تطلعت جهات متعددة، من بينها بعض الجامعات السعودية، وبعض الأندية الأدبية للعمل على مشروع تراجم للأدباء السعوديين، ووردت الفكرة في وقت ضمن توصيات المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين عام 1419ه/1998م، ونص التوصية:»إنشاء مركز معلومات عن الأدب والأدباء السعوديين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب..». غير أن هذه الأحلام ذهبت أدراج الرياح؛ لأنها تتطلب تخطيطا ومتابعة ومالا وفيرا، وجهودا مضنية؛ لذا قنعت بعض المؤسسات الثقافية بتحقيق جزء فقط من هذا الحلم حين تصدت لإصدار كتب تترجم لشعراء منطقة أو محافظة فقط، وصدرت بعض الكتب الجيدة، منها من أدباء الطائف المعاصرين لعلي خضران القرني عن نادي الطائف الأدبي عام 1410ه، ومعجم شعراء الأحساء المعاصرين عن نادي الأحساء الأدبي عام 1431ه. ولقد أعلنت دارة الملك عبدالعزيز في عام 1429ه/2008م عن مشروعها الكبير»قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية»، وشكلت لجنة برئاسة معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري، وإشراف د.محمد بن عبدالرحمن الربيّع، وعضوية عدد من الزملاء من أساتذة الجامعات المتخصصين بالأدب والنقد في المملكة، وشرفت بأن أكون معهم. وبدأ المشروع باجتماعات متوالية تضع الضوابط والشروط، وتضع قوائم الأدباء على طاولة الاجتماعات، وتتوجه إلى عدد من الأندية الأدبية تشرح الفكرة، وتتواصل مع جهات مختلفة تطلب ترشيح أسماء، وتستكتب آخرين، وتكلف فاحصين ومراجعين، مع إصرار على أن يكون العمل وطنيا مئة بالمئة في كل أعماله. وكان ضبط المنهج ومحاولة وجود تجانس بين جميع المداخل أمرا شاقا وفي غاية الصعوبة، واستنزف من جهد اللجنة، ومن المشرف العلمي الدكتور محمد الربيّع الكثير، إضافة إلى تذليل عقبات تأخر وصول بعض المواد والتعقيب على أصحابها، ولكن الدارة بدعم ومساندة من معالي الأمين العام، ومتابعة من مدير إدارة البحوث والنشر الأستاذ عبدالرحمن السدحان أصرت على المضي في دعم المشروع وتذليل الصعاب والعقبات مهما كثرت. وإذا كان الإعلان عن العمل قد بدأ في عام 1429ه كما أسلفت، فإن الوسط الثقافي كان يترقب صدور العمل سريعا؛ لتعطشه لعمل موسوعي شامل كهذا، ولكن الدارة كانت حريصة أشد ما يكون الحرص على التجويد والإتقان، وعلى أن يكون الإخراج متميزا، والطباعة راقية، فتأخر نوعا ما، وطال انتظار الوسط الثقافي له. وفي هذا العام (1435ه/2014م) اختارت الدارة تدشينه في التوقيت المناسب، وصدر بأجزائه الثلاثة في معرض الرياض الدولي للكتاب في مفاجأة سارة جداً لكل راصد ومهتم بالأدب والأدباء في المملكة. وهذا العمل الضخم يكتسب صفة العمل الجماعي بامتياز إذ أسهم في كتابة مداخله خمسة وستون كاتبا وكاتبة من ثلاث عشرة جامعة سعودية، إضافة إلى كتاب غير أكاديميين وجدت فيهم اللجنة الكفاءة والقدرة على المشاركة.