أثناء الانتخابات الأمريكية، في عام 2012، كان هناك حراك غير عادي في أمريكا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أشعل الثري الأمريكي، العنصري، والبخيل، دونالد ترمب حربا شنع فيها على اوباما، وترمب هو ذات الشخص الذي وعد بأن يدفع خمسة ملايين دولار، في حال أطلع اوباما الجمهور الأمريكي على شهادة ميلاده، في اشارة إلى ما يتداوله المحافظون من أن اوباما مسلم، ولم يولد في أمريكا أصلا!!، وقد راقت تلك الحرب الإلكترونية للعنصريين البيض، خصوصا أولئك الذين لم يرق لهم انتخاب شخص أسود لرئاسة أمريكا، وكان الهجوم على اوباما شنيعا، اذ بلغ اتهامه بأنه شاذ جنسيا، وأنه يعمل على تدمير الإمبراطورية الأمريكية !!. في تلك الأثناء، دخلت في حوارات، عبر تويتر، مع دونالد ترمب، وعصابته، وحاولت أن أسبر غورهم، أو ان شئت الدقة استفزهم ، ولفت نظري كمية الحقد على اوباما، من منطلقات عنصرية بحتة، ولا زلت أذكر أحد من حاورتهم، وهو من ولاية اوكلاهوما، اذ قال نصا :» قريبا، ستعود أمريكا حمراء !»، في اشارة إلى شعار الجمهوريين، وعندما سألته عما ينوي فعله، في حال فاز اوباما بفترة رئاسية ثانية ؟، قال إنه لا يدري عما ان كان سيتحمل هذه الصدمة!!، وبودي أن أعلم عن مصير هذا الأخ، وغيره من العنصريين، خصوصا في عمق الجنوب الأمريكي، بعد فوز اوباما بفترة جديدة، وكل ما سبق كان صورة من صور العنصرية التي عادت بصور مختلفة منذ فوز اوباما، ومن يتابع وسائل التواصل الأمريكية يلحظ ذلك بكل وضوح. خلال الأيام الماضية، كنت أتابع ردود الفعل على ذكرى وفاة المناضل، مارتن لوثر كنج، ولفت نظري، أيضا، حجم العبارات النابية، واللغة المتدنية التي استخدمها بعض المغردين البيض بحق الدكتور كنج، وهو ما أثار سخط السود، والذين هبوا دفاعا عن كنج، وقامت معارك بين الطرفين، واللافت أن هذا الموقف العدائي من كنج، والتراشق حوله بين البيض، والسود لم يكن معهودا، بهذه الحدة على الأقل، قبل انتخاب اوباما للرئاسة، ويحسن هنا أن نتذكر أن متطرفي البيض، مثل منظمة الكلو كلس كلان كانوا، منذ عقود طويلة، يعترضون على قانون الحقوق المدنية، الذي ساوى بين السود والبيض، وذلك لاعتقادهم بأن هذا القانون سيمكن شخصا أسود من الوصول لرئاسة أمريكا!!، فهل ، يا ترى، يمكن الربط بين فوز اوباما بالرئاسة، وعودة العنصرية في الداخل الأمريكي مؤخرا؟؟، وهل يمكن أن تعود الأمم إلى الوراء ؟!، وهل يعني هذا أننا قد لا نرى رئيسا أمريكيا من خارج العرق الأبيض مستقبلا ؟!!، لأن الأمر يبدو هكذا، أليس كذلك؟!!.