انطلق أمس في الشارقة برنامج لقاء مارس السنوي في دورته السابعة لهذا العام، الذي تقوم على تنظيمه مؤسسة الشارقة للفنون ، الحدث السنوي الذي تسعى فيه المؤسسة إلى تطوير وفتح آفاق جديدة للحوار وتفعيل الحراك الفني، ويستمر على مدى أربعة أيام عبر جلسات وندوات تقام في مبنى GH من المباني الفنية للمؤسسة، التي بدورها تعمل على تعميق آلية التواصل مع المؤسسات التخصصية والفنانين ومختلف القطاعات العاملة في هذا المجال، وإيجاد فرص للتعاون المثمر والشراكة بينهما. وقد ترسّخ لقاء مارس الذي انطلقت أولى دوراته كمبادرة نوعية في عام 2008، كأحد البرامج الأساسية لمؤسسة الشارقة للفنون، حيث اكتسب اللقاء منذ انطلاقته أهمية حيوية، باعتباره لقاءً سنوياً، مقرّه الشارقة وأبوابه مشرعة للفنانين والنقاد والمؤسسات والقيمين والمنتجين ومختلف العاملين في قطاع الفنون.. وفي هذه الدورة السابعة يسعى اللقاء ليكون متفاعلاً مع الجمهور العام المحلي، عبر دعوة قدمتها القيّمة الفنية لبينالي الشارقة 12 أُنجي جو التي أشرفت بدورها على تنظيم لقاء مارس لهذا العام، ليكون نقطة انطلاق تطَوع هذا الحدث لتشكيل سياق مشترك ومنظومة من المعارف تتنامى خلال الأشهر التي تسبق بينالي الشارقة 12 وتقود إليه. لقاء مارس وهموم الثقافة المعاصرة «تعالوا - دعوة للتجمع» هو المفهوم والعنوان الذي اختارته القيّمة أُنجي جو، ليبحث اللقاء من خلاله عدة قضايا متعلقة بالثقافة المعاصرة، عبر دمج عدة مسارات مختلفة في جلسات اللقاء التي تتضمن أبحاثاً جماعية ودراسات يقدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم قدموا إلى إمارة الشارقة في فترات سابقة وأنتجوا فيها أعمالاً وبحوث تطرح الآن لتناقش محاور معينة، مثل التكوين المؤسسي وبناء المعارض والتقنيات وأسس الإنتاج الفني، مع الأخذ بعين الاعتبار كيفية تطوير مبادرات التعليم والبحث. وتعزيزاً للمشاركة الفعَالة بين المشاركين والحضور، يترك اللقاء في نهاية الجلسات مجالاً مفتوحاً للمناقشات والتساؤلات غير الرسمية. ألقي كلمة الافتتاح سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، لتتحدث سمو الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون في إطار بناء مقتنيات الفن المعاصر مع رودريغو مورا من معهد إنوتشيم من البرازيل. كما سيشهد لقاء مارس 2014 عدة عروض حول الأعمال الحالية لطارق عطوي، وكامب، وعبد الله السعدي ضمن «الارتباطات المستمرة» التي تركز على أعمال الفنانين السابقة في الشارقة وارتباطهم المستمر بها. وضمن جلسات «محاور رئيسية» ستكون هناك مناقشة بعنوان «تاريخ المؤسسات والإنتاج الثقافي في الشارقة» يقدمها هشام المظلوم مدير دائرة الفنون في الشارقة، كما ستقدم كريستين طعمة من غاليري أشكال ألوان في بيروت حوراً مع المخرج أحمد غصين. كما يتضمن اللقاء سلسلة من الدراسات التي يقدمها مجموعة من الفنانين العالميين حول أعمالهم وممارساتهم الفنية الحالية، في جلسة «تطوير لغة للإنتاج الثقافي» التي يترأسها عبد الله كرّوم، يتحدث فيها كل من ليونور أنتونيس وأبرهام كروز فياغاس ومايكل جو ووائل شوقي. وتتمحور الجلسة التي يترأسها دوريون