الجمعيات الخيرية على مساحة الوطن بكل مناطقه الثلاثة عشر، والتي يبلغ عددها 576 ومصنفة إلى 13 صنفا منها جمعيات البر وجمعيات الزواج والتنمية الأسرية وجمعيات معوقين وجمعيات مسنين وجمعيات هندسية وجمعيات أيتام وجمعيات الإرشاد الأسري وجمعيات مراكز اجتماعية. هل تكفي ؟ أم أنه رقم متواضع ؟ هذا رقم متواضع ولا يفي بالغرض على سبيل المثال في إسرائيل (فلسطينالمحتلة) أكثر من 40 ألف مؤسسة خيرية، بمعدل جمعية خيرية واحدة لكل 193 شخصاً تقريباً. كم مساحتها وكم عدد سكانها. وفي أمريكا مثلاً تؤكد الإحصائيات وجود أكثر من مليون جمعية ومؤسسة خيرية، بمعدل جمعية لكل 200 شخص تقريباً، ويتم الترخيص لقرابة 700 جمعية سنوياً. كم عدد التراخيص التي تصدرها وزارة الشئون الاجتماعية سنويا. إحصائيات عدد الجمعيات الخيرية متضاربة بين موقع الوزارة وبين ما يصرح به في الإعلام ؟ لماذا لا يُحدث عدد الجمعيات في موقع الوزارة بصفة شهرية. التنسيق بين الجمعيات الخيرية كمطلب في المجتمع المعاصر شبه معدوما. رؤية ورسالة الجمعيات الخيرية طموحة لكنها غير مُفعلة وتحتاج إلى الواقعية في صياغتها. ماذا عن الخطة الاستراتيجية لكل جمعية ؟ يغلب على الأعمال الدعوية والخيرية ضعف التخطيط مما يسهم في إضاعة الكثير من الجهود وقلة ثمار العمل وجعل كثير من البرامج تنفذ لمجرد التنفيذ. من خلال تصفحي موقع الوزارة وبالتحديد الإدارة العامة للجمعيات الخيرية والاطلاع على مهام الإدارة لمْ أجد التخطيط الاستراتيجي ودور الإدارة ربما هذه المهمة ملقاة على إدارة التخطيط الاستراتيجي في الوزارة. قائمة الجمعيات الخيرية الأكثر شفافيةً في العالم العربي التي قامت بها (فوربس- الشرق الأوسط) لعام 2013 ميلادية والمعتمدة من وزارات الرعاية الاجتماعية في مختلف الدول العربية جاءت جميعة دار البر في الإمارات في المركز الأول وبإنفاق إجمالي بلغ 50 مليون دولار وجاء في المركز العاشر الجمعية الخيرية لمتلازمة داون (دسكا) في السعودية وبإنفاق 425 ألف دولار. وكان هناك 6 جمعيات سعودية من ضمن 52 جمعية الأكثر شفافية. رؤية ورسالة غالبية الجمعيات الخيرية طموحة وصيغت بأسلوب علمي وواقعي وهذا نموذج لرؤية إحدى الجمعيات (أن تصبح الجمعية رائدة في جودة وشمولية الخدمات والبرامج المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى المحلي والإقليمي) وهذا نموذج لرسالة إحدى الجمعيات (معالجة قضايا الأيتام من مجهولي الأبوين وتقديم الرعاية الفائقة لهم من خلال آليات وأساليب حديثة ومتميزة بأسلوب شرعي معتمد على القرابة بالرضاع ليكونوا أفراداً صالحين لمجتمعاتهم). ترى على أرض الواقع هل الرؤية والرسالة لهذه الجمعيات ترجمت إلى أهداف بأسلوب (SMART) وتحققت أم هي مبالغة في الصياغة وتقصير في الأداء والقياس. إن توصيات الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية بالمملكة عام 2013توصيات مميزة وذات طابع إنساني ومن تلك التوصيات أهمية أن يُواكب العمل الخيري تنظيم وبرامج ومناشط احتياجات مجتمعنا المتغيرة، وأهمية الموازنة بين الجانب الإغاثي والمساعدات المباشرة من جهة, وبين الاستدامة والتمكين من جهة أخرى. أخيرا أودعت وزارة الشؤون الاجتماعية مبلغ « 225.764.419 « ريالاً في حسابات الجمعيات الخيرية بجميع مناطق المملكة وعددها « 558 « هل عددها 576 أم 700 أو 558 جمعية نحن نفتقد الإحصائيات والأرقام التي تعكس الواقع. ترى هل عدد الجمعيات ومخصص الوزارة يكفي 2,52 مليون مواطن فقير (822,8 مستفيد أساسي و1,69 مليون مرافق) يشكلون ما نسبته 12,7% من إجمالي عدد السكان السعوديين البالغ 19,84 مليون نسمة لعام 2012م. إن دور الجمعيات دور مهم وأساسي في المجتمع وعلى وزارة الشئون الاجتماعية أن تضاعف جهودها المشكورة وتحث وتساعد وتساهم في زيادة عدد الجمعيات إلى الضعف على أقل تقدير وفي كافة مناطق المملكة الثلاث عشرة وذلك حسب الكثافة السكانية. وكلي أمل على الأثرياء والأغنياء والميسورين ورجال الأعمال أن يضاعفوا صدقاتهم ولا ينسوا فقراء الوطن الغالي مما أعطاهم الله. عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (ما نقَصتْ صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه) .كما أن الصدقة علاج لكل الأمراض, فقد قال الرسول الكريم في حديثه الشريف (عالجوا مرضاكم بالصدقة).