في البداية لا بد أن يعرف الجميع أن الأشخاص الصم لديهم من القدرات والإمكانيات العقلية والنفسية لإكمال دراساتهم الجامعية، حيث إن المناهج والمقررات الدراسية التي تدرس لهم خلال المراحل الدراسية الثلاث هي نفس المناهج التي تدرس لسامعين، فهذا مؤشر واضح أن التعليم الجامعي مناسب لطلاب الصم فتاريخ التعليم العالي لطلاب الصم بدأ في أمريكا عام 1817م، حيث إنشاء أول معهد خاص بالطلاب الصم وهو ما يعرف الآن باسم الكلية الأمريكية للصم، وفي عام 1986م أصدر الكونجرس الأمريكي قراره بتحويل الكلية إلى جامعة التي تعتبر الجامعة الوحيدة للصم في العالم، وبعد ذلك تم إنشاء ثلاثة معاهد تكنولوجية عالية للصم في ثلاث ولايات مختلفة في عامي 1968 و1969، هذه المعاهد تم إنشاؤها داخل جامعات وكليات للسامعين، وهو ما يعتبر نقطة تحول رئيسية في التعليم العالي للصم، وعربياً تميزت الأردن وفلسطين بإنشاء كليات لتعليم الطلاب الصم حسب قدراتهم وإمكانياتهم، أما في المملكة العربية السعودية فكانت بداية الفكرة في عام 1415ه باقتراح من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بإنشاء كلية خاصة بالطلاب الصم وضعاف السمع وفي عام 1422ه، تمت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إتاحة الفرصة للطلاب الصم وضعاف السمع لإكمال تعليمهم العالي خاصة في الكليات التقنية، ومع بداية العام الدراسي 1425ه تم التحاق الطالبات الصم بقسمي السكن وإدارة المنزل والتربية الفنية بكلية الاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بالرياض تبع ذلك التحاق الطالبات بأقسام مماثلة في بعض المدن مثل مكة وأبها، ومع بداية العام الدراسي 25/ 1426ه تم افتتاح فصول خاصة بالطلاب الصم في كلية الاتصالات بالرياض للحصول على دبلوم التطبيقات المكتبية كما افتتح برنامج مماثل في مدينة حائل، وبعد ذلك وهي نقطة التحول الرئيسية في التعليم الجامعي لطلاب الصم التي أراها إنجازا كبيرا في مسيرة تعليم الطلاب الصم، حيث تمت الموافقة بإكمال دراستهم الجامعية وفقاً لتخصصات تناسب قدراتهم وإمكانياتهم في جامعة الملك سعود بالرياض على أسس ودراسات علمية وهاهم الطلاب الصم داخل قاعات المحاضرات في الجامعة والإنجاز الأكبر هو حصول أول طالب أصم على درجة الماجستير في التربية الخاصة وطموحي الأكبر أن يفتح باب القبول في جميع الجامعات في المملكة العربية السعودية وأخيراً الأشخاص الصم لديهم من القدرات لخدمة مجتمعهملما أعطوا الثقة وتوافرت لهم حقوقهم.