لايشك عاقل في أن فريق الهلال المرصع بالنجوم سواء المحلية أو الأجنبية قادر على تخطي منافسه فريق السد الذي سيقابله اليوم في ستاد الملك فهد الدولي, بعد أن وصل الفريقان لدور الثمانية من البطولة الآسيوية, فالزعيم الآسيوي الكبير يملك في آسيا ما لا يملكه غيره, حيث الهيبة والعنفوان والمجد التليد والتاريخ الذي كُتب بماء من ذهب, والذي سطرته أجيال عشقت الزعيم الهلالي, فأبدعت وأمتعت وحصدت ما زرعت, حيث أنجزت على المستوى الآسيوي والمحلي مالم ينجزه غيرها في تلك الحقبة الزمنية, ولأنهم عشقوا وأبدعوا وأمتعوا فقد أحبهم الجمهور الهلالي, وأعتلى شأنهم لديه, وبقيت تلك الشخصيات رموزا عالقة في ذهن المتلقي الهلالي خاصة والسعودي عامة. أسوق تلك المقدمة لأقول لجيل اليوم من لاعبي الهلالي, لقد أورثكم السابقون إرثا كبيرا, ومجدا عظيما, أوصل الهلال السعودي ليكون زعيماً لأكبر قارة في آسيا, ذلك الإنجاز الذي لطالما تشرفنا به, ورفعنا به رؤوسنا أمام القارة الصفراء, وبقينا نتغنى به إلى وقتنا الحالي, حيث حقق الهلال 6 بطولات آسيوية جعلته يرتقي سلم المجد, ويحقق مالم يحققه غيره, وهذا ينبغي أن يكون دافعا معنويا للاعبي اليوم, والذين بكل تأكيد يستطيعون تقديم الذهب الآسيوي لعشاق الزعيم بكل سهولة, فهم يملكون الإبداع والإمتاع وفنون كرة القدم, ويملكون مالا يملكه غيرهم, حيث الجمهور الوفي, والذي كان ولا زال عنوانا لكل بطولة يحققها الهلال, وعنوانا جميلا لكل منجز سجل باسم الزعيم الآسيوي. إن ما ينبغي على لاعبي الهلال في مباراة اليوم أما السد, هو تقديم أنفسهم بالشكل المرضي, وبالشكل الذي يمنحهم الأفضلية, ولا بد أن يقتنعوا في قرارة أنفسهم بأنهم الأفضل مع احترام الخصم, وينبغي عليهم أن يدركوا بأن الجمهور الهلالي الذي بالتأكيد سيكون بجانبهم في استاد الملك فهد لن يرضيه إلا الخروج بالفوز والتأهل لدور الأربعة, وحينها سيكون لكل حادث حديث, فالهلال الذي نعرفه اليوم قدم نفسه بشكل جيد في أول جولتين من دوري عبداللطيف جميل, مع وجود بعض الأخطاء الفنية البسيطة, ولكن المهم والأهم أن اللاعبين قادرون على تفادي تلك الأخطاء, واللعب بتوازن يجعلهم يفوزون بكل أريحية. أما على الجانب الجماهيري, فالكل متفائل بهلال اليوم, والكل ينتظرون سطوع هلال لا زال يقف في الصف الأمامي ولم يتنازل عنه, بل إن الجمهور الهلالي والسعودي عامة ينتظرون إبداع هلال الأرض حتى يبلغ الفرح مداه, ولكن على الجماهير الهلالية أن تكون عاملا محفزا لفريقها, حيث يجب ألا تكتفي بالحضور فقط, بل الواجب عليها أن تكون حاضرة مع فريقها بأهازيجها وتشجيعها, ويجب عليها أن تبث روح الحماس في لاعبي الفريق, وبهذا تكون أكملت دورها على الوجه الصحيح. بقي أن نقول كمحايدين نتمنى فوز الهلال اليوم, وفوز الاتحاد غداً, فكلا الفريقين قادرعلى تحقيق الفوز والتأهل للدور المقبل, وكلاهما يستطيع أن ينزع الذهب الآسيوي والذي نتمنى أن يكون سعوديا سواء للهلال زعيمه أو للاتحاد.