كتبت كثيراً، وقلت إنّ الحزب الجمهوري يعيش أسوأ مراحله التاريخية . هذا، مع أنه الحزب الذي ينتمي إليه واحد من أعظم الزعماء عبر التاريخ، لا في أمريكا وحسب، بل في العالم أجمع، الرئيس ابراهام لينكولن، وكذلك ديويت أيزنهاور، وريتشارد نيكسون، ورونالد ريجان، وهذا أمر طبيعي، فالأحزاب السياسية مثل البشر، تمر بتحوُّلات، صعوداً، وهبوطاً، ولذا فإنّ الحزب، وبعد خسارتين متتاليتين في انتخابات 2008، و2012، يحاول منذ الآن أن يصنع مرشحاً يعيد للحزب بعضاً من توهُّجه، وهم يبحثون عمّن يملك الصفات اللازمة للفوز، لأنّ الحزب لا يستطيع احتمال رؤية الديمقراطيين ينتصرون للمرة الثالثة، وهم يدركون أنّ ذلك أمر صعب، ولكنهم متفائلون، في ظل الإخفاقات التي صاحبت المسيرة الأوبامية، خلال السنوات الست الماضية!. حتى الآن يعتبر الحاكم، كريس كريستي، حاكم ولاية نيوجرسي أبرز المرشحين، ومع أنه ارتكب خطأ فادحاً أغضب الجمهوريين، في عام 2012، وذلك عندما تحالف، أكثر من اللازم، مع الرئيس باراك أوباما، أثناء فيضانات نيوجرسي، وهي الفيضانات التي قيّضها الله لأوباما في مرحلة حاسمة، أي قبل التصويت بأيام، ويعتقد كثير من المعلقين أنّ موقف أوباما أثناء الفيضانات، ومساندة حاكم الولاية الجمهوري، كريس كريستي له ساهم في تعاطف الناخبين معه !!، ومع ذلك فإنّ كريستي يظل أبرز المرشحين، نظير نجاحاته المتوالية في حاكمية نيوجرسي، ويأتي ثانياً، نجل الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الأب، وشقيق الرئيس بوش الابن، السيد جيب بوش، الحاكم السابق لولاية فلوريدا، والذي يعتبر أحد أبرز الوجوه الجمهورية حالياً، وهناك ما يساعده على تقديم نفسه للناخب الأمريكي في 2016. فإضافة إلى مسيرة جيب بوش السياسية الجيدة، أثناء عمله حاكماً لواحدة من أهم الولايات، فإنه أيضاً متزوج من سيدة مكسيكية، ما يجعل أصوات اللاتينيين، والسود، الديمقراطية تاريخياً، قريبة له، وهذا إضافة إلى أصوات البيض، والتي تعتبر القاعدة الرئيسية للحزب الجمهوري، ولا ننسى أنه يحمل الاسم السحري « بوش «، وهو الاسم الذي ارتبط في ذهن الناخب الأمريكي بالسياسة، والرئاسة، تماماً كما كان اسم كينيدي قبل ذلك، وهو يملك فرصة جيدة إذا استطاع الارتباط بإرث والده، وتخلّص من إرث شقيقه، وربما تعمل ماكينة الإعلام الجمهوري على ذلك، وهناك اسم جمهوري جديد، ولامع، وربما لم تسمعوا به من قبل، وهو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي، راند بول، وهو ابن السياسي المحترم، الشهير، رون بول، ويعتبر أحد أبرز الجمهوريين الصاعدين، وعدا عن مسيرته السياسية المتميزة، فهو ينتمي إلى « حزب الشاي «، وهو الحزب الذي اكتسب شعبية جارفة خلال السنوات القليلة القادمة، وهناك أسماء أخرى كثيرة، ولكنها ربما تكون أقل حظاً في الفوز بالترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة، في 2016، ويظل كل شيء وارداً في عالم الساسة، والسياسة.