تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكاً وقائداً لهذه البلاد المباركة، وهي ذكرى سانحة، تملي على المتابعين الإشادة بالمنجزات الحضارية التي رعاها - حفظه الله - في الميادين كافة سياسياً واقتصادياً وتعليمياً وتنموياً. كما أنها محطة مهمة لتذكير أبناء هذا الوطن المبارك ومحبيه بقيادته الحكيمة التي تسير بالبلاد سيراً متوازناً في ظل المتغيرات العالمية التي تجتاح العالم، وتحتاج إلى حكمة في التدبير وروية في القرار وتقييمٍ للمآلات، وهو ما نشاهده ماثلاً - ولله المنة والفضل. لقد حظيت قطاعات الدولة كافة خلال السنوات التسع من حكمه بنصيب وافر من الدعم والتحفيز، كانت كفيلة بأن تتبوأ المملكة مراكز متقدمة في المجالات كافة. ولعل مجال التعليم، خاصة التعليم العالي، يعيش الآن أزهى عصوره في هذا العهد المبارك. ولو أخذنا التعليم العالي في منطقة القصيم مثالاً على ذلك لرأينا كيف قفز التعليم العالي في المنطقة قفزات متتابعة، جعلت المنطقة تعيش نهضة تعليمية غير مسبوقة - ولله الحمد. فميزانية جامعة القصيم كانت عند أول نشأتها لا تتجاوز 300 مليون ريال، لتبلغ هذه السنة (2.565.440.000) ريال، وعدد الكليات فيها كان سبع كليات، والآن ثمان وثلاثون كلية، وعدد العمادات ثلاث، والآن أربع عشرة عمادة، وكان التعليم العالي في المنطقة محصوراً في مدينتين فقط، ليصبح موزعاً الآن في اثنتي عشرة محافظة، وقفزت مشاريع الباب الرابع في ميزانية الجامعة للعام المالي (1424 / 1425ه) من (11) مشروعاً فقط إلى (135) مشروعاً، كلفتها (10.940.260.000) ريال بميزانية العام المالي (1435/ 1436ه). كما صعدت الجامعة في هذا العهد المبارك في سلم التقدم العلمي؛ فنالت العديد من الاعتمادات العالمية في كليات الهندسة والعلوم والمجتمع، ثم توجت ذلك بالاعتماد الأكاديمي والمؤسسي قبل أيام؛ لتصبح بذلك ثالث جامعة حكومية تحصل على الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي. إن حصر الأعمال الجليلة التي تطورت في عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - عمل واسع وكبير، غير أن هذه الأرقام والقفزات التي أشرت إليها ما هي إلا أنموذج واحد لجهة حكومية واحدة في منطقة واحدة، توضح حجم التقدم الذي تعيشه هذه البلاد المباركة تحت قيادته - يحفظه الله - ومدى حرصه على تطوير البلاد وتنميتها. وإنني بهذه المناسبة الغالية لأرفع لمقامه الكريم أسمى آيات الشكر والعرفان على ما يبذله في سبيل أبنائه وبناته ووطنه، كما أجدد التهنئة لنا جميعاً بذكرى البيعة، وأدعو الله - جل وعلا - أن يحفظه، ويحفظ هذه البلاد من كل مكروه، وأن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يوفقه ويوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي ولي عهده ونائبه الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يديم على المملكة الأمن والرخاء والاستقرار، ويحفظها من كل متربص وعدو. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.