمرها بالصبر وكونا لله من الصابرين وله من الشاكرين , فلما تله للجبين جاءت رحمة الراحمين (وفدينه بذبح عظيم), فأحيا نبيكم هذه السنة وجاء يضحي في المدينة كل سنة صلوات الله وسلامه عليه، واتى في حجته بمئات من الإبل كل ذلك تعظيم لهذه الشعيرة». وتابع سماحة المفتي: « أيها المسلمون إن الأضاحي سنة نبوية مؤكدة دل عليها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -, قال الله - جل وعلا - (ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)، وقال (فصل لربك وانحر)، وقال (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، فهذه السنة النبوية حافظوا عليها واتبعوها ولا تهاونوا فيها». وأوضح سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الشاة الواحدة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته مهما بلغوا، أما وصايا الأموات فتنفذ على ما هي عليه لأنها وصية، قال تعالى (فمن بدّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم), وقال «إن من أحكام الأضحية أولا أن تكون في الوقت المحدد وهو يوم عيد النحر وأيام التشريق الثلاثة، أي أن أيام الذبح يوم السبت العاشر من ذي الحجة ويوم الأحد الحادي عشر ويوم الاثنين الثاني عشر ويوم الثلاثاء الثالث عشر, والذبح إنما يكون في بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم فهذه من التي يجوز بها الأضحية لقوله (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهية الأنعام), وينبغي أن يلاحظ أن السنة أن تكون ثنيه من الإبل والبقر والغنم، فمن الإبل ما أتم خمس سنين، ومن البقر ما أتم سنتين، ومن المعز ما أتم سنة، ومن الضأن ما أتم ستة أشهر، والسنة للمسلم أن تكون الأضحية سليمة من العيوب خالية من كل ما ينقصها والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن الأضاحي عما لا يجزأ ضحية، قال العوراء البيّن عورها والعوجاء أو المريضة الذي تبين مرضها في لحمها ودمها, كذلك العجفاء لا تجزئ لأن لا لحم فيها, ويسن اختيار السليمة من كل العيوب قال علي - رضي الله عنه - أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستشرف العين والأذن فانظروا إلى العيوب في الأذن أو العين وينبغي أن تكون كاملة متكاملة سليمة من العيوب والقصد سلامتها من العيوب، وذلك أنه لا يتقرب إلى الله إلا بالصالح من الأعمال قال تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) « . وأشار سماحته إلى أن السنة للمسلم أن يتولى ذبح الأضحية بنفسه لأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان يذبحها بنفسه لأنها عبادة وطاعة لله، كما يسن للمسلم أن يحضر الذبح عند ذبحها إن لم يحسن الذبح، فقد جاء في الأثر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة (قومي لأضحيتك فاشهديها فإنه يغفر لك بأول قطرة من دمها). وقال سماحة المفتي «سم الله عند ذبحها واذكر اسم من تضحون عنه فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : اللهم هذا عن محمد وعن آل محمد، وقال آخر عن من لم يضحِ من أمة محمد, فاذبحها بيدك وأحسن الذبح قال - صلى الله عليه وسلم - : إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة , قالوا لرسول الله الشاة اذبحها وأنا ارحمها، قال والشاة إن رحمتها رحمك الله , قال العلماء يكره الذبح أمام الأضحية أو يذبح الأخرى وهي تنظر كل ذلك في أمر البهية، لأن شريعة محمد شريعة خير للإنسان عموماً آدمي أو حيواني للخلق عموما , كل ذلك من كمال هذه الشريعة وحسنها». وأوصى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المسلمين بالاهتمام بهذه السنة وتعظيمها واختيار الأضحية السليمة من كل العيوب، فالله سخرها لكم فاشكروا الله على هذه النعمة كلوا منها وأطعموا وتصدقوا منها, مذكراً عند ذبح ضحايا الأموات من الآباء والأمهات بالدعاء لهم بالرحمة والغفران ، وأن يعلم الجميع بأن هذه الشعيرة طاعة لله وعبادة وقربه يتقرب بها العبد لله ولن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.