قتل 18 شخصا على الأقل في هجمات ليليلة تبنتها حركة الشباب الصومالية في منطقة لامو الساحلية الكينية حيث قتل نحو ستين شخصاً في حزيران/يونيو الماضي بحسب ما أعلن الصليب الأحمر أمس الأحد. وقال الصليب الأحمر أن تسعة أشخاص قتلوا في بلدة غامبا حيث فقد شخص واحد أيضا. وقتل تسعة أشخاص آخرون في هيندي. وأعلنت السلطات الكينية من جهتها أن هذه المناطق تعرضت لهجمات ليل السبت الأحد. وقال روبرت كيتور المسؤول في الشرطة المحلية «وقعت هذه الهجمات ليلا وقتل أشخاص ودمرت بيوت». وأضاف «أرسلنا عناصرنا ونحن في موقع الهجمات». وذكرت الشرطة أن مسلحين مجهولين أضرموا النار في عدة منازل وهاجموا مركز الشرطة في غامبا حيث نجحوا في تحرير معتقل مشبوه منذ هجمات حزيران/يونيو. وأعلن مصدر رسمي أن بين الضحايا شرطياً. وقال صحافي من وكالة فرانس برس توجه إلى مكان الهجمات أن كل القتلى في هيندي رجال باستثناء فتى واحد قتل بينما كان يحاول الفرار. وترك المهاجمون رسالة باللغة السواحلية على لوح أسود تقول «تجتاحون أرضا مسلمة وتريدون أن تعيشوا بسلام». وأعلن ناطق باسم حركة الشباب الصومالية المتمردة في بيان ليل السبت الأحد أن هذه الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة شنت هجوما جديداً في المنطقة. وقال عبدالعزيز أبو مصعب أن «المهاجمين عادوا إلى قواعدهم سالمين»، مؤكداً أن عشرة أشخاص قتلوا. وتبنى الشباب أيضا هجمات حزيران-يونيو في مبيكيتوني مؤكدين أنها عمليات انتقامية بسبب وجود كينيا في الصومال في إطار قوة الاتحاد الإفريقي. وكان الصليب الأحمر أعلن الاثنين الماضي عن مقتل 48 شخصاً على الأقل في الهجوم على بلدة مبيكيتوني الساحلية شرق كينيا، شنه حوالي خمسين مسلحاً يشتبه بأنهم ينتمون إلى حركة الشباب. وكان الهجوم الذي وقع في مبيكيتوني الأخطر منذ الاعتداء الذي استهدف مركز ويستغيت التجاري في نيروبي في أيلول/سبتمبر 2013 وتبنته حركة الشباب. وقد أسفر عن سقوط 67 قتيلا. وروى ناجون من مجزرة مبيكيتوني وهجوم مماثل وقع بعد ساعات في قرية مجاورة كيف قام رجال مسلحون يتحدثون اللغة الصومالية ويحملون رايات حركة الشباب بقتل غير المسلمين، مؤكدين أنهم يريدون الانتقام من وجود الجيش الكيني في الصومال. أما الرئيس الكيني أوهورو كينياتا فقد نفى مسؤولية الشباب الصوماليين عن الهجمات التي وقعت بالقرب من المنطقة الساحلية السياحية في البلاد واتهم «شبكات سياسية محلية» بلوقوف وراءها. ونفى أودينغا والمعارضة بشدة هذه الاتهامات التي أحيت توتراً سياسياً اتنياً قديماً في بلد لا يزال يذكر أعمال العنف الدامية التي تلت انتخابات 2007 بعدما احتج أنصار أودينغا على هزيمته المعلنة أمام مواي كيباكي المدعوم آنذاك من كينياتا. وجاءت تصريحات الرئيس مع أن حركة الشباب التي يقاتلها الجيش الكيني في الصومال تبنت الهجمات التي وقعت في حزيران/يونيو وأودت بحياة 64 شخصاً على الأقل على الساحل الكيني على المحيط الهندي بالقرب من أرخبيل لامو السياحي. وبعد هذه الهجمات الدامية، تضررت السياحة إلى حد كبير في لامو التي كانت وجهة سياحية تعد موقعاً طبيعياً وتاريخياً في المحيط الهندي. وتأتي هذه الهجمات الجديدة بينما تنوي المعارضة الكينية القيام بعرض للقوة عبر تظاهرة كبيرة تنظمها الاثنين في نيروبي، لكنها تثير بذلك مخاوف من اندلاع أعمال عنف سياسية واتنية في بلد يسود فيه خوف شديد لتعرضه لعدة هجمات دامية.