بادئ ذي بدء، أبارك بلسان حال كل سعودي وكل مقيم على ثرى وطننا الغالي بمناسبة عيد الفطر المبارك، أبارك للقيادة الحكيمة لحكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وللأسرة المالكة وللشعب السعودي الأبي، أعاد الله على وطننا وأمتنا الأفراح دوماً في أمن وأمان وحفظ الرحمن. وللرياضيين وفي مقدمتهم سمو الرئيس العام نقدم التهنئة الخالصة بالعيد السعيد، والذي أُذكر معه سمو الامير عبدالله بن مساعد الذي يتأهب للخطوات الأولى من رعاية للشباب والرياضة في وطن الحب والتواد والسلام.. المملكة العربية السعودية.. أُذكر سموه بما يحمله العيد السعيد من معان سامية، وكيف هو حال الشباب السعودي في التعاطي مع المناسبات التي تسمو فيها الروح وتعلو على النفس على كل ما من شأنه الخروج عن حيز الفطرة السوية التي يتمتع شبابنا بفضل الله بالحظ الوافر من نتاجها الايجابي. ولأن الخطاب موجه لمن ولي أمر رعاية شبابنا ورياضتنا وكرتنا من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه -، أقول وأدرك حق اليقين بأنه لا يخفى على سموه بأن هناك عدة أمور متداخلة تُفرز المحصلة النهائية إن سلبا او إيجابا على الشباب السعودي نتيجة الحراك الشبابي والرياضي وإن كنت أقتصر هنا من باب التحديد حراك كرة القدم ونتاج ذلكم الحراك. ولعل من المناسب الحديث عن هذا الأمر والبطولة الاهم (الدوري تبدأ بحر الاسبوع القادم) وإن سبقها بطولة السوبر بين الشباب والنصر.. وكأنما حديث التهيئة لموسم كروي طويل أكاد أجزم باختلاف كثير من معطياته عما سبقه من مواسم، ولاسيما وان الاخطاء التي توالت في الماضي للحراك الكروي السعودي تُفضي حتما للاستفادة من جل الأخطاء التي سأشير إلى الأهم، فالمهم منها دواليك في باقي منثور مساحة بصريح العبارة. فالأهم بوجهة نظري القائمة على المتابعة الدقيقة للشأن الكروي السعودي لأكثر من خمسة عشرعاما، تكمن في (ضبط الاعلام) ودوره السلبي في تهييج الشارع السعودي الرياضي. أقول ذلك وقلمي يُحسب على ذات الإعلام الذي أنتمي إليه قسرا، فترك الحبل على (غاربه) على مستوى التجاوزات الإعلامية المصدر التي يرى أهلها أنها مجرد ناقل للواقع لا تعطي الحق في التجاوز الذي تنوء بسرد حقائقه المؤلمة عشرات المقالات التي لن تستطيع حصر سياسة (ترك الحرية) للإعلام المرئي والمقروء على حد سواء مشرعة حتى يختلط الغث من السمين، ثم تأتي النتائج المباشرة على صورة سلبية أدناها هدما (تأصيل التعصب) الذي لم ولن يذكيه ويغذيه برأيي المتواضع سوى إعلام فاقد المهنية، إعلام لا يرقى لدور المساعد لتجنب العقبات بقدر ما يخلق تلك العقبات. إن سياسة (الحزم) التي يجب أن تتبعها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تقف عند مخاطبات أثبتت عدم جدواها سابقا مع وزارة الإعلام. بل بالشروع في وضع آلية لسياسة تجاوز الإعلام المختلفة تتخذ أولا الرئاسة العامة لرعاية الشباب العقوبات فيها عبر جهة قانونية إعلامية خاصة بالرئاسة تكوّن من القانونيين والمحامين الذين يرسمون حدود التجاوز غير المسموح به ليس قمعا للرأي والرأي الآخر بقدر ما يُشرع من جهة معتبرة في الدولة ومضلعة بالشأن الشبابي كرعاية الشباب. وهنا أكرر أن (التهييج) وإذكاء التعصب الرياضي عبر برامج (التوك شو) وغيرها من منافذ الإعلام المؤثرة قبل شبكات التواصل الاجتماعي، أن ذلكم التأجيج والتهييج والتهريج سواء عبر التصريحات التي تصل للإعلام او تلك التي يتبناها الاعلام غير المهني، يجب أن يجد من بداية الموسم (الردع) الذي لا ينتظر ردة الفعل (البيروقراطية) من الجهة التي يفترض أن يناط بها دور المحاسبة على تلك التجاوزات ولكن تجارب الماضي القريب جدا تقول بعدم حصول الدور المطلوب الذي يحفظ على اقل تقدير (تحصين الذائقة العامة) لدى المتلقي قبل الصمت على إذكاء التعصب ونشره بصورة ممنهجة في ظل غياب مهنية (نسمع عنها) ولا نرى لها اثراً على ارض الواقع. ثم يأتي المهم وهو ما يتعلق ضمنا بعمل اللجان التي تصنع جزءا كبيرا من (الصداع الكروي) سواء لجانا تؤثر مباشرة في المحصلة الكروية السلبية كلجنة التحكيم او تلك التي تتبنى ذلك (الصداع) قبل حدوثه او تزيد أثره من بعد، كلجان المسابقات والانضباط والاحتراف.. فليس صحيحا ولا حتى مقبولا أن يُقال: إن اتحاد الكرة يعمل بمفرده بينما نتاج عمله يؤثر إن سلبا او إيجابا في عمل رعاية الشباب المناط بعملها من القيادة الحكيمة للبلد رعاية الشباب الذين هم أساس الحراك الكروي والرياضي السعودي. بل إن التدخل المباشر عبر (مراقبة) عمل الاتحاد السعودي لكرة القدم تحديدا وليس فقط لجانه هو من صميم العمل الاشرافي لوزارات الشباب والرياضة في العالم المتحضر حتى وإن كانت المظلة الدولية (الفيفا) لكرة القدم هي المرجعية المنطقية لاتحاد الكرة ولكن كما ذكرت لا يلغي ذلك دور الجهة الشبابية الرياضية في أي من بلدان العالم المتقدم كرويا بما يحفظ التوازن بين العمل الحكومي الصرف والآخر الذي تقوم على سن أسسه التي لا يجب المساس بها المظلة الرئيسة.. الفيفا. وعودا على بدء أقول: إن (تداخل) كل الامور التي من شأنها عمل بيئة (إيجابية) وبالتالي صنع مناخا أكثر ايجابية، تقول دروس الماضي لا يجب إطلاق ترك الحبل على غاربه فيتحكم إعلام جاهل فاقد للمهنية او تخبطات لجان او عمل اتحاد في أن يُصار الى ذات المصير الذي يحملنا دوما الى مزيد من التعصب ومزيد من نبذ الآخر (المصطنعة) بفعل فاعل، والله تعالى من وراء القصد. في الصميم يقول عمر أبو ريشة: تتساءلين علام يحيا هؤلاء الأشقياء؟ المتعبون ودربهم قفر ومرماهم هباء. الواجمون الذاهلون أمام نعش الكبرياء الصابرون على الجراح المطرقون على الحياء أنستهم الأيام ما ضحك الحياة وما البكاء أزرت بدنياهم ولم تترك لهم فيها رجاء تتساءلين وكيف أدري ما يرون على البقاء؟ إمضي لشأنك اسكتي أنا واحد من هؤلاء