تشونغ عن «الارتباط مع المكان واللحظة والبيئة العمرانية» التي يشارك فيها كل من إيمان عيسى وحسن خان وريان تابت ويان فو، وفي دراسة الحالة التي تحمل عنوان «ما بعد التاريخ» يتحدث باسل عباس وروان أبو رحمة ونيكيل شوبرا وإنتونة إدجابي وسنثيا مارسيل ويترأس الحديث أدريان فيلار روخاس رايان إينويه. ويقدم القيَم دوريون تشونغ على متحف M+ في هونغ كونغطوكيو عرضاُ عن معارضه في متحف الفن الحديث، بعنوان « طوكيو 1955 - 1970: الحركة الطليعية الجديدة» التي تبحث في تشكيل الفن المعاصر في طوكيو بما يتعلق بتطوير المدينة والأمة. أما جلسات الأبحاث الجماعية فتوافر فرصاً معمَقة للبحث والتبادل يقدمها فنانون بناءً على مشروعاتهم الجماعية ومنها «المعرض الدولي للفنون للتضامن مع فلسطين» لكريستين خوري ورشا سلطي، «من الخليج إلى الخليج إلى الخليج» (2013) الذي يضم عرض للفيلم وجلسة نقاش مع كامب، إضافة إلى بحث سامية راب من الجامعة الأمريكية في الشارقة الذي يُعنى ببناء وترميم وتجديد التراث الثقافي في الشارقة. أما جلسة «عودة إلى الطرب» (2013) فتضم عرض فيلم للمخرج فؤاد الخوري وجلسة نقاش بين المخرج وطارق عطوي وكمال قصار من مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية. غابي نكوبو من مركز إعادة تمثيل التاريخ في جوهاسنبرج، سيشارك في جلسة عن المبادرات الحديثة التي تقترح طرق مبتكرة للمساهمة في المشاهد الفنية الناشئة في جدة والقاهرة وجوهاسنبرج، يشاركه محمد حافظ من غاليري أثر في جدة، وسارة رفقي من بيروت، وزينب أوز.. وبالتزامن مع أول أيام اللقاء سيتم افتتاح ثلاثة معارض فردية في إطار احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وتتضمن: «مكانٌ آخر» للفنانة سوزان حفونة، و»الفرسان يعشقون الطيور وحكايات أخرى» للفنان وائل شوقي، و»قبل وبعد التقليلية» للفنان رشيد أرائين. وبذات اليوم تستضيف مؤسسة الشارقة للفنون فيلم «خونة» لشون غولييت، الذي أنتج كجزء من برنامج الإنتاج لمؤسسة الشارقة للفنون في العام 2012، التي واصلت دعمها ومتابعتها للفيلم خطوة بخطوة ليتطور هذا العمل، ويصبح فيلماً يعرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان فينيسيا السينمائي، ثم في مهرجان دبي السينمائي لعام 2013. يصاحب اللقاء إعلان الفائزين بمنح مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامج الإنتاج لعام 2014. وقد خصصت المؤسسة لهذه الدورة منحاً تصل إلى 200.000 ألف دولار تمنح للمشروعات التي تنطوي على الخيال والطموح والإلهام، فتسهم بذلك بتطوير المفاهيم حول الفن وتعميق تجربتنا في مجالاته المتعددة. وتشمل المنح مختلف مجالات الفنون البصرية كالميديا والتركيب والنحت والكتب الفنية وعروض الأداء، إلى جانب الموسيقا والفيلم والأبحاث النظرية ومجالات أخرى كالعلوم أو الفلسفة. كما سيتم افتتاح «معرض مارس» آخر أيام اللقاء وهو مشروع جماعي يشارك فيه طلاب من مدرسة سليد للفنون الجميلة (المملكة المتحدة)، ومن ماس الإسكندرية (مصر)، والرواق (البحرين)، وكليات التقنية العليا في الشارقة (الإمارات العربية المتحدة)، وجامعة زايد (الإمارات العربية المتحدة).