بالأمس نشرت صحفنا المحلية ومنها «الجزيرة» حديثاً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل خاطب فيه الوسط التعليمي من مدرسين ومديرين ومشرفين وطلاب (حديثاً) أجزم أنه سيتبعه بالفعل وسيكون ما قاله كالنقوش في القلوب لأنه حديث مسؤول تربوي ووزير متميز وأمير يقول ويفعل ما فيه صالح للتعليم والمعلمين والمتعلمين. ومما قاله سموه أنه لم يعد مقبولاً ما قد يصدر من بعض الطلبة والطالبات من سلوك غير سوي يتجاوز مبادئ الدين أو قيم المجتمع وشدَّد على عدم تقاعس مسؤولي أي من مرافق الوزارة عن ممارسة دوره أو التقصير في أداء رسالته مما يعني بأنه لا مكان في مجتمعنا التربوي لمن ينظر إلى هذه المهنة على أنها مصدر رزق سهل إلى آخر ما تحدث به مما يهم ويخص التعليم والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور.. إلخ. حقيقة إن سمو الأمير لم يتحدث إلى المعنيين بالتعليم بلسانه فقط، بل إن لسانه ترجم ما في قلبه من حب ومودة للمعنيين وما يرجوه من بذل للجهود في سبيل إنجاح التعليم على اختلاف مراحله وتحقيق أمانيه للنهوض بالتعليم ونفض ما علاه من غبار وإزالة ما تخلله من غثاء الأقوال والأفعال، ولقد توعّد الطلاب والطالبات بانتهاج الصرامة بحق من انتهج السلوك غير السوي وغير اللائق بطالب العلم وحذَّر المربين ومن في فلكهم من عدم إعطاء الوظيفة حقها وفقاً لمسمياتها، مشيراً إلى أن وظيفة الوزارة تتمحور حول التربية وتهذيب السلوك وغرس القيم الإيجابية وحماية العقول إلى جانب العناية بالتحصيل العلمي وتطبيقاته وهنا قصد سموه أن التربية وتهذيب السلوك سابق لتحصيل العلم والمعرفة لأن الأدب واحترام مقدم العلم أولى من التحصيل وبدونه يكون التحصيل سطحياً أو سهل الضياع وهذا ربنا جلَّ وعلا عندما أراد أن يخاطب نبيه موسى عليه السلام ألزمه بالأدب أولاً فقال {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} ثم علمه أدب الحديث فقال {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} ثم أوحى إليه بالتوحيد والشريعة فقال {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي}. وهذه أم أنس بن مالك لما أراد أن يطلب العلم مسحت على رأسه وقالت يا بني اذهب إلى ربيعة واجلس في مجالسه وخذ من أدبه ووقاره وحشمته قبل أن تأخذ من علمه أي أنها ألزمته بالتأدب والاحترام قبل تحصيل العلم وهذا هو ما يبتغيه سمو الأمير من الطلاب والطالبات. وهنا أقول لكل منسوبي التعليم على اختلاف أصنافهم هنيئاً لكم بهذا الوزير الفاضل فشدو على يديه وأني والله لأرى فيه القوة والشجاعة والصدق والصراحة وإني لأستشرف النهوض بالتعليم على يديه من كبوة قد ألمت به وأجزم أن بداية هذا العام الدراسي تزامناً مع تولي سمو الأمير خالد دفة العمل بأهم وزارة لدينا ستعمل على إنارة الطريق لكل إنسان حتى ولو لم ينتسب إلى التعليم فالعلم نور والجهل ظلام وأطمح وكثير من أبناء هذا الوطن أن يكون هذا العام الدراسي مقبرة للكثير من التصرفات الرعناء التي حصلت لكثير من المعلمين خلال السنوات التي مضت وأن تعمل على إيقاف كل طالب علم أو معلم أو ولي أمر عند الحدود المرسومة له شرعاً ونظاماً وأن يلتزم كل طرف آداب العلم والتعلّم والتعليم لنعيد إجلال المعلم والاهتمام بالتعليم من كل جوانبه وفقاً لمقولة الشاعر شوقي (قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أيكون رسولاً)، ولنصقل عقول طلاب وطالبات العلم بفنون الأدب والمعرفة وفقاً لمقولة (العلم يرفع بيتاً لا عماد له... والجهل يهدم بيت العز والشرف)، ولذا فعلى طالبي العلم (الطلاب والطالبات) أن يعوا ما سمعوا وأن يتجهوا إلى التحصيل العلمي بكل ما يحتويه هذا المعنى مقروناً بالأدب والاحترام لمقدم العلم لهم وعلى المربين ومن في فلكهم التمعن بتلك الكلمات الذهبية التي رمى بها سمو الأمير بملاعبهم وأن يستجيب الآباء والأمهات لرغبات سموه من أجل إنجاح التعليم والرقي به إلى المكانة التي ينتظرها ولي الأمر - حفظه الله- ومن أجل أن يتوازى تحصيل الطلاب والطالبات من العلم والمعرفة مع الدعم السخي الذي قدمته ولا تزال تقدّمه الدولة لهذا القطاع المهم.. وختاماً أشكر صاحب السمو على تلك الكلمات المعبرة وأهنئه على القبول الذي لقيه في أوساط المجتمع وفي التعليم خاصة جازماً أن هذا القبول بداية لنجاح مرفق التعليم بإذن الله، متمنياً لسموه النجاح والتوفيق والقدرة على تحمّل تلك الأمانة الضخمة، فلكم سمو الأمير منا الدعاء ومن رب السموات والأرض الإجابة وسيروا فعين الله ترعاكم.